قالت صحيفة الغارديان إن برنامج الإمارات الفضائي الهادف إلى إرسال مسبار لكوكب المريخ يعتبر عنواناً لمرحلة جديدة من تاريخ حافل بالمجد. استعرضت الصحيفة تاريخ دبي الحافل بإنجاز المشاريع الكبرى التي باتت ترسم أهم معالم سيرتها وخط الأفق فيها خاصة برج خليفة ومطار دبي الدولي وجزيرة النخلة ومشروع المترو. وجاء في التقرير الذي نشرته الصحيفة أمس حول مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ أن التجربة تخليد للذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد حيث يحط المسبار على الكوكب الأحمر عام 2021، وهو زمن قياسي لدولة ناشئة. ونقلت الصحيفة عن عمران شرف مدير مشروع الاستكشاف قوله: نحن نعمل على مدار الساعة دون كلل. إنه مشروع يحمل في طياته فخر الأمة ومجدها. واستعرضت المجلة أهم مراحل المشروع بدءاً من دراسة الجدوى التي أعدت عام 2013 مروراً بإطلاقه رسمياً قبل عام برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، وانتهاءا بإطلاقه في يوليو/تموز من عام 2020 في رحلة تستغرق سبعة أشهر ليحط على سطح الكوكب عام 2021. وتناول التقرير الأهداف العلمية التي يتوخاها البرنامج من رحلة المسبار خاصة تطور وجود المياه على الكوكب ونضوبها وسيطرة الجفاف على سطحه. ونقلت الصحيفة عن ساره أميري رئيسة فريق البحث العلمي في البرنامج قولها: لا شك أن فهم قصة نشوء الكوكب ووجود المياه على سطحه ثم جفافها الذي أسفر عن فقدان الغلاف الغازي المحيط به وتغيرات المناخ التي يتعرض لها المريخ كلها قضايا تهم الإنسانية لجهة فهم ما يجري لكوكب الأرض. وأضافت: هذه لا شك مشاريع طموحة. ولا بد لنا كدولة ناشئة من السعي للحاق بركب العالم ولعل هذا هو أفضل الطرق لتحقيق ذلك الهدف. وأشار التقرير إلى أن كل مراحل المشروع وتجهيزاته سوف تتم في دبي رغم أن البرنامج يجري تواصلاً وتنسيقاً مع عدد من مراكز البحث العلمي التخصصية في عدد من الجامعات الرائدة في كولورادو وكاليفورنيا وأريزونا. ويهدف فريق العمل من وراء ذلك التعاون إلى جلب المعارف العالمية في هذا الميدان إلى الإمارات. ويقول شرف البرنامج لا يهدف فقط للوصول إلى المريخ إنما يهدف إلى إلهام جيل جديد وتغيير أنماط التفكير على مستوى المنطقة. ويسعى فريق العمل لتشجيع مؤسسات التعليم العالي الوطنية على الانخراط في البرنامج وتوسيع دائرة بحثها في علوم الفلك على مدار السنوات الخمس المقبلة لجمع المعلومات البحثية التي قد تصب في صالح المهمة. ويرى فريق المشروع أن هذا البرنامج يعيد لمنطقة الشرق الوسط عموماً دورها الحضاري باعتبارها شريكاً بارزاً في صنع الحضارة الإنسانية منذ الأزل.
مشاركة :