القاهرة: «الخليج» يتناول د.علاء طاهر في كتابه «نهايات الفضاء الفلسفي.. الفلسفة الغربية بين اللحظة الآنية والمستقبل» المحاولات النقدية العربية الأكثر جذرية التي خرجت خلال القرن العشرين، لاستشراف ماهية الفلسفة الغربية المعاصرة، من تقدم خاطف في سرعته نحو المستقبل، بينما حتى هذه المحاولات النقدية باتت مخنوقة منذ البداية، أولاً: لتواضعها وثانياً: لكثافة تعرضها لهجوم تدميري مضاد ورفضها من قبل فكر مهيمن يعيش خارج التاريخ، ويبتعد عن اللحظة الحاضرة، بمسافة عشرة قرون لكنه يشكل النسيج الكلي الحالي للوضع الفكري في البلدان العربية، وهو وضع يعيش بعيداً عن إدراك الضرورة الحتمية التي يعيشها العالم الحديث، الذي يسابق حتى المستقبل، كما تعكس ذلك حالياً الفلسفة الغربية المعاصرة.يشير الكتاب إلى أن هناك في الفكر الفلسفي الغربي الحالي إحساس بالزمن المنخطف، وهناك فكر فلسفي وظيفته الأولى سبق الزمن الحالي لوضع خطوط للمستقبل، ولذا غدت الفلسفة الغربية المعاصرة، أمام باب مغلق ومفتوح في آن، مغلق لأن التصور غدا قاصراً عن إدراك حدود الخيال في الوقت الذي كان في الماضي يتجاوز الخيال بمسافة شاسعة مفتوحة، ومفتوح لأنه مطل بحثياً على مجالات فكرية ممتدة بلا حدود، أي على الفضاء الرحب اللامحدود لتدشين مرحلة جديدة من الأفق الفلسفي الذي ينبغي أن يقبع داخل المستقبل ويتجاوز ليس الماضي برمته، بل الحاضر أيضاً ويعمل على إلغاء هذا الحاضر تماماً لأنه حاضر، لم يعد موجوداً إلا كلحظة زمنية باتت محض وهم مطلق.
مشاركة :