لبنان.. مبادرات شعبية للنهوض من تحت ركام بيروت

  • 8/7/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت/ حسن درويش / الأناضول منذ اللحظة الأولى لوقوع انفجار مرفأ بيروت، الثلاثاء، شهد لبنان بأكمله والعاصمة تحديداً حالة تأهب من قبل المواطنين والجمعيات. وفي مشهد تضامني من قبل اللبنانيين عقب الانفجار الذي وصفوه بـ"النكبة" و"المصيبة الكبرى"، تعمل جمعيات ومواطنون من مختلف المناطق على مساعدة الأهالي الذين فقدوا منازلهم بتنظيفها وإزالة الأنقاض ومخلفات الانفجار منها. وحملت مجموعات كثيرة ما تيسّر من معدات لوجستية، وقصدت الأحياء القريبة للمرفأ، والشوارع المتضررة لتنظيفها. وبحسب مراسل الأناضول، فإن جمعيات متعددة تقوم بأعمال إزالة الركام كجمعية "دفى" وجمعية "لحقي" وجمعية "للوطن" وغيرها، بالإضافة إلى "ثوار 17 تشرين". وأسفر الانفجار الضخم في مرفأ بيروت، الثلاثاء، عن سقوط 154 قتيلا ونحو 5 آلاف جريح، إضافة إلى عشرات المفقودين تحت الأنقاض (حصيلة غير نهائية)، بجانب دمار مادي هائل، وفق وزير الصحة، حمد حسن. ويشهد لبنان، منذ 17 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية، وأجبرت حكومة سعد الحريري على الاستقالة في 29 من الشهر نفسه، وحلت محلها حكومة حسان دياب في 11 فبراير/ شباط الماضي. ** غياب شبه تام للدولة تشهد مدينة بيروت، بحسب الناشط هادي جعفر، "غيابا شبه تام للدولة عن الأرض". ويقول جعفر، للأناضول، إن "وجود القوى الأمنية للتنظيم هو أقل ما يمكن أن تقوم به الدولة وهي بدائيات عملها". ويلفت إلى "غياب تنظيم تابع للدولة من حيث رفع الأنقاض، والمسح للمناطق المحيطة، ومساعدة الناس". ويضيف جعفر، أن "عسكريا واحدا فقط يقف على مدخل منطقة الجميزة (في بيروت) ليمنع الناس من الدخول إليها، مقابل وجود مجموعة متطوعين تساعده، وتشرح للناس أن أسباب عدم الدخول هي وجود أبنية معرضة للسقوط في أي لحظة". ويصف مشهد المتطوعين بـ"خلية نحل، إذ تشكلت مجموعات للإيواء والسكن، تقوم بالتواصل مع من هدم منزله أو تضرر، فتؤمن بهذه الطريقة مساكن للمشردين". ويوضح جعفر، أن "هناك مجموعة أخرى تعمل على تقديم الطعام، والأساسيات للمتطوعين الذين يقومون بالعمل، وللمتضررين من الانفجار". والأربعاء، أعلنت الحكومة اللبنانية، إجراء تحقيق يستغرق خمسة أيام، فيما دعا رؤساء حكومات سابقون، بينهم سعد الحريري ونجيب ميقاتي، إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية أو عربية لتحديد أسباب الانفجار. ** تقسيم مجموعات العمل وتشهد هذه الجمعيات تقسيم للعمل وتنظيم فيما بينها. ويقول المتطوّع في جمعية "لحقّي" أمين التيماني للأناضول، إن "عملهم في الجمعية بدأ منذ اللحظة الأولى لوقوع الانفجار". ويضيف أنه "بسبب الضغط الكبير الذي شهدته مستشفيات بيروت، بدأت الجمعية بالتواصل مع الأطباء الذين قدموا عياداتهم لمداواة الجرحى، من أجل إرسال المتضررين إليهم". كما عملت الجمعية، بحسب التيماني، على "تأمين إسعافات أولية للمستشفيات كالقطن، والمعقمات". ويردف التيماني: "اليوم قسّمنا أنفسنا على مجموعات، بعضها لتأمين الطعام، وبعضها لتأمين الأمور اللوجستية، وقسم للعمل مع المتطوعين". بدورها، تقول رانيا كنعان من جمعية (green orient) للأناضول: "أتينا إلى هنا برسالة إنسانية، بيروت لا تموت، نريد التعاون لنعيد العاصمة، الشهداء كان لديهم أمل كبير في لبنان، يجب أن نحمل رسالتهم ونستمر بها". وبلغ عدد المشردين من منازلهم بسبب الانفجار الهائل أكثر من 300 ألف بحسب تصريح إعلامي لمحافظ مدينة بيروت مارون عبود، فيما قدرت الخسائر المادية بحسب إحصائيات أولية بـ 15 مليار دولار. إلا أن معظم المشردين رفضوا الخروج من منازلهم، مفضلين البقاء فيها رغم أن هذه البيوت باتت دون جدران وأسقف علها "تقوم من تحت الردم" بحسب ما قالوا للأناضول. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :