الأقصر (مصر)- قال الفنان التشكيلي العراقي شكري حامد الشبيب، إن معاناة الفنان التشكيلي العربي، ترجع إلى تجاهل فنه، ونقص الوعي المجتمعي العربي بالفنون التشكيلية، وبدورها ومكانتها. وأضاف في حديث له عبر الهاتف مع وكالة الأنباء الألمانية بأنه ورغم التجاهل والمعاناة وقلة الاحتكاك وبرغم قسوة الأزمات التي مرت على الوطن العربي، وما فرضته من عوامل ضاغطة تستنزف طاقة الفنان الإبداعية، ينافس الكثير من التشكيليين العرب بقوة دوليا وعالميا. ورأى أن الحركة التشكيلية في العالم كانت قادرة دوما على مواجهة كل التحديات والأزمات، وأن تلك الحركة لم يكن هناك ما ينغصها في كل الأوقات، وذلك “بفضل مقومات نجاحها التي تعطيها الريادة عادة”. وأضاف الشبيب، أن المخرجات الفنية لأغلب الفنانين العرب جيدة، بفضل سعيهم للتحرر من عزلتهم، وتحقيق ذواتهم وامتلاك أدواتهم الفنية بقوة. وأكد الشبيب بأنه يرى أن نجاح العمل الفني يكمن في إعطاء المتلقي حقه في تأويل العمل كي يكون عنصرا مهما من عناصر نجاح اللوحة. ومن ثم فإنه يرفض “تجنيس” الأعمال الفنية، بمعنى القول بوجود فن نسوي، وآخر ذكوري، مشيرا إلى أن الأجداد وجدوا على جدران الكهوف في مختلف الأوطان والحضارات كنوزا فنية هائلة، معظمها لا نعرف من رسمها ونقشها وأبدعها أهو رجل أم امرأة، وهي أعمال فنية عظيمة مثار فخر واعتزاز للشعوب، وهذا يعد دليلا قويا على أن الفن التشكيلي لا يحتكره جنس دون آخر. وشدد الشبيب، على أن المرأة تمتلك من مقومات النجاح ما لا يقل عمّا يمتلكه الرجل، وأن الفنانة التشكيلية العربية لم يُسلّط عليها الضوء، “وقد صارت منافسا وندا قويا للرجل في السنوات الأخيرة، بعد أن نجحت في الجمع بين الأصالة والمعاصرة”. وحول تجربته الفنية الخاصة، قال الشبيب إنه حاول أن يخط لنفسه خطا مغايرا عن بقية أقرانه من فناني جيله، وأن يستلهم أعماله من خيال يراه خصبا، ويتناول موضوعات إنسانية عدة مثل مقاومة الظلم والاضطهاد، و”التأسيس لخيوط أمل يرتكز عليها المتلقي في أعماله الفنية وهو يتسمرُ أمامها ليحلل شفراتها التي كانت مصدرا لقوتها – أي قوة أعماله الفنية – في بعض الأحيان”. ولفت إلى أنه يُبحر بعيدا باستخدام قلمه الجاف في خطوط متناهية الدقة وباتجاه واحد وبزاوية حادة تعني له “الإصرار والترصد لقضية ما”. وقال الفنان إنه يعطي للمتلقي حرية التأويل في ما يرى، ويعطيه رأس الخيط للكشف عن تأويلات يربطها بواقعه، وإنه ينفذ أعماله عبر تقديمه لحالات حياتية وجعلها رمزا يحاكي به الحالات التي يعيشها المجتمع، وإنه يبدأ بأخذ حالة معينة كما أخذ “ديك الصباح”، وهو رمز يعني له بداية يوم جديد بتفاصيل ذلك اليوم من قهر ومعاناة وتعسف واضطهاد يعيشها المجتمع في كل بقاع الأرض دونما استثناء، ويجعله متحجرا، ومكسورا بعض الشيء، وهذا يعني بقاء الحال على ما هو عليه حتى يصيبه التجمد والتحجر لقدمه. وأضاف أنه في رسمه للديك المتحجر المتهالك نتيجة لتقادم الزمان عليه دون حراك رسم أسلاكا ترمز للأمل في أن يرجع الديك إلى الحياة، وأنه يستلهم الكثير من أعماله من مواقف حياتيه يجعلها “مادة فنية لخطابه التحريضي ضد العالم الظالم في أي زمان وأي مكان”. ويتابع الشبيب أن الرمز حاضر في كل أعماله الفنية، وأن التأويل هو عنصر مهم بالنسبة إليه. يذكر أن الفنان التشكيلي العراقي، شكري حامد الشبيب، هو خريج كلية الفنون الجميلة ببغداد، تخصص رسم، وقد أقام معرضه الشخصي الأول بقاعة الرواق في العاصمة بغداد عام 2000، توالت بعدها معارضه الخاصة والمشتركة والتي وصلت إلى عشرة معارض. ومن أهم مشاركاته الجماعية في المعارض والملتقيات الفنية، مشاركته بمعرض جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، ومعرض مهرجان بابل الدولي لعدة دورات متتالية، وله مقتنيات في دول عدة بينها ألمانيا وفرنسا والسويد وتركيا، وهو أيضا كاتب وناقد فني، كما كتب الكثير من المقالات عن أعماله التشكيلية.
مشاركة :