في جلسة حوار ونقاش افتراضية نظمتها، أول أمس، مؤسسة «بحر الثقافة»، جرت مناقشات مستفيضة مع الروائية د. جوخة الحارثي حول روايتها «سيدات القمر»، الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية، بحضور الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيسة المؤسسة، والشيخة شيخة بنت محمد بن خالد آل نهيان، وأدارت جلسة الحوار مها العيسى. في البداية رحبت الشيخة شيخة بالروائية، قائلة: مرحباً بالكاتبة العمانية المبدعة؛ لما تتمتع به في أدبها من شمولية إنسانية راقية، وروايتها جميلة جداً، وكان من السهل الدخول بأحداث القصة، كما كان الوصف عميقاً، إضافة إلى أن العناصر التاريخية في الرواية كانت مثيرة للاهتمام، وبعض هذه العناصر كانت شائقة جداً، وبعضها كانت حزينة، وأشارت إلى التغيرات التي طرأت على المجتمع العماني بفضل التعليم وأجيال الشباب. وأوضحت الكاتبة كيف جاءتها فكرة الرواية بعد زيارة جدتها في بيتها القديم بالمزرعة، حيث كانت تقضي نهارها فيه من الصباح، ثم تعود مساء إلى القرية. لكن هذه ظلت مجرد أفكار ولم تكتب شيئاً، حتى سافرت إلى بريطانيا لدراسة الدكتوراه في جامعة أدنبرة. ورغم الظروف الصعبة من برودة الجو، ومسؤولية الدراسة ومعها طفلتها الصغيرة. تقول: استفدت كثيراً من المكتبات التي وفرت المعلومات التاريخية المبثوثة في نسيج الرواية. وعبر الروائي سلطان العميمي عن سعادته بهذا العمل الجميل، قائلاً: جوخة لا تمثل بهذا الفوز العالمي الرواية العمانية، بل تمثل الرواية العربية وتثبت حضورها وأهميتها، والإبداع لا يقتصر على الذكر أو الأنثى، بل هو حضور مشرف وجميل، والرواية تنقل شكلاً من أشكال الحياة المهمة، ليس في السلطنة، ولكن بشكل عام في المجتمعات العربية، وهذا النوع من الكتابة يجب أن يشكل حافزاً للكتاب لتقديم مستوى جيد من الأعمال الروائية في العالم العربي، وهي تطرح قضايا بعيدة عن المواضيع التقليدية. وبدورها، أشارت الإعلامية عائشة سلطان إلى أن لغة الرواية فاتنة وجميلة جداً، وقد ساهمت مساهمة كبيرة بإنجاح العمل والثيمات الأخرى، ثم سألت عن دور المساس بالتابوهات التي لم يتطرق إليها الأدب الحديث في تاريخ المنطقة، كقضية الرق وقضية التحولات، ووضع المرأة والعلاقات داخل الأسرة، مشيرة إلى أن هذه القضايا قد تروق للعالم الغربي. أجابت د. الحارثي: في الحقيقة أنا غير معنية بهذه الثيمات، لأني كتبت الرواية باللغة العربية، دون أن أفكر إطلاقاً في قضية الترجمة، لكني أكتب عما يشغلني ويهمني، وما أتأمله وأفكر فيه، مثل قضية التغير في المجتمعات، وهذه بالنسبة لي قضية جوهرية لا بد أن نلتفت، نحن الكتاب، إليها ونتأملها. وأكدت الروائية مريم الغفلي أنها رواية رائعة، سواء بتداخل الأزمنة، أو بشخصياتها واختلاف الأجيال وأهمية المكان، مشيرة إلى أن شخصية «القمر» استفزتها، لكن الكاتبة أوضحت أن مثل هذه الشخصيات موجودة. وقد أجمعت المناقشات على أنها رواية جميلة ممتعة بلغتها الشعرية، وغنية بأحداثها وشخصياتها وتداخل أزمانها.. وهذا ما أهلها لنيل جائزة البوكر العالمية للرواية العربية بجدارة.
مشاركة :