يتوقع أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر، والمستشار السابق بالرئاسة الجزائرية ، إسماعيل دبش، انتفاضة عارمة من الشعب الليبي، ضد حكومة الأمر الواقع في طرابلس، بمناسبة الاحتفالات، بالذكرى السنوية، لتأسيس النظام السابق، المصادفة للفاتح من شهر سبتمبر الداخل، مشددا على أن هناك قناعة راسخة عند الشعب الليبي، اليوم، أن ما يحدث في طرابلس غير شرعي، وأن السراج يسعى ليقدم ليبيا، وثرواتها على طبق من ذهب، للاحتلال التركي، فيما يعيشون تحت الويلات، والفقر المدقع في بلد نفطي بامتياز. وقال الدكتور دبش في تصريحات لـ"الرياض"، إن الشعب الليبي، وخاصة القبائل الليبية، الوطنية، قد ضاقت ذرعا بتصرفات حكومة الأمر الواقع بطرابلس، وصارت تدرك جيدا أن التواجد التركي لا مفهوم له إلا الاحتلال الأجنبي تحت مسمى اتفاقيات أمنية، لحماية البلاد، لذا لن تبقى مكتوفة الأيدي، وستنتفض، لحماية البلاد من المؤامرات الخارجية، وعلى رأسها تركيا. وذكر المتحدث "أتوقع أن تكون هناك انتفاضة كبيرة جدا من الشعب الليبي، شهر سبتمبر، وأن تكون ذكرى تأسيس نظام القذافي رمزية، لبداية ثورة حقيقية ضد التجاوزات الخطيرة، ولمحاربة الأتراك، الذين يهددون أمن ليبيا، وحدة الشعب الليبي. ولا يستبعد، أن تكون هناك مطالب علنية بعودة جماعة النظام السابق، من القوى الوطنية، لمواجهة الاحتلال التركي، مشيرا إلى أن سيف الإسلام القذافي محل توافق بين القبائل الليبية، وحتى لدى الكثير من دول العالم، لأنه حتى في فترة حكم والده كان يطالب بالإصلاح وبالانتقال الديمقراطي السلس. وأوضح الدكتور دبش حديثه عن الاحتجاجات الشعبية في ليبيا هذه الأيام، أن الشعب الليبي كان يعيش تحت التهديد والوعيد، وقال ما يعبر عن رفضه للممارسات السياسية، التي أضرت كثيرا بواقعه المعاش، وعن رفضه أيضا للتدخل التركي، والوصاية الإقليمية التي تديرها تركيا من خلال ما يسمى بحكومة الوفاق الوطني لكن الحقيقة أن الشعب الليبي تحرر اليوم، وكسر حاجز الخوف. ولفت دبش إلى أن ليبيا تحولت للأسف إلى بلد المتناقضات، والمفارقات، فالبلد يزخر بالثروات، وفي المقابل الشعب دون كهرباء ودون سيولة مالية، ناهيك عن أن هناك أكثر من مليوني ليبي مشرد بدول الجوار عكس ماهي عليه الأمور من مظهر سلطوي في طرابلس، التي أصبح فيها السراج سجينا لإرادة تركيا، وقد عبر الرئيس إردوغان صراحة عن مطامعه في ليبيا، وهو ما استفز الشعب الليبي و جعله ينتفض بقوة في كل المدن، رفضا لهذا الواقع المزري. وشدد محدثنا على أن حكومة الوفاق يجب عليها أن تفهم وتدرك أن الأحداث تجاوزتها، حتى بمفهوم تأسيسها، فقد مضى عامان على نهاية الآجال الزمنية لاتفاق الصخيرات، كما أن هناك عدة قيادات من المجلس الرئاسي استقالت، والأهم أن برلمان طبرق رفض الاعتراف بحكومة السراج، والمصادقة عليها، وفق ما تنص عليه القوانين، بل أنشأ حكومة جديدة بقيادة عبدالله الثني، كما أن مؤتمر برلين بدورة أنهى اتفاق الصخيرات، وعلى السراج أن يدرك كل هذه الحقائق، ويتعامل بواقعية.
مشاركة :