"ما هي حدود حرية التعبير" في تونس | | صحيفة العرب

  • 8/11/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قسّم الجدل حول مسرحية جديدة للممثل لطفي العبدلي، انتقد فيها بأسلوب فج السياسية عبير موسي، التونسيين على موقع فيسبوك. ففيما اعتبر البعض أن الأمر “لا علاقة له بالفن” قال آخرون إن الأمر يندرج في سياق “حرية التعبير”. تونس - شغلت المسرحية الجديدة للممثل التونسي لطفي العبدلي مستخدمي موقع فيسبوك في تونس وفتحت النقاش حول حدود حرية التعبير. ومنذ أيام، يتداول تونسيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا من مسرحية “جيست عبدلي” (فقط عبدلي) المستوحاة من اسمه، تهجم فيها العبدلي على رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي. واستهزأ العبدلي من الملابس الداخلية لموسي بطريقة “رديئة” كما وصفها منتقدوه، وأثار ذلك غضب أنصار الحزب الدستوري الحرّ وغيرهم من الذين اعتبروا أن ما تفوّه به العبدلي هو إهانة للمرأة التونسية بصفة عامة مطالبين بإيقاف عرض المسرحية ومقاطعتها. وهذا العرض المسرحي الساخر ليس الأوّل الذي يسجّل في حساب لطفي العبدلي ذلك أنّه معروف بأعماله المسرحية الناقدة للسياسيين والإعلاميين وغيرهم. وقال البعض إن العبدلي وأمثاله “إفرازات” لثقافة هزيلة تقدم صنفا من الأعمال الفنية المشحونة بالبذاءة وتؤسس لتجاوز الخطوط الحمراء باسم الفن والإبداع وحرية التعبير. وندد تونسيون بتراجع دور المؤسسات الثقافية الموجهة، مطالبين بدور رقابي لا يعني، وفق بعضهم الحد من حرية التعبير. وقال نشطاء إن ما تضمنه العرض المسرحي “لا علاقة له بالفن” وإنه “تجاوز أخلاقي يجب التصدي له”. واستخدم البعض ألفاظ لطفي العبدلي للرد عليه ليسقط مستوى النقاش للحضيض، وفق معلقين. وقال الملحن حاتم القيزاني: وكتب ناشط: Walid Zarrouk أقوى ردّ على الفنًان لطفي العبدلّي هو المقاطعة LE BOYCOTT لنُثـبِتَ له مدى قوًّتنا ومدى رقي ردًّة فعلنا.. السبّ لا يهمّه ولا يؤثّر فيه.. لكن الفلوس تهمًّه عند إلغاء عروضه لعدم حضور الجمهور.. حوًّلوا غضبكم إلى طاقة إيجابية و فعّالة.. ما تمشيش لمسرحية لطفي العبدلًّي.. BOYCOTT. من جانبها أعلنت محافظات تونسية إلغاء عروض مسرحية للكوميدي العبدلي، استجابة لحملات المقاطعة. وأعلنت محافظتا سوسة والكاف، الأربعاء، إلغاء عروض للطفي العبدلي كان من المنتظر أن يقدمها هذا الأسبوع ، في حين تدرس محافظات أخرى إلغاء عروض للعبدلي، بعد تفاقم موجة الانتقادات التي يتعرض لها. يؤدي فيسبوك دورا كبيرا في صناعة الرأي العام التونسي، وهو ساحة يجتمع فيها التونسيون لخوض معارك افتراضية لا تنتهي. وكشفت دراسة أعدتها مؤسسة اتصالات، أن عدد التونسيين الذين يستعملون موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يبلغ 7.6 مليون شخص. ويمثل الشباب الذين أعمارهم أقل من 35 سنة، 59 في المئة من مستعملي الإنترنت. في المقابل عبّر آخرون عن مساندتهم المطلقة للكوميدي ومسرحيته واعتبروا أنّ ما تفوّه به العبدلي في نصّ مسرحيته “يندرج في إطار حريّة التعبير”. واعتبر معلقون أن المسرحية تندرج ضمن “لعبة الديمقراطية” التي تفرض أن السياسيّين والشخصيات العامّة المعروفة غير منزّهين عن النقد من قبل الفنانين المسرحيّين. وقال الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، إنّ ”إلغاء أكثر من عرض للكوميدي لطفي العبدلي تحت ضغط مراكز القوى النوفمبرية فيه اعتداء صارخ على حرية التعبير”. وأضاف في تدوينة: من جانبه عبر المستشار الحكومي السابق جوهر بن مبارك عن تضامنه مع الممثل لطفي العبدلي. وكتب على فيسبوك: ورد العبدلي بمقطع فيديو نشره على إنستغرام أكد فيه أنه لا يخشى المقاطعة حتى ولو عرض مسرحيته أمام متفرج واحد. وقال إن الهجمة التي تطاله لم يعرفها في مسيرته من قبل. وقال إنه “لم يسبق أن تم إيقاف عروضي لا في فترة زين العابدين بن علي ولا المنصف المرزوقي ولا الباجي قائد السبسي”. وحذّر الممثل الكوميدي من عودة الدكتاتورية، مشيراً إلى أنهم “سلبوا المواطن حق الاختيار بعد أن حرموه من حضور العرض وهو الذي دفع ثمن التذكرة”. وكتبت الباحثة في التراث الديني وعميدة المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة الدكتورة ألفة يوسف.

مشاركة :