بيروت 6 أغسطس 2020 (شينخوا) انطلقت دعوات في لبنان اليوم (الخميس)، لإجراء تحقيقات شفافة لتحديد أسباب الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت (الثلاثاء) الماضي، وأوقع 137 قتيلا وأكثر من 5 آلاف جريح، وسط تدفق المساعدات إلى هذا البلد العربي. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي زار بيروت اليوم، وأجرى محادثات ثنائية مع نظيره اللبناني ميشال عون، وأخرى رباعية انضم إليها رئيسي مجلس الوزراء والبرلمان حسان دياب ونبيه بري، إن التحقيقات لابد أن تحدث بكل شفافية لمعرفة ما حدث فعلا، وتسبب في الانفجار. وأوضح ماكرون أن الهدف الأول لزيارته هو التضامن مع الشعب اللبناني، مضيفا " لقد بدأنا في إرسال المساعدات ، حيث وصلت 3 طائرات محملة بمساعدات طبية ورجال إنقاذ، وهناك طائرات ستصل لاحقا، وسنستمر في إرسال المساعدات التي ستتضمن أدوية وأغذية ومساعدات لإعادة الإعمار". وأضاف " تكلمت مع الرئيس عون ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان بكل صراحة وشفافية ويجب أن تنطلق مبادرات سياسية سريعة لمحاربة الفساد وتحقيق الإصلاح والشفافية ومعالجة قطاع الكهرباء والتدقيق في حسابات النظام المصرفي اللبناني". وأكد أن "لبنان يعاني أزمة سياسية واقتصادية وأخلاقية ومالية عمرها سنوات، ويتطلب حلها مبادرات سياسية فعالة.. لبنان بحاجة إلى تغيير وأزماته تستدعى استجابة عاجلة". وأردف أنه سيطلق اليوم مبادرة سياسية وسيقترح مدخلا لعقد سياسي جديد، على أن يعود في سبتمبر المقبل لمتابعته. وشدد على أن "المساعدات الفرنسية غير مشروطة، وسننظم المساعدة الدولية كي تصل مباشرة إلى الشعب اللبناني وبمراقبة أممية". بدوره، طالب رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" اللبناني وليد جنبلاط بتشكيل لجنة تحقيق دولية لإجلاء الحقيقة ومعرفة سبب الانفجار. وقال جنبلاط، في مؤتمر صحفي، "لا نؤمن لا من قريب ولا بعيد بلجنة تحقيق محلية، ولا ثقة أصلا بهذه الحكومة بأن تستطيع إجلاء الحقيقة". وتساءل عما إذا "كان التفجير صدفة أم مؤامرة"، مشيرا إلى أن "الكمية الهائلة من نترات الأمونيوم التى بقيت في مرفأ بيروت لمدة 6 سنوات لا تنفجر لوحدها دون صاعق، وأن ذخائر أو مفرقعات معينة بدأت تنفجر تمهيدا للانفجار الكبير". وشكر العرب الذين " أتوا إلى لبنان المجروح المحتل المعزول المسيطر عليه ليقولوا نحن معكم رغم كل الصعاب"، كما شكر الرئيس ماكرون الذي أتى بأوج صعاب لبنان. وقال إنه "دون احتضان دولي وعربي لا يمكننا الاستمرار، وقد يزول كل لبنان الكبير". وفي إطار دعم لبنان، أرسلت مصر اليوم طائرة عسكرية إلى بيروت محملة بشحنة مساعدات عاجلة، تتضمن كميات كبيرة من المستلزمات الطبية. بينما أرسلت الأردن طائرة عسكرية تحمل مستشفى ميداني إلى لبنان، وسيكون جاهزا لاستقبال المرضى غدا الجمعة، حسبما صرح مدير التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة الأردنية العميد طلال الغبين في بيان. ويضم المستشفى الميداني الأردني جميع الاختصاصات والطواقم الطبية، ويشمل 48 سريراً، و10 أسرة عناية مركزة، وغرفتين للعمليات، ومختبر أشعة، ويتألف كادره من 160 شخصاً. في حين بعثت تونس طائرتين عسكريتين محملتين بنحو 35 طنا من المساعدات الطبية والإنسانية العاجلة. أما المغرب، فقرر إرسال مساعدات طبية عاجلة، تشمل إقامة مستشفى عسكري ميداني في بيروت، يتكون من 100 شخص من الأطباء والممرضين وعناصر للدعم. ويشمل المستشفى أيضا جناحا للعمليات، ووحدات للاستشفاء، والفحص بالأشعة، والتعقيم، ومختبرا وصيدلية، إلى جانب كميات من الأدوية للإسعافات الأولية ومواد غذائية وخيام وأغطية لإيواء ضحايا الحادث. ولم يقتصر الدعم على المساعدات الفرنسية والعربية، حيث أرسلت إيران ثلاث طائرات تقل مساعدات إنسانية إلى لبنان، حسب التليفزيون الإيراني. ونقلت طائرتان من الثلاثة 225 طنا من المواد الغذائية، بالإضافة إلى الأدويةِ والمواد الطبية ومستشفى ميداني وفريق طبي مؤلف من 30 شخصا من مختلفِ التخصصات. في غضون ذلك، أكد أحمد تامر مدير مرفأ طرابلس كبرى مدن شمال لبنان أن المرفأ بكامل جهوزيته ليكون نافذة لبنان البحرية، وهو قادر على لعب دور البديل لمرفأ بيروت الذي تعرض لانفجار ضخم أخرجه من الخدمة. ويعتبر مرفأ بيروت الأكبر في لبنان ومن خلاله تعبر معظم حركة التجارة من وإلى البلد الذي يستورد أكثر من 80 في المئة من احتياجاته. وذكر تامر في حديث لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن المرفأ أتم التحضيرات لاستقبال سفن المساعدات والبضائع إلى لبنان. وشهد المرفا أعمال صيانة وتأهيل وتنظيف للعنابر، بالتزامن مع تعزيز عناصر الأمن وكادر الموظفين بهدف مواكبة العمل والضغط الكبير الذي قد يتعرض له بفعل توجيه كل السفن القادمة للبنان إليه.
مشاركة :