" خواطر شقيق ودعاء ومناجاة " - صحيفة الوطن نيوز

  • 8/12/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

••••••••••••• معلوم مقام الأخ الشقيق في حياة إخوته وأخواته وخاصة في حياة وعقل ووجدان أخيه الكبير وفي عينيه وفؤاده وفي تفاصيل حياته طفولة وشباباً ورشداً و. و. .. والأخ في اللغة : من ضمته وإياك ولادة أبويك أو أحدهما. والله سبحانه وتعالى مثل المؤمنين كالإخوة في الدم ، " إنما المؤمنون إخوة " وشاعر يقول :- أخوك أخوك من يدنو وترجو مودته وإن دُعي استجابا والشاعر أبوالعتاهية في حق الأخ صوّر هذا فقال جميلاً : إن أخاك الحق من يسعى معك ومن يضر نفسه لينفعك ومن إذا صَرفُ زمانٍ صدعك بدد شمل نفسه ليجمعك وإنني هنا أقـــول في هذا الصدد بعد أن مس أخي حسين الضر بمستشفى عسير المركزي رفعه الله عنه وسلّمه وشافاه وعافاه إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وهو على كل شيء قدير :- كم وكم اشتقت إليك أخي ، كم تمنيتك هنا ، كم ذرفت دمعات عيني وأنا أتحسس وجودك هنا بصحة وعافية ، ظناً أنك بجواري ، كم وكم وكم..وكم دعوت الله لشفائك ونجاتك بفضل الله ومنّه ومشيئته من شراسة هذا المرض ، والله لا يخيب سؤال عبده وسائله وداعيه وباكيه ، نعم لن يخيب سؤلي وتذللي وإلحاحي منذ يوم عرفات إلى الآن ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بإكرام وإجلال ذي الشيبة المسن ، بل جعل ذلك من إجلال الله .. وهو صلى الله عليه وسلم لاينطق عن الهوى [فعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه أن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ] وإنني كذلك والحمدلله ، وقادر سبحانه أن يجلني ويكرمني بدعوات { الإخوة القراء الكرام } لي وله بالخير ، وأن يجلك ويكرمك أخي بدعواتهم كحامل للقرآن الكريم وأن يكرمهم سبحانه بالاستجابة العاجلة بشفائك ، ولقد سألته ورجوته ودعوته وطلبته وناشدته سبحانه أن يشفيك ويعافيك ويمد في عمرك مداً ، ويزدك طوْلاً وصبراً ، وصحة وعوناً ، ومثوبةً وعزاً ، ويعيدك لي ولنا ولأبنائك وبناتك وأهلك ومسجدك وأعمالك وكل شؤونك وقريتك "أبو السّلع" ، وأنت بصحة وعافية مُثلى .. أخي : كما هو حال عيني أخيك أنهما هما من تدمعان ، لكن بعد مرضك فاليوم أصبحت كل جزئيات نبرات صوت أخيك حزينة وتبكي وتدمع ، وتوقفت عيناه عن الدمع أن يجري وتدمع ! صوت أخيك يبكي كلما طاف به طيفك إماماً في مسجدك ، أو جالساً تتلو كتاب الله مراجعة لحفظك أو استمرارية في حزبك ، أو زائراً لي ، أو هاشاً باشاً كعادتك ، أو مستأنساً معي في دار والدنا يرحمه الله بمجلس تحضره أمنا حفظها الله.. أو .. أو .. ‏أخي : إن ظني ظن حسن بالله ؛ لذلك أترقب وصولك وعودتك وأنت بكامل صحتك وعافيتك الأولى ، والله قادر على ذلك أن يتم ويكُون في أقل من ارتداد طرف عين .. فأمره سبحانه وتعالى للشيء كن فيكون ! أخي :- ..أشعر أن كل آلامك ومعاناتك يبثها جسدك لجسد أخيك إحساساً معنوياً وعضوياً وجسدياً وكأنني أنا أنت ، ومع هذا فأنا وأنت ليس لنا حول ولاقوة مع شعور كهذا، إلا بالله ورجاءات و دعوات ترفعها وأرفعها إليه سبحانه مجيب دعوة المضطر إذا دعاه ؛ ليكشف عنك السوء ، ويرفع ماألمّ بك من الضر إنه هو أرحم الراحمين ..وهو الرحمن الرحيم ،وهو السميع العليم. أخي : إن بصدر أخيك خلجات ومشاعر وآلام ومكبوتات صوت بحيح وأزيز وشجنٍ وشجونِ أسيرٍ لحالك ومعاناتك ؛ لا يعلمها إلا الله ولا يسمعها إلا الله ‏، إنه سبحانه يعلمها عمقاً وصدى وشجواً وألماً وحسرة ويراها دمعاً وشهقاً ونشجاً .. لكن ‏مع آهاتك وأناتك وحوقلاتك ومناجاتك لربك يحدث لدي الإستغراق عندئذٍ والإغلاق ؛ فلا أستطيع التعبير أو البوح عن كل معاني ومفردات العواطف والمشاعر والكَلِم الذي بخلدي وفكري وصدري فالله فقط يعلم ذلك ، وهو الله الواحد القهار ، القادر على إسعادي بك سليماً صحيحاً معافاً عاجلاً غير آجل . أخي ‏:- منذ زرتك وأدركت مدى آلامك وتوقعاتك ومناشداتك لربك القريب المجيب ودعتك ؛ بعد أن استدمجت كل مشاعرك وآلامك كما كنت أفعل عندما كنت تأتيني مستشيراً أو مستنيراً أو طالباً دعمي وتعزيزي أو لترمي على صدر أخيك بعض ظروفك ومشكلاتك وتطلعاتك وآمالك وطموحاتك وأهدافك وخطط نجاحاتك لنفرح معاً أو لنعالج ذلك معاً ، أو لتترك بعضها لي لحين ما .. فياأخي عند وداعنا لبعضنا بعضاً في نهاية تلك الزيارة لكم بداركم الجديد في أبها ، أصبح كل عضو من أعضاء أخيك في حزن شديد ، وفيه ما فيه من هم ووهن وغم .. .. ويقيناً والحمدلله أننا نؤمن ونعلم علم اليقين أنه لا يجري شيء في هذا الكون إلا بتقدير الله سبحانه وتعالى .. نعم إنك أنت أنت المريض ياأخي ، لكن بعد فراقنا شعر أخوك أن كله يشكو وجعك ووهنك وألمك كصدىً لما أصابك من ضر وألم ووهن ، ولكن والله إن ربي لن يخذلك ولن يخذلني فدعاءُنا إليه إيماناً به عز وجل وبوعده لداعيه ، وظننا به حسُناً وظننا به كريماً مجيباً ولطيفاً وقريباً .. فإنني لأرجوه سبحانه أن يلبسك لباس الشفاء والعافية فهو اللطيف بعباده وهو السميع العليم ، اللطيف الخبير ، وهو أرحم الراحمين القادر على شفائك ومعافاتك .. وسيدهشني ويدهشك كرمه وجوده ولطفه الخفي وفضله ومنّه سبحانه بعاجل شفائك وعافيتك .. والله إنني أؤمن بهذا يقيناً ولكأنني أراك كذلك وأدركه كما أدرك أنني أنا من يكتب وكتب هذه الحروف .. كيف لا وهذا قول عبده ورسوله ياأخي الصادق المصدوق ، إذ يقول ﷺ ‏"إن ربّكم حييٌ كريمٌ ‏يستحي من عبدِه إذا رفع يديْه إليه أن يردّهما صِفرًا" فاللهم إنني أدعوك بدعاء نبيك وعبدك ورسولك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن تشفيَ وتعافي أخي وترفع عنه الضر ّ وعن كل من مسه الضر من المسلمين ؛ إذ ندعو بقوله صلى الله عليه وسلم وكما ورد في الحديث: (اللهم رب الناس ، أذهب الباس ، واشفه وأنت الشافي؛ لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً) ، والحمدلله رب العالمين ، وصلّى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه . ‏‫بقلم الدكتور :- محمد علي أبوطالب مدير التوجيه والإرشاد بتعليم صبيا سابقاً.

مشاركة :