لبنان على مفترق نظام جديد أو تعميق الفوضى

  • 8/11/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

على بعد سبعة أيام من انفجار مرفأ بيروت، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية حسّان دياب استقالة حكومته، مستبقاً الخميس المقبل، اليوم الذي حدّده رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي بدايةً لجلسات مفتوحة لمساءلة الحكومة عمّا حدث منذ 4 أغسطس، تاريخ حصول الكارثة، ما أثار الخشية من إسقاطها بنزْع الثقة، وما أطلق إشارات الاتجاهات السياسيّة الكبرى نحو استقالة الحكومة ‏كأساس يتبعها التوافق على حكومة مستقلّة. وفي ضوء هذه الاستقالة، يُفترض أن يدعو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى استشارات نيابيّة جديدة، ليس من الواضح ما إذا كانت ستوصِل إلى تكليف رئيس وزراء جديد بتشكيل الحكومة، في ظلّ الانقسام القائم، أم أنّ سيناريو تأجيل الاستشارات سيتكرّر، فيما أسئلة كثيرة بدأت تُطرح لجهة شكل الحكومة المقبلة: «وحدة وطنية»، «تكنوقراط»، «حياديّة» أو «مستقلّة». الكل شريك وجاءت هذه الاستقالة متزامنةً مع ارتفاع منسوب الكلام عن أنّ الكلّ شريك في «جريمة 4 أغسطس»، المستمرّة مع خمس حكومات انضوت فيها كلّ قوى المنظومة اللبنانيّة: حكومة لون واحد برئاسة نجيب ميقاتي، ثلاث حكومات شراكة وطنيّة برئاسة تمام سلام وسعد الحريري، وحكومة تكنوقراط مشوّهة برئاسة حسّان دياب. وهكذا، بدأ زلزال الانفجار يتحوّل تدريجياً زلزالاً سياسيّاً، ما يعني أنّ حدود الانفجار لم تقف عند حدود الخسائر الفادحة، على ‏مستوى البشر والحجر، إنما تعدّتها ووصلت إلى عمْق مجلس الوزراء، غداة الاستقالات الوزارية المتفرّقة، وكان آخرها أمس استقالة نائب رئيس مجلس الوزراء، وزيرة الدفاع زينة عكر. وفي المحصّلة، فإنّ الحكومة «لفظت أنفاسها الأخيرة»، بحسب تعبير مصادر ‏نيابيّة معارِضة لـ«البيان»، ليتركّز التصويب، تالياً، على ساحة النجمة، حيث يترنّح المجلس ‏النيابي تحت وطأة الاستقالات التي تكرّ سبحتها على ضفّة النوّاب المعارضين، من دون أن تبلغ ‏بعد مستوى الكتل النيابيّة الوازنة. وهذا المشهد يؤشّر، وفق تأكيد مصادر سياسيّة لـ«البيان»، إلى أنّ البلاد تسير في خطى متسارعة، إمّا نحو تسوية ما، ‏أو مزيد من التأزّم. وبذلك، يمكن افتراض أنّ الأيام المقبلة ستكون أكثر الفترات السياسيّة مفصليّةً في لبنان، أقلّه منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري العام 2005. وخلالها، بحسب استشراف مصادر سياسيّة متعددة لـ«البيان»، ستتقاطع كلّ التناقضات الداخلية والخارجية، ومعها كلّ المغامرات والرهانات، لتصل إلى نتيجة من اثنتين: إمّا إعادة ترميم المنظومة الحاكمة برعاية دوليّة مباشرة، بما يشمل إصلاحات مفروضة من الخارج، وإمّا الذهاب نحو الفوضى الشاملة. وكان عدد النواب الذين تقدموا باستقالاتهم بعد الانفجار ارتفع إلى تسعة، فيما يبدأ البرلمان الخميس عقد جلسات متواصلة لمساءلة الحكومة. وقدم عضوان من بلدية بيروت استقالتيهما أيضاً. وفي برنامج تلفزيوني الليلة قبل الماضية عبر شاشة «ام تي في»، قال النائب المستقيل نديم الجميل من حزب الكتائب، «لا توجد حكومة ولا مؤسسات.. هناك شخص واحد مسيطر على هذا البلد اسمه حسن نصرالله. إذا لم يزل سطو سلاحه عن كل المؤسسات، لا يوجد بلد». وأضاف «إذا أردنا انتخاب رئيس جمهورية، يجب أن نأخذ موافقة حسن نصرالله... إذا أردنا تعيين رئيس حكومة، يجب أن نأخذ إذن حسن نصرالله، إذا أردنا إجراء انتخابات، يجب أن ننتظر أي قانون انتخاب يريد حسن نصرالله (...). اليوم، لا أحد يمكنه دخول المرفأ إلا جماعة حسن نصرالله». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :