لقد حظى إضطراب الوسواس القهري باهتمام كبير في ميدان علم النفس والصحة النفسية لما له من أهمية وأثر على حياة الأشخاص وانفعالاتهم وبالتالي يؤثر على التعاملات الشخصية لهم بشكل عام . فالوسواس القهري هو تكرار الأفكار التي تدخل على السلوك فتعطله وتسيء إلى صاحبه وتؤذيه وهو سبب رئيسي للتوتر والقلق والإكتئاب كما يعمل على تعطيل حياة المصاب به لإنهماكه في تكرار الأفعال القهرية أو التفكير الوسواسي تاركاً متطلبات الحياة التي يجب عليه القيام بها . ويؤدي الوسواس القهري إلى شعور بالضيق الشديد والإستغراق في الأفكار الوسواسية وبالتالي ضياع الوقت وكما يؤثر على الروتين اليومي للفرد وتظهر نتائجه السلبية على الوظيفة المهنية وعلى النشاطات الإجتماعية العامة . إن الســبب الدقيــق لإضطــراب الوســواس القهــري ليــس معروفــا ولكــن مــن المعتقــد أنــه ناتــج عــن عوامــل بيئيــة ووراثيــة. ومــن المعتقــد أن الأشــخاص يولــدون ولديهــم اســتعداد وراثــي لإضطــراب الوسـواس القهـري، ولكـن هـذا الاسـتعداد الوراثـي لا يظهـر دائمـا. وفـي بعـض الأحيـان يـؤدي عامـل معيـن إلـى إطـلاق إضطراب الوسـواس القهـري فـي الأشـخاص ذوي الإستعداد الوراثـي، يتمثـل فـي وقـوع حـدث مؤلـم أو حالـة ضغـط نفسـي أو حتـى مـرض. وقـد أظهـرت الأدلـة العلميـة أن مسـتويات النواقـل العصبيـة والمـواد الكيميائيـة فـي الدمـاغ، كالسـيروتينين والدوباميـن، لهـا أنمـاط مختلفـة مـن السـلوك لـدى الأشـخاص ذوي إضطراب الوسـواس القهـري مقارنـةً بغيرهـم .. إن ديننا الحنيف حثنا على النظافة والجهات الصحية تجمع على الإهتمام بالنظافة الشخصية , ولكن عندما تصبح النظافة بصورة متكررة ومبالغ فيها فعندئذ نكون قد دخلنا في وسواس النظافة والذي يندرج تحت الوسواس القهري وهو إضطراب يعاني منه عدد كبير من الناس والنساء أكثر عرضة للإصابة به من الرجال . كما يمكن أن تكون أسباب هذا الوسواس عوامل وراثية وهنا يرجع الأمر إلى تعلم الأبناء من آبائهم هذه المسالك خلال الطفولة أوعوامل جينية حيث أثبتت بعض الدراسات والأبحاث أن بعض الإضطرابات النفسية ذات صلة قد تترافق مع طفرة مزدوجة شائعة في الجين وعوامل عصبية حيث يرى أصحاب هذا النموذج أن هناك أساساً عصبياً لوسواس النظافة الذي يعد وسواساً قهرياً حيث تشير بعض الدراسات إلى أن إضطراب الوسواس القهري يتضمن مشكلات في الإتصال بين الجزء الأمامي من الدماغ وهو المسؤول عن الإحساس بالخوف والخطر ومشكلات في العقد العصبية القاعدية التي تتحكم في قدرة المرء على البدء والتوقف عن الأفكار الوسواسية وعوامل أسرية وعوامل بيولوجية نتيجة تغير كيميائي في جسم الشخص المصاب بالوسواس القهري بالإضافة إلى العوامل الإجتماعية والتي يكون المجتمع فيها هو المسؤول عن ظهور ذلك الوسواس . وهناك أنواع لعلاج إضطراب الوسواس القهري كالعلاج النفسي والعلاج الدوائي وفي الغالب يكون العلاج الأكثر فعالية هو إتباع العلاج النفسي مع العلاج الدوائي معاً . فالعلاج السلوكي المعرفي ، وهو أحد أنواع العلاج النفسي، يعد علاجًا فعالاً لكثير من حالات الوسواس بصفة عامة ويتضمن التعرض ومنع الاستجابة ( تعريضك تدريجيًا إلى هاجس أو شيء مخيف كالأتربة وتعليمك طرقًا صحية للتعايش مع قلقك) ويتطلب التعرض ومنع الاستجابة جهدًا وممارسة، ولكنك قد تستمتع بجودة حياة أفضل بمجرد معرفة كيفية إدارة الهواجس والأفعال القهرية. يمكن أن يكون العلاج في جلسات منفردة أو مع العائلة أو في مجموعة. سعود ساطي السويهري أخصائي أول نفسي باحث دكتوراة صحة نفسية