كغيره من أبناء جزيرة المحرق، يفضل العضو السابق بالمجلس البلدي محمد المطوع البدء بالحديث عن البسيتين حين تطلب منه الحديث عن نفسه. فالبسيتين بالنسبة له أكثر من مسقط رأس، وأعمق من محله. فهي أسلوب حياة، وانتماء ومصدر اعتزاز كما أنه عبرها وبها تشكلت حياته اليوم، وبعبارة مختصرة فان البسيتين هي ذاته التي لا يستطيع ولا يود الانفصال عنها. هذا ما يمكن استشفافه من أقوال وأفعال المطوع. اتجه المطوع للعمل في مجالات عدة فمن الداخلية إلى المقاولاوت نحو العقار، وفي السنوات الثمان الأخيرة في المجلس البلدي، يقول محمد عبدالله إبراهيم المطوع لـ الأيام ولدت في 2 من نوفمبر 1961 في قرية البسيتين بالمحرق، والدي كان يعمل في شركة نفط البحرين بابكو، وكان رياضياً معروفاً، أما الوالدة فهي من عائلة محمد هاشمي. عشت طفولتي وتربيت في كنف جدتي أم والدي، في البسيتين القديمة حيث كان منزلنا على ساحل البحر، وعليها قضينا معظم أوقاتنا، حتى صرت مرتبطا بالبحر، يضحك: ولكني ما صرت بحارا، ولشدة قرب منازلنا من البحر كثيراً ما كان الماء يغطي بيوتنا. وكان من بين جيراننا بيت عبدالقادر المير وبيت جاسم بن إبراهيم وبيت علي فلامرزي. يتابع المطوع من أهم ذكرياتي الجميلة التي افتقدها بعد دفن البحار، هي ذكرى البراحه التي كان يتجمع الآباء والأجداد فيها ويجسلون على جدوع النخيل ونحن كفتية نجلس معهم أحياناً، وكانوا مثل العين الساهرة علينا حين نتوجه للبحر، كما أن النساء في البسيتين هن بمثابة رجال، وحين كنا صغاراً كنا نتوجه برفقة أمهاتنا لصيد السمك خلال السبعينات من القرن 20. تعلقت بالبسيتين كثيراً منذ طفولتي وكنت حين اتوجه إلى المحرق في منزل والدي أحن إلى البسيتين رغم اني مع عائلتي، وخلال فترة الإجازة الصيفية كانت عائلتي تتنقل أيضاً للسكن في منزل جدتي بالبسيتين، وكنا ننام على السطح مع أشقائي وشقيقاتي نورة، أمينة، نزهه، هند، طيبة، سارة، المرحوم عبدالرحمن، خالد، حمد علي، عبدالعزيز. يشير المطوع تربينا على حب المحرق ولأن قدوة الأطفال أبيهم، وأنا كلما جلست مع والدي كان يحدثنا عن أهمية حب المحرق، ويتباهى به، يفتخر بنادي المحرق، ويتحدث عن أهل المحرق كأهل له، ولا يتحدث عن دينهم أو مذهبهم أو أصولهم العرقية بل يتحدث عنهم كأهل المحرق. لذا تربينا على أن نتوجه للمآتم ونجلس مع بعضنا البعض، ولا نفرق بين الناس، وجميعنا يحضر مناسبات الجميع، ناهيك عن التزاوج المختلط، وليس هذا التناغم بين المسلمين وحدهم، بل أن الولادة أم جان هي أم لمعظم أبناء المحرق وهي يهودية، الكل أسرة واحدة، وبالنسبة لي فان المعاملة بالمثل وليس المذهب والدين على قدر الاحترام المتبادل. إذاً ما الذي حدث اليوم؟! يرد المطوع رؤوس الفتنة فعلت فعلتها. عزة نفس درست القرآن الكريم على يد المطوع يعقوب بن يوسف وأنا في الخامسة، ولأنني كنت مشاغبا في طفولتي فلعت ابنة المطوع بالحصى وخرج منها الدم، فانحرمت من المواصلة في المطوع. والتحقت بالمدرسة وكان عمري أقل من 6 أعوام مدرسة البسيتين الابتدائية للبنين، وفي صف الرابع طردت من المدرسة لعزة نفسي التي ربتني عليها جدتي، حيث كان ابن المدير زميلي في الفصل وكان يُضرب من قبل التلاميذ الأكبر سناً، فاتهمني المدير بانني من يضرب ابنه وكان المدير يضربني في الطابور الصباحي عقاباً على ذلك بصورة دائمة، وفي إحدى المرات لم أتحمل وبينما كنت في مكتب المدير ضاق ذرعي ودفعت الطاولة على المدير وقلبتها عليه غضباً على اتهامي بخطأ لم ارتكبه. وتم نقلي إلى مدرسة عمر بن الخطاب والواقعة في المحرق وبالتحديد في فريج بن هندي، وكان معي من الطلبة حسن الدوح، الشيخ خليفة بن علي آل خليفة، علي المناعي، محمد بوسميط. ومن بين الأستاذة الذين درسوني المرحوم الأستاذ رجب الانجليزية، الأستاذ الشيخ إبراهيم آل خليفة، الأستاذ خليفة بن جاسم دين، الأستاذ خليفة العامر، الأستاذ أحمد بودلامة، الأستاذ موسى جعفر الحايكي. الحرمان الممتع! وكنا مشكلجين أنا وعلي المناعي كونا فريق شقاوة نتهاوش مع الطلبة، وكانوا دائما ما يأخذوننا للمشرف الأستاذ أحمد الملا، والذي يحرمنا من الحصص الأمر الممتع بالنسبة لنا. ودرست في هذه المدرسة حتى الصف الثاني الإعدادي، إذ لم تكن المرحلة الإعدادية آنذاك سوى عامين. وفي المرحلة الثانوية التحقت بمدرسة المنامة الثانوية التجارية والواقعة في منطقة الحورة، فمن يتخرج من هذا التخصص خلال نهاية السبعينات كان يتوظف بصورة مباشرة. كانت تقلنا باصات كبيرة من المحرق إلى المدرسة وكان معي في المدرسة من الطلبة إبراهيم بوزبون، عيسى حبيب، إبراهيم الزايد. ومن الأساتذة الأفاضل الذين قاموا بتدريسي في المدرسة الأستاذ فهد المخرق رياضة، مدير المدرسة الأستاذ محمد أمين، الأستاذ خليفة الشوملي، الأستاذ خليفة الحوطي، المرحوم الأستاذ سيد بياري فلسطيني الأصل. ويذكر المطوع حادثة ظريفة حدثت له من بداية العام الأول من مرحلة دراسته الثانوية، نال من خلالها عقابا أعفاه من دراسة اللغة الإنجليزية. يبين المطوع خلال درس اللغة الإنجليزية رمى زميلي الجالس إلى جواري عبدالله قلمي على المدرس وهو يشرح دون علمي، وحين استفسر المدرس عن صاحب القلم لم يجب أحد، وحين كتب المدرس على السبورة وطلب منا نقله على الدفتر، بحثت عن قلمي واخبرني زميلي انه رماه على المدرس ودون تفكير في النتائج استأذنت المدرس لأخذ القلم ووافق الأخير! ولكنه سرعان ما ضربني، وبادلته الضربة كونني لم أقترف الخطأ حسب عقليتي، فما كان من المدرس إلا منعني من دخول الحصة، ولحسن حظي وربما لسوءه فان هذا المدرس درسني لثلاثة أعوام، مما يعني أن لم أحضر درساً واحداً للغة الإنجليزية طيلة ثلاثة أعوام، مع هذا كنت أنجح في مادة اللغة الإنجليزية، وكذا في كل المواد رغم شقاوتي الطفولية، باستثناء مادة السكرتارية والتي تدرس باللغة الانجليزية كنت ارسب فيها دوماً، حتى أنها كانت سببا لتأخر حصولي على شهادة الثانوية العامة، وكان ذلك في بداية الثمانيات. اقتناص الفرص يواصل المطوع حصلت على الشهادة بعد دراستي المنازل وكنت قد عملت في الداخلية قسم الصيانة. ولرغبتي في أن أطور من نفسي ولأصل لطموحي الكبير قمت بالمجازفة وتركت العمل في القطاع الحكومي رغم ضمانته، وتوجهت للعمل في القطاع الخاص بالشركة الإسلامية للاستثمار الخليجي وكنت أحد المؤسسين ووجدت هذا المكان أقرب لمجال دراستي وبقيت فيه لمدة 10 سنوات. كما أنني اسست في منتصف الثمانيات إلى جانب عملي شركة عقارية المطوع العالمية للاستثمار، لرواج هذا المجال ووجود الفرص الكبيرة فيه في تلك الفترة. بدأت برأس مال بسيط جداً وهو راتبي 129، وكنت أعطيه العمال ويتبقى لي 20 دينارا فقط. وهذا دليل على وجود الكثير من الفرص للشباب ولكن لابد من الإصرار والعزيمة والصبر، ليصل إلى ما يريد، وليكن ذو شأن عليه تكوين نفسه سواء من الأعمال الخاصة أو الوظائف. من جهة أخرى، خلال التسعينات قمت بتأسيس أعمال حرة في مجال المقاولات، حيث أخذت شركة تأجير سيارات متعثرة تملك ثلاث سيارات فقط، واستفدت من خبرتي في البنك وعلاقاتي في مع المسؤولين في الإدارة، وعبر إدارة الأصول تحولت الشركة من خاسرة إلى ناجحة، وتطورت وصار لها ثلاثة أفرع ولها أسطول يحوي مئات السيارات. انخرط المطوع في العمل واخذته الحياة ولم يتزوج إلا بإلحاح والدته وجدته. يقول المطوع زوجتي أم عبدالله من عائلة البوعينين وتم زواجنا في 2001 وأنا اشكر ربي لأنه رزقي بزوجة تقوم بجميع واجباتها الزوجية وتجعل من حياتنا الزوجية مليئة بالسعادة والمودة، وهي من أسرة كريمة اتشرف بنسبي منهم. ولدي اليوم 3 أولاد عبدالله وعبدالرحمن وشيخة.
مشاركة :