أكد خبراء ومحللون غربيون أن الموقف الأوروبي تجاه سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تغير وأصبح أكثر حزما تجاه إثارة المشاكل في منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط، سواء حيال تدخله في ليبيا أو قصف المدنيين في سوريا والعراق، والادعاء بحقوق وهمية في غاز شرق المتوسط. وأكد الخبراء أنه أصبحت هناك رغبة أوروبية حازمة لإنهاء سياسة العدوان التركية على حقوق الغير، وإصرارها على تصعيد التوتر في بؤر تضر بالمصالح الأوروبية والدولية. وفي هذا الإطار قال الباحث والكاتب السياسي أنثي كاراسفا عبر «صوت أميركا» إن التحرك التركي الأخير بتصعيد التوتر في منطقة شرق المتوسط بإعلانها استئناف أنشطة المسح والتنقيب بمنطقة تقع بين قبرص واليونان، دفع الأخيرة إلى وضع قواتها في حالة تأهب قصوى، في رسالة مباشرة إلى أنقرة أن «ما تقوم به مؤخرا لن يستمر طويلا». وأفادت مصادر رفيعة المستوى بأن الجيش اليوناني بأكمله في حالة تأهب قصوى، ويراقب تحركات تركيا. وأشار الكاتب إلى أن التصعيد التركي جاء بعد توقيع اليونان ومصر على اتفاق بحري يمنع وصول تركيا إلى شرق البحر المتوسط، ويحفظ للدولتين حقوقهما البحرية في هذه المنطقة. وأكد الكاتب أن التحرك الأوروبي من المرجح أن يرغم أردوغان على التراجع، لأن مثل هذه الخطوة تعتبر محفوفة بالمخاطر، وخاصة أن التحركات في أوروبا تبدو أكثر جدية من السابق. ومن جانبه، قال الخبير والمحلل السياسي فيرات بويوك في موقع «بلقان إنسايت» إن سياسات أنقرة في الشرق الأوسط وأيضا في شرق البحر المتوسط تثير قلق الغرب، وخاصة بعد التدخلات العسكرية في ليبيا، التي يبدو أن أردوغان يرغب في تحويلها إلى سوريا أخرى ونقطة انطلاق للإرهابيين والمتطرفين إلى أوروبا، وهو ما ظهر جليا في تصريحات المتحدث باسم الخارجية الألمانية، قال فيها إن أنقرة تعمل بهذا على استمرار تدهور العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. ويرى محللون سياسيون غربيون أن إصرار تركيا على التنقيب في شرق المتوسط، ليس الهدف منه هو البحث عن الغاز أكثر من البحث عن «هيبة إقليمية» زائفة. وقال كونستانتينوس فيليس، المدير التنفيذي لمعهد العلاقات الدولية، للموقع الإخباري اليوناني «ليبرال»: «لا أحد يعتقد أن الرئيس التركي قد أرسل السفينة في هذه المنطقة للبحث عن الطاقة. إنه مهتم بإظهار هيبة لبلاده لا تتمتع بها وأنها القوة المهيمنة في شرق البحر المتوسط». وأكد الخبراء على أن هدف أردوغان المستمر هو إيجاد أزمة جديدة، للخروج من أي تهديد يتعرض له نتيجة سياساته، فبعد تدخله في سوريا وقتاله للأكراد بيد التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها «داعش»، أعلن تدخله في ليبيا، وحولها إلى ساحة جديدة لتهديد استقرار المنطقة، وبعد الإنذار المصري تحول إلى شرق المتوسط، ليضع نفسه في مسار تصادمي مع مصر واليونان وأوروبا كلها. وأكد الخبراء على أن هدف أردوغان من كل هذه المغامرات الفاشلة هو تشتيت الانتباه عن الكوارث التي يعاني منها الداخل التركي.
مشاركة :