تتواصل منافسات إياب الثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا بإجراء لقاءين هامين السبت يجمع الأول بين برشلونة الإسباني ونابولي الإيطالي، فيما يلتقي بايرن ميونخ الألماني الحالم بالعودة إلى منصات التتويج مع ضيفه تشيلسي الإنجليزي. مدريد - يخوض برشلونة لقاء مصيريا أمام ضيفه نابولي السبت، سيكون خلاله الفريق الكتالوني متحررا من ضغوط إحراز اللقب في المواسم الماضية لكنه يمثل الفرصة الأخيرة لإنقاذ موسمه المخيب، فيما يسعى بايرن ميونخ إلى نقل سيطرته المحلية قاريا على أمل تحقيق حلم الثلاثية التاريخية. ولم يعد برشلونة المرشح الأبرز لإحراز اللقب القاري، وحتى في حال تخطي نابولي مستفيدا من تعادله في إيطاليا 1-1، يُتوقع أن تكون مواجهته المرجحة مع بايرن في ربع النهائي بالغة الصعوبة، مع اقتراب بطل ألمانيا من تخطي تشيلسي الإنجليزي (0-3 ذهابا). ومدعما بهدفه في جنوب إيطاليا، يبدو برشلونة مرشحا لبلوغ ربع النهائي على ملعبه “كامب نو”، حيث مني بخسارة وحيدة في 58 مباراة في دوري الأبطال، وأمام فريق حلّ في المركز السابع ضمن الدوري المحلي. لكن في المجمل، يقف برشلونة الذي خسر تقدمه بنقطتين أمام ريال مدريد في الدوري المحلي قبل توقف كورونا إلى تخلف لخمس نقاط وفقدانه لقبه، بعيدا عن عمالقة القارة على غرار بايرن، مانشستر سيتي الإنجليزي وباريس سان جرمان الفرنسي. وقال نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي “نفد صبر المشجعين لأننا لا نمنحهم شيئا. إذا أردنا أن نقاتل من أجل دوري الأبطال، يجب أن تتغير أمور لأن بهذه الطريقة سنخسر أمام نابولي أيضا”. وقد يلعب الإحباط المحلي دورا رئيسيا في قلب توتر برشلونة إلى انطلاقة واعدة في دوري الأبطال الذي فشل ميسي ورفاقه بوعود إعادته إلى الجماهير الكتالونية الموسم الماضي. وكانت التجارب الأخيرة أمام روما الإيطالي وليفربول الإنجليزي كارثية في الأدوار الإقصائية، وبررها لاعبو “البلاوغرانا” بالتعرض لضغوط نفسية كشفت الفريق مذاك الوقت. وقال المدرب المقال من منصبه إرنستو فالفيردي بعد السقوط المروع أمام ليفربول مهدرا تقدما كبيرا الموسم الماضي “كانوا أقوياء ومن وجهة نظر نفسية استغلوا هشاشتنا”، فيما رأى لاعب الوسط سيرجيو بوسكيتس “هاجمونا وفشلنا برد الفعل”. ويحاول برشلونة الاستفادة من الصيغة الجديدة للبطولة بسبب تبعات كورونا، إذ يتعين على أمثاله في ثمن النهائي الفوز في أربع مباريات فقط لإحراز اللقب، دون ضرورة خوض ذهاب وإياب في ربع ونصف النهائي. وفي المباراة الثانية يأمل بايرن، المتوج بلقب الدوري الألماني للمرة الثامنة على التوالي، أن يقوده نجاحه في مسابقة دوري أبطال أوروبا لإقناع الإسباني تياغو ألكانتارا والنمساوي ديفيد ألابا بالبقاء في الفريق. ويستقبل بايرن ضيفه تشيلسي على أرض ملعب “أليانز أرينا” في ميونخ، وهو يضع قدميه في ربع النهائي بعد تقدمه ذهابا في “ستامفورد بريدج” بثلاثية نظيفة في فبراير الماضي قبل تعليق النشاط الكروي. ويدخل بايرن المباراة محملا بلقبين محليين (الدوري والكأس) فاز بهما بعد العودة إلى المنافسات إثر التوقف القسري، مع مدربه هانز فليك الذي تسلم مهامه في نوفمبر الماضي بدلا من الكرواتي نيكو كوفاتش بعد النتائج السيئة التي حققها الفريق بداية الموسم. ويطمح فليك البالغ من العمر 55 عاما لقيادة الفريق البافاري إلى الثلاثية متسلحا بفوزه بجميع المباريات الـ11 الرسمية التي خاضها منذ استئناف النشاط الدروي في البلاد في مايو الماضي. ويعوّل بايرن على هدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي صاحب الـ34 هدفا محليا في سعيه للثلاثية. وأحرز ليفاندوفسكي لقب هداف الدوري الألماني وكان على وشك التتويج بلقب أفضل هداف في أوروبا ونيل الحذاء الذهبي، لكن الإيطالي تشيرو إيموبيلي نجم لاتسيو خطفه منه بتسجيله 36 هدفا في دوري بلاده. ويطمح البولندي إلى تعويض ذلك بالحصول على لقب هداف دوري الأبطال الذي يتصدر ترتيبه بـ11 هدفا. ووصف فليك لاعبه بأنه “اللاعب الأكثر اكتمالا أمام المرمى ولديه كل ما يحتاجه أي مهاجم”. وتكمن مخاوف بايرن في مكان آخر، حيث أن تركيزه ينصب حاليا على كيفية التجديد لألكانتارا وألابا، قبل عام واحد فقط على انتهاء عقديهما وسط تعثر المفاوضات. وأطلق رئيس النادي كارل – هاينتس رومينيغه على ألابا البالغ من العمر 28 عاما، والذي انضم لصفوفه في سن المراهقة عام 2008، لقب “فرانتس بكنباور الأسود” (أسطورة الفريق) بسبب عروضه الرائعة في مركز الظهير هذا الموسم. ومع إصابة الظهير الأيمن الفرنسي بنجامان بافار، عاد جوشوا كيميتش إلى الدفاع لينتقل ألكانتارا إلى مركزه في خط الوسط والذي شغله بشكل مميز في المباراة الودية التي فاز فيها بايرن على مرسيليا الفرنسي 1-صفر الجمعة. وكشف رومينيغه في الأسبوع الماضي أن ألكانتارا أشار “إلى أنه يريد القيام بشيء جديد”، ولكن حتى الآن لم يقدم أي ناد عرضا للشاب البالغ من العمر 29 عاما، على الرغم من أن تقارير عدة ربطت اسم الإسباني ببطل الدوري الإنجليزي ليفربول. ومنذ انضمامه من برشلونة عام 2013 بطلب من المدرب السابق للفريقين الإسباني غوارديولا، فاز ألكانتارا بلقب الدوري الألماني في مواسمه السبعة. وأوضح رومينيغه أنه لن يتخلى عن لاعبه بثمن بخس، “على الرغم من فايروس كورونا، لن يكون هناك بيع في الصيف” وسط حديث عن أنه وضع سعرا مبدئيا للصفقة يقدر بـ30 مليون يورو (35 مليون دولار) لألكانتارا وأكثر من ذلك لألابا. وشدد رومينيغه على أنه “في الوقت الراهن من المهم فقط أن يركز كلاهما (ألكانتارا وألابا) على دوري أبطال أوروبا، ثم سنقرر في سلام”.
مشاركة :