أظهرت إحصاءات تدفقات الصناديق من «بنك أوف أميركا»، الجمعة، تدافعاً من المستثمرين على السيولة والذهب والسندات عالية التصنيف، وسط ترقب في الولايات المتحدة لموافقة الكونغرس على تحفيز جديد. وتسببت بواعث القلق حيال مصير الحزمة في خروج 7.4 مليار دولار من صناديق الأسهم على مدى أسبوع حتى مساء الأربعاء الماضي، في وقت فترت فيه أيضاً التدفقات على الأسهم الأوروبية، إذ شهدت نزوح مليار دولار على مدار الشهر المنصرم، وفقاً لبيانات «بنك أوف أميركا». وسجلت صناديق الأسهم الأميركية أكبر نزوح في 6 أسابيع، إذ فقدت 6.5 مليار دولار. ورغم ذلك، يقترب المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» من مستوى قياسي مرتفع، إذ ساعدت إجراءات التحفيز المتخذة بالفعل مؤشرات الأسهم الأميركية على تجاوز عمليات البيع التي أعقبت تفشي فيروس كورونا. واستقطب الذهب الذي اخترق حاجز الألفي دولار للأوقية (الأونصة)، ليبلغ مستويات قياسية مرتفعة هذا الأسبوع، وهو مرشح للزيادة، 2.7 مليار دولار. وفي غضون ذلك، جذبت السندات عالية التصنيف 14.7 مليار دولار، مع اقتداء المستثمرين بالبنوك المركزية التي تبلغ مشترياتها من السندات ملياري دولار في الساعة، بحسب «بنك أوف أميركا». ومن جانبه، قال مجلس الذهب العالمي، مساء الخميس، إن صناديق المؤشرات زادت حيازاتها من الذهب، للشهر الثامن على التوالي، في يوليو (تموز) الماضي، وذلك بمقدار 166 طناً، قيمتها 10 مليارات دولار، مما ساهم في صعود الأسعار إلى مستويات قياسية.ويشتري المستثمرون الذهب بأحجام ضخمة بحثاً عن أصل سيحافظ على قيمته، وسط اضطرابات الأسواق الناتجة عن فيروس كورونا، مما رفع سعر المعدن 35 في المائة هذا العام. وجمعت صناديق المؤشرات التي تكنز الذهب نيابة عن المستثمرين 899 طناً من المعدن بين يناير (كانون الثاني) ويوليو (تموز) الماضيين، بما يقارب خُمسي إجمالي المعروض العالمي على مدى تلك الفترة، وفقاً لمجلس الذهب. ويتجاوز ذلك الرقم، وبفارق كبير، أي زيادة سنوية سابقة في حيازات صناديق المؤشرات، ويصل بإجمالي ما في جعبتها إلى 3785 طناً، قيمتها 239 مليار دولار، بحسب المجلس. وفي الأسواق، استقر الذهب بالقرب من مستوى قياسي مرتفع، الجمعة، مع استعادة الدولار بعض رونقه، بصفته أداة تحوط في مواجهة تصعيد جديد للتوترات الأميركية - الصينية، لكن بواعث القلق حيال تفاقم الجائحة أبقت الذهب بصدد أطول مكاسبه الأسبوعية في نحو 10 سنوات. وسجل السعر الفوري للذهب مستوى مرتفعاً غير مسبوق عند 2072.50 دولار للأوقية (الأونصة) في المعاملات المبكرة، وكان بحلول الساعة 06:13 (بتوقيت غرينتش) منخفضاً 0.1 في المائة إلى 2062.15 دولار. وزاد المعدن 4.4 في المائة هذا الأسبوع، فيما ستصبح مكاسبه الأسبوعية التاسعة على التوالي. وتقدمت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.1 في المائة، لتسجل 2072 دولاراً للأوقية. وتخلت الفضة هي الأخرى عن مكاسبها المبكرة، لتصبح منخفضة 0.7 في المائة إلى 28.75 دولار للأوقية، لكنها مرتفعة نحو 18 في المائة منذ بداية الأسبوع. وفي المعادن النفيسة الأخرى، تراجع البلاتين 2.5 في المائة إلى 972.74 دولار للأوقية، ونزل البلاديوم 0.6 في المائة إلى 2208.68 دولار.وقال وارن باترسون، المحلل في «آي إن جي»: «من الصعب ألا تكون النظرة (إزاء الذهب) متفائلة... في حين أن وتيرة الصعود قد تتباطأ، فهناك بلا ريب مجال لمزيد من الصعود في المدى القريب، وفي المتبقي من السنة».وحد من تقدم الذهب صعود الدولار 0.3 في المائة أمام منافسيه، في ظل تأثر الشهية للمخاطرة سلباً، بعد قرار الرئيس دونالد ترمب حظر التعاملات الأميركية على تطبيقين صينيين رائجين.
مشاركة :