تعتبر استقالة المبعوث الأميركي إلى إيران براين هوك واستبداله باليوت أبرامز خطوة باتجاه سياسات أميركية أكثر حزماً وتشدداً مع إيران وعملائها في المنطقة فبينما كان هوك يتّخذ خطاً أكثر براغماتية لتطبيق سياسة "الضغوط القصوى" تجاه إيران، سيكون الملف الإيراني بيد أبرامز كابوس جديد تواجهه إيران وعملائها ممن يسّهلون نشاطاتها في المنطقة. وفي حوار سابق كانت قد أجرته جريدة الرياض في العام 2018 مع إليوت أبرامز، المعيّن حديثاً كمبعوث أميركي لإيران، تحدّث أبرامز عن موقفه الحذر من "قطر وتركيا" كدول ميسّرة لنشاطات إيران والميليشيات الإرهابية في المنطقة مشيراً إلى عدم رضا معظم صناع القرار في واشنطن عن سياسات أردوغان الداخلية والخارجية ما يقود العلاقة الأميركية - التركية إلى عهد مضطرب إلى أبعد الحدود فبرأي أبرامز، قام أردوغان بإقصاء أي أصوات سياسية داخل تركيا وأمعن بتخريب المنطقة. ويعتبر أبرامز السلوك القطري خلال الـ 15 سنة الماضية ضاراً بمصالح المنطقة وأمن الولايات المتحدة حيث يقول إن قطر موّلت كل أنواع المتطرفين في المنطقة كحماس والإخوان المسلمين وغيرهم من جماعات يتفّق على دعمها كل من طهران والدوحة كما كان أبرامز قد أشار في حواره مع "الرياض" إلى الدور الخبيث الذي تلعبه قناة الجزيرة القطرية والتي كانت منبراً للإرهابيين في عدد من الحروب في المنطقة ممن حرب العراق إلى أفغانستان ما قاد إلى مصرع جنود أميركيين، وأكد على اتفاقه مع الموقف الصائب للدول العربية التي قاطعت الدوحة مع ضرورة الاستمرار بالمقاطعة حتى تعود قطر عن سلوكياتها الداعمة للإرهاب. ويعتبر أبرامز من السياسيين الجمهوريين الأكثر حزماً مع إيران حيث يملك فهماً عميقاً للمنطقة وماهية السلوك الإيراني، وكان قد أشار في الحوار إلى العلاقة المثبتة والقديمة بين إيران وتنظيم القاعدة المتمثلة بإيواء طهرات لعدد كبير من قياديي تنظيم القاعدة الذين كانوا آمنين في ظل نظام ولاية الفقيه مؤكداً على عدم وجود حرب طائفية في الشرق الأوسط وأن السلوك الإيراني الطائفي ظاهرياً ما هو إلا أداة لدفع بعض الشباب السني المغيّب للانضمام إلى تنظيمات متطرفة مثل داعش والقاعدة لإذكاء الصراع والفوضى في المنطقة. كما أبدى أبرامز تعاضداً كاملاً مع المملكة العربية السعودية وفهماً عميقاً لأسباب الحرب في اليمن حيث قال إن الولايات المتحدة تدعم حق السعودية في الدفاع عن حدودها داعياً إلى ضرورة دعم رفع مستوى الدعم الأميركي للتحالف العربي في اليمن بكل الوسائل قائلاً "السعودية تقوم بعمل مهم على المستوى الإقليمي والدولي وهو منع حزب الله جديد من التشكل في المنطقة ونحن ندرك أهمية ذلك وعلينا أن نساعد المملكة على سحق قدرات الحوثي المدعوم إيرانياً على الأرض لإجباره على الانصياع لشروط المملكة على طاولة الحوار". وكان أبرامز قد أعرب عن إعجابه الشديد برؤية التغيير الذي تشهده السعودية في السنوات الأخيرة حيث أشار لزيارة سابقة قام بها إلى الرياض ولمس من خلالها الدعم الشعبي العريض لرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وحماسة الشباب للتغيير الذي يراه أبرامز "إيجابياً" ويلمس كافة الجوانب ومن شأنه أن يؤثر في المنطقة. إليوت أبرامز يحمل أجندة حازمة ضد الدور التخريبي لقطر وتركيا وإيران
مشاركة :