بيروت ـ بعد ثلاثة أيام على انفجار مرفأ بيروت، لا تزال الأسباب مجهولة فيما ترجح الاحتمالات وجود تدخل خارجي من خلال صاروخ أو قنبلة أو أي شيء آخر، بحسب ما أوردت الرئاسة اللبنانية نقلا عن ميشال عون. وأضاف الرئيس اللبناني أن التحقيق في الانفجار سيبحث هل السبب الإهمال أم هو حادث عارض أم هناك تدخل خارجي محتمل. وأضاف أن التحقيق في الانفجار الذي وقع في مستودع يضم مواد شديدة التفجير يوم الثلاثاء يرتكز على ثلاثة مستويات "أولا على كيفية دخول هذه المواد المتفجرة وتخزينها في العنبر رقم 12 والثاني ما إذا كان الانفجار نتج بسبب الإهمال أو حادث قضاء وقدر والثالث هو احتمال أن يكون هناك تدخل خارجي أدى الى وقوع هذا الحادث". فيما طالب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الحكومة اللبنانية بـ"إرادة حقيقية للإصلاح"، عقب الانفجار المروع الذي وقع في بيروت قبل أيام قليلة. وقال ماس في تصريحات لصحيفة "زاربروكر تسايتونج" الألمانية الصادرة الجمعة: "حتى الآن لم تنجح القيادة السياسية في لبنان في مباشرة الإصلاحات الضرورية بشدة في القطاع الاقتصادي والمالي على نحو قوي"، معربا عن استعداده لدعم لبنان في المحادثات مع صندوق النقد الدولي. وذكر ماس أن الكثير من اللبنانيين الآن تساورهم مخاوف على وجودهم، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق الآن بتخفيف العناء الأكبر، وقال في إشارة إلى فريق الإغاثة التقنية الألماني، الذي توجه إلى بيروت مساء الأربعاء لتقديم الدعم: "كل ثانية مهمة". وفي سياق متصل، حذر ماس من مغبة استمرار زعزعة استقرار لبنان، وقال: "نريد تقوية لبنان، لأن هذه الأزمة لا ينبغي استغلالها في فتح باب أمام نفوذ أجنبي هناك". وذكر ماس أن هناك بالفعل في لبنان أطرافا فاعلة غير حكومية ممولة من الخارج، مثل حزب الله، والتي من الممكن أن تستغل الفراغ الحالي، وقال: "الكارثة تنطوي على مخاطر كبيرة لمزيد من زعزعة الاستقرار في لبنان". وأشار ماس إلى أنه من السديد التفكير حاليا في عقد مؤتمر مانحين دولي قريبا لصالح لبنان، وقال: "لا يمكن لدولة التغلب على مثل هذه الكارثة بمفردها"، مطالبا بذلك المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي بدراسة، "كيف يمكننا تقديم المزيد من المساعدات: من خلال توفير الغذاء وأماكن الإيواء وإعادة بناء الميناء والمدينة". وتشارك المؤسسات الأوروبية في مؤتمر للجهات المانحة تنظمه فرنسا الأحد لتأمين مساعدات إنسانية عاجلة لسكان مدينة بيروت، كما أعلنت الجمعة المفوضية الأوروبية. وأعلن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية اريك مامر ان "المفوضية ستمثل بالمفوض المكلف المساعدة الانسانية جانيز لينارتشيتش. وسينظم المؤتمر عبر الفيديو بهدف جمع أموال لتقديم مساعدة انسانية عاجلة" للبنان. فيما تعهدت واشنطن بأكثر من 17 مليون دولار كمساعدات أولية للبنان لمواجهة الكوارث بعد انفجار مرفأ بيروت. وذكرت السفارة الأميركية الجمعة في بيان أن المساعدات تشمل إمدادات غذائية وطبية وإعانات مالية للصليب الأحمر اللبناني. وأضافت "من المرتقب الإعلان عن مساعدات ومعونات إضافية". وأسفر الانفجار الضخم في مرفأ بيروت، الثلاثاء، عن سقوط 154 قتيلا ونحو 5 آلاف جريح، إضافة إلى عشرات المفقودين تحت الأنقاض في حصيلة غير نهائية بجانب دمار مادي هائل، وفق وزير الصحة، حمد حسن. ويزور رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بيروت السبت "تأكيدا على تضامن أوروبا مع الشعب اللبناني" وللقاء المسؤولين بعد الانفجار المدمر الذي هز البلاد الثلاثاء. وكتب في تغريدة "في حالة صدمة وحزن، نقف إلى جانب كل الذين تضرروا بالانفجار وسنقدم المساعدات". وسيلتقي المسؤول البلجيكي الرئيس ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الوزراء حسان دياب. كما يتوجه أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى بيروت السبت أيضا، في زيارة تضامنية حسب بيان للجامعة الجمعة. وقال البيان إن "الهدف من الزيارة هو ابداء التضامن وحشد الدعم العربي والعالمي لمساعدة لبنان في مواجهة تبعات الكارثة الأخيرة والتي يمكن ان تكون ممتدة لفترة زمنية، خاصة في ضوء الصعوبات المالية والاقتصادية الضخمة التي يواجهها لبنان حاليا". وطالب أبو الغيط في البيان بـ"تحركٍ دولي فوري لمساعدة لبنان على مواجهة الكارثة المروعة التي يمر بها".
مشاركة :