نيويورك - وكالات: تبنى مجلس الأمن الدولي أمس قرارًا بالإجماع يصادق على الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى ويمهّد الطريق أمام رفع العقوبات الدولية عن الجمهورية الإسلامية. وصوّت مندوبو الدول الـ15 الأعضاء في المجلس برفع الأيدي. وقال سفير نيوزيلندا جيرارد فان بوهيمن الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي بعد التصويت: "لقد تم اعتماد مشروع القرار بالإجماع". واعتماد القرار يشكل مصادقة للأمم المتحدة على الاتفاق النووي التاريخي الذي أبرم بين إيران والقوى الكبرى في 14 يوليو بعد 18 يومًا من المفاوضات الماراثونية في فيينا. وبحسب نص القرار، سيتم وقف العمل تدريجيًا بسبعة قرارات صادرة عن المجلس منذ 2006 تتضمّن عقوبات على إيران، بشرط احترام إيران الاتفاق حرفيًا. وتبني القرار يطلق عملية تدريجية ومشروطة لرفع العقوبات عن أيرام مقابل ضمانات بأنها لن تطور قنبلة ذرية. ويدعو القرار إلى "تطبيق كامل للجدول الزمني الوارد" في الاتفاق المبرم في فيينا ويحث الدول الأعضاء على تسهيل العملية. وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامنتا باور: إن "هذا الاتفاق لا يبدّد كل قلقنا لكنه في حال طبق سيجعل العالم أكثر أمانًا". ودعت طهران إلى "اقتناص هذه الفرصة" واعدة بأن الولايات المتحدة ستساعد طهران، في حال قامت بذلك، على "الخروج من عزلتها". من جهة ثانية أعلن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أن الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني لا يمنع البنتاجون من إبقاء الخيار العسكري على الطاولة لمنع إيران من حيازة القنبلة الذرية. وأدلى كارتر بتصريحه للصحافيين في الطائرة التي أقلته إلى إسرائيل، المحطة الأولى في جولة شرق أوسطية ترمي خصوصًا إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة القلقين من تبعات الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران والدول الكبرى في جنيف الثلاثاء. وقال الوزير الأمريكي: إن "أحد الأسباب التي تجعل هذا الاتفاق اتفاقًا جيدًا هو أنه لا يحول بتاتًا دون إبقاء الخيار العسكري" الأمريكي على الطاولة إذا ما سعت إيران إلى حيازة السلاح الذري. وأضاف أن هذا الخيار "نبقي عليه ونحسنه باستمرار". وشدّد الوزير الأمريكي على أن بلاده ستواصل تعميق تعاونها العسكري مع حلفائها التقليديين في المنطقة مثل إسرائيل والسعودية. وقال إنه "بسبب عدوان إيران المحتمل وأنشطتها الخبيثة فإننا نبحث دائمًا عن طرق لتعزيز موقعنا هناك. وبالطبع لدينا سبب آخر كبير لأن يكون لدينا موقع قوي (في المنطقة) وهو مكافحة التطرّف". وتابع كارتر "نحن نعمل مع إسرائيل على تحسين قدراتها العسكرية النوعية ودفاعها الصاروخي البالستي وأنشطة مكافحة الإرهاب. هناك حزمة كاملة من الأمور التي نقوم بها مع إسرائيل وسنقوم بالمزيد".
مشاركة :