شيماء عويضة تكتب : ماذا بعد انفجار مرفأ بيروت؟

  • 8/12/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

منذ اندلاع انفجار مرفأ بيروت والقنوات الفضائية بمختلف ما تقدمه من مواد إعلامية تعج بكل ما يدور ويخص انفجار مرفأ لبنان، ذلك الانفجار الذي هز كيان لبنان ونتج عنه الكثير من الخسائر والذي يعد أيضا ثالث أكبر انفجار في العالم بعد انفجار ولاية تكساس الذي حدث في ١٦ أبريل عام ١٩٤٧ والذي نجم عنه أضرار مادية كبيرة في الممتلكات والنفط ودمر عدة مصانع كبيرة. هذا بالإضافة إلى عدد القتلى والمصابين، وانفجار قنبلة  هيروشيما باليابان التي أسقطها الجيش الأمريكي والتي دمرت حوالي تسعين بالمائة من منشآت المدينة وعدد هائل من القتلى والجرحيوها هو انفجار مرفأ بيروت الذي دمر عاصمة لبنان وذهب بأرواح المئات من المواطنين وإصابة الآلاف وشرد الكثير في الشوارع ، ونتج عنه خسائر مادية فادحة، هذا بالإضافة إلى ماسينتج عنه من شلل في اقتصاد الدولة،حيث يعد مرفأ بيروت اليوم هو الأول في لبنان والحوض الشرقي للبحر المتوسط والمنفذ البحري الأساسي للدول العربية الآسيوية، ويتعامل مرفأ بيروت مع 300 مرفأ عالمي ويقدر عدد السفن التي ترسو فيه بـ 3100 سفينة سنويًا. كما أنه من خلاله تتم معظم عمليات الاستيراد والتصدير اللبنانية وتمثل البضائع التي تدخل إليه 70% من حجم البضائع التي تدخل لبنان. كما يحتل المركز الأول في المداخيل المركبة 75% إضافة إلى دوره كمركز أساسي لتجارة إعادة التصدير وتجارة المرور (الترانزيت)ولكن يبقى ما وراء هذا الانفجار عدة أسئلة يجب الإجابة عليها..من المسئول عن هذا الانفجار الكبير؟ وهل حقا وضعت اللبنة الكبيرة بعد فساد حكومة ومسؤولين وترسيخ الطائفية في حكم لبنان لبث سهام الاحتلال والدمار الكبير؟ وماذا بعد أن دعا ماكرون الأمم المتحدة لتنظيم المساعدات من الدول إلى لبنان؟ وماذا أيضا بعد أن أعلن أمير قطر أن قطر ستقوم بإعمار مرفأ بيروت والجميع يعلم جيدا من هي قطر وكيف ساعدت من قبل في تدمير ليبيا؟ وهل كل تلك المساعدات من أجل إضافة سطور من نور في تاريخ الدولة المساعدة أم من أجل أغراض أخرى؟ ولكن يبقى السؤال الأهم: إلى متى سيظل الاستهتار بحياة المواطن؟ فهل حقا سيحاسب المسؤولون عن ذلك الانفجار؟ أم عندما ينتهي الإعلام من مناقشة أسباب الانفجار والبلبلة حول الحدث سينتهي كل شيء؟متى سينتعش وعي المواطن العربي بشكل عام؟ وماذا بعد استقالة وزيرة الإعلام اللبنانية؟ ووزير البيئة المستقيل؟ فالطاقم أجمع يجب أن يتغير من ساسة وحكام ومسئوولين.فلبنان يحكمه مجموعات طائفية فاسدة كل مجموعة تنطاع لدولة بالخارج فحكومة لبنان تعد جسدا متناثرا كل قطعة فيه تحمل فكرا مختلفا عن الأخرى، وقد كشف الانفجار عن حجم  الفساد والاستهتار .يحتاج لبنان الآن إلى حكومة حيادية تضع قانونا انتخابيا جديدا، وتنشغل أفكارها وأولوياتها بمصلحة المواطن اللبناني، تضع الخطط والبرامج التي تنهض بلبنان مرة أخرى وتسعى لتحقيق تلك الخطط والبرامج دون تقاعس وبحث وراء مصلحتها هي فقط.

مشاركة :