قال خبير سياسي أمريكي إنه بالنظر إلى أن العلاقات الأمريكية الصينية هي أهم علاقة ثنائية في العالم، فمن الضروري أن يبذل كلا البلدين ما في وسعهما لمواصلة الانخراط الشامل. وصرح جون آر.تايلور، أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية والجغرافيا في جامعة تكساس في سان أنطونيو لوكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، أنه "في وقت من المحتمل فيه ألا تتفقان الصين والولايات المتحدة دائما على الأمور، فإن الحوار المباشر والعلاقات الودية أفضل بكثير مما نراه حاليا". وأضاف تايلور أن الوضع الحالي يرجع "في جزء كبير منه" إلى "تغيير جذري عدائي في السياسة الأمريكية تجاه الصين في السنوات الثلاث الماضية". ولدى استعراضه لما يقرب من 50 عاما من الانخراط وأكثر من 40 عاما من العلاقات الطبيعية بين البلدين، قال الخبير إنه يشعر بالحزن لأن العالم يشهد "أكبر إعادة ضبط للسياسة الأمريكية تجاه الصين منذ زيارة نيكسون في عام 1972". ومتطرقا للتصريحات الأخيرة لبعض السياسيين في واشنطن، ذكر تايلور أنه "أصبح من الواضح بشكل متزايد أنهم يهدفون إلى قلب العلاقات الصينية الأمريكية رأسا على عقب بالكامل"، مضيفا أن "إلقاء اللوم على الصين في مجموعة من العلل الأمريكية يجدي نفعا مع بعض الناخبين". وأشار تايلور إلى أن تصرفات واشنطن الحالية لا تفعل شيئا سوى إضفاء خشونة على علاقة خلافية بالفعل، ويمكن أن تحد بالفعل من خيارات السياسة الخارجية الأمريكية ويمكن أن تضر أيضا بالولايات المتحدة محليا. وأفاد أن "التزام الولايات المتحدة مجددا بالانخراط الواسع، لكن الواقعي في نفس الوقت، سيمثل ردا مناسبا"، مبينا أن "المخاطر كبيرة للغاية بحيث لا يمكن تجنب مناقشات واسعة النطاق حول مجموعة من المجالات ذات الاهتمام المشترك". وكما قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال مقابلة حصرية مع وكالة أنباء ((شينخوا)) يوم 5 أغسطس، فإن تحرك الولايات المتحدة لتحويل الصين إلى خصم هو سوء تقدير إستراتيجي أساسي، ما يعني أن الولايات المتحدة تقوم بتوجيه مواردها الإستراتيجية نحو المنطقة الخاطئة. وأضاف "إننا مستعدون دائما لتطوير علاقة صينية-أمريكية تتسم بنبذ الصراع ونبذ المواجهة ويسودها الاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين على أساس التنسيق والتعاون والاستقرار". كما شدد تايلور على "الحاجة الماسة إلى التراجع، وأخذ نفس عميق، والقضاء على عقلية المحصلة الصفرية في العلاقات الصينية الأمريكية". وقال إن "هذا يجب أن ينتهي ... وإلا سيؤدي على الأرجح إلى حرب باردة جديدة. وستكون كارثة لكلا البلدين والعالم".
مشاركة :