أكد المسؤول الأميركي الديبلوماسي السابق إليوت أبرامز لـ «الحياة»، أن زيارة الرئيس دونالد ترامب المنطقة التي ستبدأ من السعودية غداً «رسالة إلى من اعتقدوا أن الولايات المتحدة في صدد الانسحاب من المنطقة مفادها أنهم كانوا على خطأ»، وتحدث عن تعاون عسكري واستخباراتي أكبر بين واشنطن والشركاء، مستبعداً في الوقت ذاته اختراقاً فعلياً في عملية السلام. وقال أبرامز، وهو أحد صقور المحافظين الجدد، وعمل لدى إدارتي رونالد ريغان وجورج دبليو بوش الجمهوريتين، قبل أن ينتقل اليوم إلى مجلس العلاقات الخارجية، إن «زيارة ترامب السعودية تحمل ثلاث دلالات: الأولى أنه على عكس الرؤساء السابقين الذين اختاروا كندا أو المكسيك أو آسيا أو بريطانيا محطة أولى، فكسر التقليد باختيار الرياض، الثانية أنه في هذا الاختيار يبعث برسالة إلى من اعتقد بأن الولايات المتحدة انسحبت من الشرق، أما الثالثة فهي خريطة الزيارة والتوجه إلى إسرائيل بعد السعودية». وتابع أن «الرئيس يريد إرساء نهج مختلف مع الدول العربية عن (الرئيس السابق باراك (أوباما) إذ أن العالم العربي استنتج مع نهاية رئاسة أوباما أن الولايات المتحدة وقفت إلى جانب إيران، وترامب في أول خمسة أشهر في الحكم أثبت ولو رمزياً أن واشنطن في الجانب العربي وستساعد في التصدي لإيران». ورجح «زيادة المبيعات الدفاعية والتعاون الاستخباراتي مع الشركاء في الخليج». وقال: «أخبرني ديبلوماسي سعودي أنهم تلقوا في ٣ شهور معلومات استخباراتية عن اليمن أكثر مما وصلهم خلال سنتين في عهد أوباما». ولفت إلى وجود «دوريات بحرية أميركية أكثر في مياه الخليج، خصوصاً في باب المندب منذ بدء رئاسة ترامب». وزاد أن «نهج ترامب في عدم الضغط على الشركاء قد يأتي بنتائج أفضل للقضايا التي تهم الإدارة الأميركية مثل مكافحة التطرف». وأضاف: «لا يمكن حصد نتائج في السعودية إذا نظروا إليك أنك صديق لإيران». واعتبر أن مشكلة ترامب اليوم أنه «لا يريد لإيران وروسيا أن يكونا القوة المسيطرة، وفي الوقت ذاته لا يريد أن يلتزم التصدي عسكرياً لذلك». وعن احتمال المواجهة بين واشنطن وطهران، قال إن الإدارة «لا تريد رمي الاتفاق النووي الإيراني ونراها تضغط في الجانب غير النووي. لكن لنفترض أن الإيرانيين أو وكلاءهم استهدفوا سفينة أميركية قرب اليمن وأصابوها، فسيكون على واشنطن الرد». واستبعد أبرامز اختراقاً فعلياً في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقال: «هناك فرصة لفعل شيء لتحسين ظروف الحياة في الضفة الغربية إنما المناخ لا يسمح باتفاقية شاملة. وعزا ذلك إلى «الوضع الأمني في المنطقة وهو أكثر خطورة اليوم، وهناك مجازفات أكبر مطلوبة من إسرائيل والأردن في تقديم تنازلات للحل وهناك الوضع الفلسطيني وحقيقة أن الرئيس محمود عباس بلغ الثانية والثمانين وبدأ الحديث عن من سيخلفه».
مشاركة :