«ليلة أندلسية» في حضرة «التسامح»

  • 8/14/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في «ليلة أندلسية»، ضمت الغناء والموسيقى والنحت والتشكيل والأدب، احتفى المعرض الافتراضي للمحتوى المعرفي للتسامح، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش، بتجربة الأندلس في التعايش الإنساني كتجربة ملهمة من 9 إلى 13 أغسطس الجاري. وفي مستهل الليلة، عبّر ياسر القرقاوي، مدير إدارة المشاريع والشراكات بوزارة التسامح والتعايش، عن اعتزازه الكبير بالتنوع الكبير سواء في الثقافات والجنسيات داخل الاحتفالية، والذي هو المعنى الحقيقي لتجربة الأندلس، التي ازدهرت بتعايش الجميع، وكان ثراؤها نتيجة طبيعية لتفاعل مختلف الطاقات، وهو ما نراه ممثلاً معنا في هذا المعرض الافتراضي، الذي يركز على تبادل الأفكار والقصص والإبداعات، التي تدور حول التعايش في التجربة الأندلسية. قيم إنسانية الفنان نصير شمة، الذي لم يتمكن من التواجد لظروف خاصة، حرص على توجيه كلمة متلفزة إلى الحضور، أكد فيها اعتزازه الشخصي، بأن يكون جزءاً من هذا الحدث الثقافي والفني العالمي، الذي يعطي المبدع والفنان الفرصة لطرح إبداعاته، بما تحمله من قيم الإنسانية، تدعو إلى احترام الإنسانية، وتعزيز التعايش، موضحاً أن هذه القيم لا بد أن تكون في وجدان كل فنان، وهو يقدم تجربته، مشيداً بجهود وزارة التسامح والتعايش، بتنظيم هذا المعرض الافتراضي للمحتوى المعرفي للتسامح، واستضافة هذا الكم المتنوع من المبدعين حول العالم، وتقديم هذه الأمسية التي تطرح تجربة الأندلس، كإحدى التجارب الملهمة للإنسانية جمعاء، ومؤكداً على دور الموسيقى كلغة عالمية، يمكن أن تحمل أجمل المشاعر، وتحمل الذات على الإحساس بالآخرين واحترام اختلافاتهم. أعمال فنية وأشار الفنان الإسباني مارتن كريستوفر، إلى أن أعماله الفنية تستلهم من الطبيعة تفسيراتها المختلفة، وأنه كنحات يعشق الطبيعة، ويستحضر من حضارة الأندلس الغنية، ما يمكن أن يكون ملهماً، ويضيف عليها الحداثة، مؤكداً أنه ترعرع في بيت أثرى تجربته الفنية بمعان كثيفة ومتشابكة، موضحاً أن الثراء الفني لدى الحضارة الأندلسية، يندر أن يجد الفنان مثله في أي مكان آخر بسهولة. وتحدثت الفنانة ماريا بيزينت، نائب رئيس مؤسسة (لورد للمصادر الثقافية) المتخصصة في الاستشارات الخاصة بالمتاحف والمعارض العالمية المهمة، عن دور المتاحف في فهم ثقافة الآخرين، وكيف تبنى على المدى البعيد، مؤكدة أن المتاحف يمكنها أن تجمع تاريخاً طويلاً وتنوعاً وثراءً في مختلف المجالات تحت سقف واحد، وأن تمد الزائر بالعديد من الثقافات والمعارف، التي تعبر عن التنوع والتسامح في كثير من جوانبها. فيما أشارت ديفيا شاستري، مديرة معرض فني، إلى تجربتها الفنية باعتبارها تمثل فئة من السكان في كندا، فتحدثت عن الفن الأصيل الخاص بالثقافة الحديثة لكندا، وقدمت عرضاً عن انعكاس الثقافية الكندية على الفنون البصرية، ومدى تأثرها بالثقافات والتيارات الفكرية الجديدة. أما المبدعة والخطاطة، والتي يرسم مداد قلمها لوحات محكمة، تبحث دائماً عن التجدد والتجديد في إبداعاتها، كاملة جودت، فتحدثت عن جماليات الخط الأندلسي، وكيف ازدهر وأهم نجومه، وكيف أفلت مدارسه، وعن المرأة الخطاطة في الحضارة الأندلسية، حيث كانت هناك 150 امرأة، يكتبن القرآن الكريم في وقت واحد. فيما أكدت المطربة سارة الخطيب، أن التجربة الأندلسية في الفن ملهمة للجميع حتى اليوم، وأنها كفنانة تحرص على معرفة تاريخ الفن حول العالم، وأنها تغني بـ 12 لغة، كتعبير منها على احترامها وتقبلها لمختلف الثقافات، باعتبار أن ذلك هو جوهر الرسالة، التي يمكن أن نطلقها في هذا الملتقى، استلهاماً من التجربة الأندلسية. إيزابيل بالهول: فرصة لطرح أفكار المعرفة والأدب أعربت إيزابيل بالهول، الرئيس التنفيذي، وعضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب عن سعادتها بالمشاركة في المعرض الافتراضي للمحتوى المعرفي للتسامح، موضحة أنها فرصة لطرح أفكار حول دور المعرفة والأدب في تعزيز قيم التسامح والتعايش، فمن الحقائق المعروفة تماماً أن تشجيع الأطفال على القراءة منذ سن مبكرة يزيد من تعاطفهم مع الآخرين، ويساعدهم على فهم طرق الحياة عند الآخرين وتفهم الاختلافات، ويساعدهم على التعرف على الثقافات الأخرى واستيعاب التنوع. وقالت: من هذا المنطلق، من الأفضل أن يبدأ ارتباط الأطفال بالمعرفة مبكراً، من خلال مجموعة متنوعة من الموضوعات التي تمكنهم من التعرف على شخصيات من جميع أنحاء العالم، حيث يشعرون بهم، ويعرفونهم، ويفهمونهم، هذا يجعلهم لحد كبير أكثر تفهماً لاختيارات الآخرين، فالتنشئة على التعاطف مع الآخرين تسهم في بناء إنسان متسامح، بل أكثر من متسامح، ليتحول التسامح إلى سلوك وأسلوب حياة، والقراءة على نطاق واسع تساعدنا على الحصول على فهم أكبر لطرق الحياة الأخرى، والقدرة على الوصول إلى الآخرين الذين قد لا يشبهوننا تماماً. وأضافت أن القراءة في التسامح مهمة، ويمكن أن تكون عن طريق الرواية، أو القصص، أو حتى الكتابة للطفل، أو الكتب الفكرية والفلسفية، مشيرة إلى أنها وجدت في الرواية الرائعة «واشنطن بلاك» التي تناولت العبودية، وكانت تستند إلى حقائق تاريخية تساعدك على فهم التعصب وعدم التسامح ومن هذا المنطلق، فإن قراءة الكتب، سواء كانت خيالية أو غير خيالية، أو من نوع الخيال العلمي، أو أي نوع من الكتب التي يمكن أن تساعدنا في تعزيز قيم التعايش والتسامح، فهي تساعد عقولنا على التركيز بدرجة أكبر، وأن يكون إدراكنا للأمور على نحو أفضل. لذا، فإن هذا النوع من المعارض المتخصصة في الكتب، سيساعدنا بالتأكيد على أن نصبح مجتمعاً أكثر تسامحاً، ويقدر مفهوم التعايش على نحو حقيقي ناجح من داخلنا. سفير تونجا: تعزيز قيم التعايش أعرب أكوا أولا، سفير مملكة تونجا بالإمارات، عن سعادته بالمشاركة في المعرض الافتراضي للمحتوى المعرفي للتسامح، الذي يطرح المعرفة والأدب والفن، كأساس لتعزيز قيم التسامح والتعايش العالمي، مؤكداً أنه من خلال الأدب والدراسات والكتب المطبوعة والمسموعة وغيرها، يمكن الوصول بالرسائل الإنسانية للجميع، مؤكداً أن المعرفة تشكل أساساً للتعارف والتعايش في المجتمعات والدول، فالشعر مثلاً يمكنه أن يقدم بعض الفهم لطبيعة البشر، عن نشأة الدول وتطورها وقيمها الاجتماعية والثقافية، لذلك فإن إقامة هذا المعرض مشاركة مملكة تونجا فيه، من خلال الآداب والدراسات العلمية مهم للغاية، للتواصل بين الثقافات والتعايش الإنساني، مشيداً بدور الإمارات في هذه المبادرة، التي تعزز القيم الإنسانية داخل المجتمع الإماراتي، الذي يحظى بتنوع كبير في الثقافات والجنسيات.

مشاركة :