تركيا تخاطر بتأجيج التوتر مع اليونان في المتوسط | | صحيفة العرب

  • 8/11/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أنقرة - أعلنت تركيا الإثنين أنها أرسلت سفينة لإجراء عمليات تنقيب عن المحروقات في منطقة متنازع عليها في شرق المتوسط غنية بالغاز الطبيعي، مخاطرة بتأجيج التوتر مع اليونان المجاورة. وقال وزير الطاقة فاتح دونمز على تويتر “وصلت سفينة المسح الزلزالي عروج ريس إلى المكان الذي ستقوم فيه بعملها في البحر المتوسط”. وأضاف دونمز “ستواصل تركيا نشاطاتها في البحر المتوسط والبحر الأسود من أجل ضمان استقلالها في مجال الطاقة”. وأصدرت البحرية التركية إشعارا بالمعلومات البحرية (نافتكس) يشير إلى أن سفينة عروج ريس ستقوم بالبحث من 10 إلى 23 أغسطس في منطقة بين جزر كريت في جنوب اليونان وقبرص وقبالة مدينة أنطاليا التركية. والجمعة، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استئناف بلاده عمليات التنقيب عن المحروقات في منطقة متنازع عليها في شرق المتوسط، غداة توقيع اتفاق بحري بين أثينا والقاهرة نددت به أنقرة. وقال دبلوماسيون في اليونان إن الاتفاق أبطل فعليا اتفاقا تم التوصل إليه العام الماضي بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج، لكن أردوغان قال إن تركيا ستحافظ “بحزم” على اتفاقها مع ليبيا. وأعلنت أنقرة الأسبوع الماضي تعليق عمليات التنقيب في شرق المتوسط لبدء مفاوضات مع أثينا بناء على طلب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لكنه اتّهم أثينا “بعدم الوفاء بوعودها”. وردت أثينا الشهر الماضي بغضب على إعلان أنقرة أن سفينة عروج ريس ستنقّب في شرق البحر المتوسط، معتبرة أنه انتهاك لحدودها البحرية بسبب وجود جزيرة كاستيلوريزو اليونانية قبالة أنطاليا. وساهم اكتشاف حقول غاز ضخمة في السنوات الماضية في شرق المتوسط في تعزيز طموحات الدول المطلة كاليونان وقبرص وتركيا ومصر وإسرائيل. وكثّف الأتراك عمليات التنقيب قبالة قبرص ما أثار استياء معظم دول المنطقة والاتحاد الأوروبي التي وصفت أنشطتها بأنها “غير قانونية”. وفي محاولة لدعم مزاعمها، وقعت أنقرة اتفاقا بحريا مثيرا للجدل العام الماضي مع حكومة طرابلس وسّعت من خلاله حدودها البحرية في شرق البحر المتوسط. ويخطط قادة الاتحاد الأوروبي لعقد قمة استثنائية يومي 24 و25 أغسطس الجاري لتقييم العلاقات المضطربة مع كل من تركيا والصين على ضوء توترات لم تهدأ منذ أشهر وإن كانت أقل حدّة مع الشريك الصيني وأكثر تشنجا مع أنقرة. وأشارت مصادر أوروبية إلى أن تأكيد موعد القمة سيتم رسميا في حال كان الموعد مناسبا للدول الأعضاء التي تواجه ضغوطا بسبب تفشي فايروس كورونا بينما على أجنداتها أكثر من ملف حارق لم يعد يحتمل التأجيل. ومن المقرر أن يبحث القادة الأوروبيون سبل التوصل إلى قرار بشأن التعامل مع سياسة المواجهة التي تنتهجها تركيا وهي السياسة التي سممت عقودا من العلاقات بين الطرفين. وتدرك أوروبا أكثر من أي وقت مضى أن تركيا أصبحت عبئا ثقيلا في ظل النهج الصدامي الذي ينتهجه أردوغان ضاربا بعرض الحائط القيم الأوروبية التي على أساسها يحدد الاتحاد الأوروبي علاقاته الخارجية. وبحسب المصادر الأوروبية فإنه من المتوقع أن ينظر قادة الاتحاد في فرض عقوبات على تركيا لإجبار أنقرة على احترام الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على بيع الأسلحة إلى ليبيا ووقف عمليات التنقيب غير القانونية التي تتم في المنطقة الاقتصادية البحرية لقبرص اليونانية.

مشاركة :