تحول المعلم المتقاعد صالح الغفيلي إلى رحالة مستكشف لآثار المملكة، وذلك بعد أن تمكن من زيارة نحو 700 موقع سياحي وتاريخي وجيولوجي بالبلاد، اكتشف خلالها 250 معلما طبيعيا. وروى الغفيلي جانبا من حياته التي تحولت بعد 25 عاما قضاها في التعليم، بدأت برفضه اعتبار التقاعد نهاية المطاف، وفقا لـ"واس"، حيث قام باستثمار فراغه في الاستمتاع بموهبته التي نشأت معه منذ الصغر في التعرف على المعالم والبيئات المختلفة. وقام الغفيلي برحلات عديدة، حولته إلى مستشكف رفقة فريق سعودي من مختلف التخصصات والأعمار نجحوا في اكتشاف 250 معلمًا طبيعيًا في المملكة، و60 عقبة جبلية في المناطق الجنوبية، فضلا عن مختلف الآثار من الأحافير، والنقوش، والقطع القديمة الضاربة في عمق التاريخ. وأكد الغفيلي للعالم عبر رحلاته واستكشافاته، أن السعودية بلد غني بالثروات الطبيعية والتاريخية المتنوعة التي لا يمكن حصرها. وأوضح أن شغفه باستكشاف كنوز المملكة برز عندما كان صغيرا يرافق والده وشدته مناظر الجبال والأودية والشعاب وتنوع التضاريس والبيئات بالمملكة. ولفت إلى أنه اكتسب خبرة في العديد من المواقع بمناطق المملكة بعد أن شارك الرحالة الأكاديميين في رحلاتهم العلمية، ومع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية التي زار معها عددًا من المواقع في رحلات جوية وأرضية وثق خلالها معالم حرات المملكة، كما شارك مع الهيئة العامة للمساحة في حصر الأسماء الجغرافية لإصدار خرائط طبوغرافية للمملكة، ومع فريق أطلس لإصدار أطلس المملكة التابع لوزارة التعليم العالي والهيئة السعودية للحياة الفطرية. وتمكن الغفيلي من أن يجمع عبر رابط تفاعلي أكثر من 165 موقعًا سياحيًا وتاريخيًا في المناطق الجنوبية من المملكة ليسهل الوصول إليها وفق خرائط جوجل والتعرف عليها قبيل زيارتها سواء على الواقع أو كان افتراضيًا عن طريق الإنترنت من أي مكان في العالم. وامتلأت رحلات الغفيلي بالقصص المثيرة والمتنوعة من بينها قصة جمجمة فتاة عمرها 18 عامًا وُجدت في كهف بـ"حرة خيبر" وتعود إلى أكثر من 3800 عام مضت. وتحدث الغفيلي عن بعض الصعوبات التي واجهته في ترحاله سابقا في بعض المواقع بسبب قلة الوسائل التقنية الحديثة في الرحلات، وصعوبة منحدرات بعض المعالم، فضلاً عن قلة أجهزة تحديد المواقع خلاف ما هو موجود الآن، والتصوير الرقمي، ووسائل التنقل التي أضحت ميسرة حاليًا.
مشاركة :