أنور بن أحمد البدي يكتب: أنت عدوي

  • 8/11/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الاختلاف في الرأي لايفسد الود ولكنه قد يفسد الحياة، وما الود إلا عنصرًا للتعايش وتقبل المختلف. قد لا يخلو مجلس من نقاش وحوارات جانبية، والكثير منها يخرج بحرب ضروس وتراشق بالألقاب، أنت متعصب، أنت ليبرالي، أنت مؤدلج، وغيرها الكثير من الألقاب التي لا حصر لها، ونتائجها قطيعة وعداوة وتحريض الآخرين، لتكبر دائرة النزاع وتعميق الجراح وتبدأ حملة التسقيط ورجم الشيطان بالحجارة، ويُنسى أصل الفكرة التي دار حولها النقاش، ويتم تسليط الضوء حول الشخص والنيل منه، ومن عرضه، وتُكسر قاعدة السلم، فلا يسلم ماله ولاعرضه! وما يضحك الثكلى قطيعة رحم والسبب نقاش حول فستان منيرة أو سيارة خالد. أين تكمن المشكلة ؟.. هل في اختلاف الآراء والتوجهات؟ أم في بيئة المتحاورين؟ أم في المتحاورين أنفسهم؟ الاختلاف أمر طبيعي: من حيث اختلاف الآراء والمعتقدات،كل قضية لها وجهة نظر مختلفة، وكل فريق يجد وجهة نظره صحيحة، ومن هنا ينشأ الاختلاف، ولابد أن نفرق بين الاختلاف والخلاف، إذ أنّ الخلاف يعني التفرق وهذا مذموم، والاختلاف مشروع “اختلاف أمتي رحمة”. تختلف الألسنة والألوان والتنشئة الاجتماعية والأمكنة والتصورات والأفكار، كل ذلك يقضي إلى تعدد الآراء والأحكام. من الطبيعي اختلاف ألسنتنا وخلقتنا، وهذه آية من آيات الله، فلا عجب من اختلاف مداركنا وعقولنا. الاختلاف ذو حدين: إيجابي نافع، وسلبي ضار.. أما الحد السلبي فتنتج عنه الأمراض الاجتماعية من تنازع وحقد وضغينة، وهذا ما يوصلنا إلى أسباب الانحطاط والفشل، أما الإيجابي النافع فيؤدي إلى روح التطور، حيث تجتمع الآراء للوصول إلى رأي سليم، وهذا يساهم في عماد التطور الفكري، وقد يكون أحد أسباب نشوب الفرقة والخلاف الكبر والعجب بالرأي، أيضًا.. الانتصار للنفس لاسعياً لإيضاح الحق أو الباطل.

مشاركة :