بدأ مرفأ بيروت يستعيد أنفاسه للانطلاق مجددا، بعد الكارثة التي ألمت به من جراء الانفجار الأخير، وقد شهد داخل حرم المرفأ حركة تنظيف للطرق، فضلا عن تأمين مكاتب بديلة للأجهزة الأمنية والجمارك لتتمكن هذه الإدارات من القيام بعملها في أسرع وقت ممكن، وقد يكون يوم غد يوم عمل عادي في المرفأ. ويعد المرفأ «رئة» لبنان والمناطق المحيطة به، ويتمتع بمزايا عديدة لموقعه المحوري والأهم في الحوض الشرقي للبحر المتوسط. وصدرت التعليمات الرسمية، بتسهيل عمل كل الأجهزة والإدارات الرسمية المتواجدة في المرفأ لتسهيل عملية خروج ودخول السلع والبضائع من والى حرم المرفأ.. وتم الاتفاق على: التأكد من حجم الاضرار التي أصابت الشاحنات والاليات والتي يتعدى عددها المئتي شاحنة وآلية..والكشف على القبان وتنظيف باحاته وتأمين الكهرباء له..وتنظيف الحوضين الثالث والرابع للتمكن من استقبال البواخر، وتسهيل اجراءات دخول وخروج الشاحنات من والى المرفأ..والإصرار على تسريع استكمال الإجراءات كي يتمكن مرفأ بيروت من بلوغ الذروة خلال أيام معدودة تمهيدا للبدء بإدخال البواخر التي تنقل البضائع المختلفة. بينما أعلن رئيس تجمع متعهدي التفريغ والشحن، جهوزية المتعهدين للبدء بعملهم على الرغم من الخسائر التي تعرضوا لها. وأشار الخبير الاقتصادي اللبناني، ذو الفقار قبيسي، إلى حتمية إعداد «خطة طارئة» فورية لإعمار مرفأ بيروت بالسرعة المطلوبة، ليس فقط لإعادته إلى وضعه السابق وإنما لتحديثه بالتجهيزات والخدمات والإدارة العصرية والكفاءة والمنتجة والمنافسة التي جعلت منه على مدى مئات السنين «مرفأ الشرق»، وحلقة الوصل بين الشرق والغرب، وبما يساهم في دعم الخزينة العامة بأضعاف ما كان يورده في ظل الإدارة السابقة وتحت رحمة التسريب والتهريب بما أضاع على موازنة الدولة مليارات الدولارات التي شكلت جزءاً كبيراً من «منهوبات الداخل» و«منهوبات الخارج». وأضاف «قبيسي»: لا بد من الاعتماد الرئيسي على القوة «المينائية» الحالية لمرفأ طرابس القادر حسب المعلومات الأولية على إستيعاب ٣٠٠ ألف طن أو حوالي نصف استيرادات لبنان من القمح البالغة ٦٠٠ ألف طن (غالبيتها من أوكرانيا وروسيا) والباقي ممكن استيعابه في مخازن الثمانية مطحنة التي تستقبل عادة ١٠٠ ألف طن من مجموع الاستيرادات السنوية. والـ ٢٠٠ ألف طن الباقية ممكن استيعابها في مخازن المصانع الكبرى وربما جزء منها في مرفأ صيدا بعد تزويده بتجهيزات أولية. ويؤكد رئيس غرفة التجارة والصناعة في طرابلس والشمال، توفيق دبوسي، أن مرفأ طرابلس يتمتع من حيث موقعه الجغرافي، بأهمية على المستويات المرفئية اللبنانية والعربية والدولية، كما هو مهم إقليمياً ومن حيث إمكانياته الحالية فيمتلك مساحة مشابهة لمرفأ بيروت، إلا ان لديه ارصفة أقل، أما مداه البحري فهو أوسع من المدى البحري لمرفأ بيروت وحركة السفن، وباستطاعته أيضاً تأمين الخدمات التي يحتاجها لبنان لا سيما في ظل الأزمة الإقتصادية وتراجع الحركة التجارية والمناخ السلبي الضاغط الذي تسببه جائحة الكورونا, وأضاف: إننا نعمل على زيادة القدرة التشغيلية لمرفأ طرابلس وتعزيز قدراته اللوجيستية بشكل مطرد، في وقت نشهد فيه أكبر إلتفاف وطني حوله، ونحن ننكب على إعداد الترتيبات المتعلقة بإستدراج العروض من جانب شركات متخصصة في إسبانيا وألمانيا للعمل على تركيب صوامع للقمح بطريقة سريعة ورفع القدرة على تخزين 200 ألف طن وبذلك يتوفر الدعم لبيروت وكل لبنان لا سيما أننا أطلقنا مبادرة طرابلس الكبرى للعمل عل إذابة الفجوة بين اللبنانيين ولترسيخ التعاون مع بعضهم البعض من خلال الإستثمارات المشتركة والتي تتلازم مع تخطي الحواجز بين الطوائف والمذاهب والمناطق.
مشاركة :