جرعة غنائية عالية تشربها جمهور مسرح الصالة الثقافية مع المغنية اللبنانية غادة شبير برفقة عازف البيانو إلي حردان في ثالث حفلات عيد الأضحى المبارك والتي نظمتها هيئة البحرين للثقافة والآثار في حفل مجاني للجمهور الاستماع لروائع الموشحات الأندلسية والمواويل والأغنيات الطربية الأصيلة. البداية كانت مع الموشح الأندلسي الشهير "لما بدا يتثنى" بصحبة عازف البيانو الذي أثبت خلال موشحات وأغنيات الأمسية قدرة استثنائية في ضبط الزمن الموسيقي وملازمة صوت شبير الأمر الذي جعل الجمهور يشعر أنه أمام أوركسترا موسيقية في آلة واحدة وهي البيانو، وليس فقط أمام عازف واحد على المسرح، وذلك رغم أن "البيانو" هي آلة غريبة تفتقر إلى ما يسميه الموسيقيون "بالربع تون" الشرقي. موشحات أخرى مثل "يا حبيبي كلما هبّ الهوى" إلى جانب روائع الأغنيات الأصيلة مثل "أنا هويت" ومالا الكاسات" كانت النزهة التي تجول معها الجمهور برفقة صوت غادة شبير التي غنت أيضاً لفيروز وألحان عاصي الرحباني من "سهار" إلى "البنت الشلبية" و"يمايله ع الغصون" إلى جانب الموشحات التي لحنتها غادة بنفسها، مثل: "لي حبيب" و"روحان". شملت الأمسية تقديم المغنية اللبنانية عددا من الموشحات بلا موسيقى، وهو ما أتاح للحضور الإصغاء إلى صوت غادة شبير في موشحات ومواويل أعادتنا إلى زمن أساتذة الطرب الأصيل من سيد درويش إلى عبدالوهاب، وهو ما لم يحدث أيضاً لولا الجمهور الذي أكد تشوقه للأعمال الغنائية الصعبة عبر المطالبة بالمزيد. جدير بالذكر أن المغنية اللبنانية غادة شبير حاصلة على درجة الدكتوراه في الموسيقى العربيّة إلى جانب كونها أستاذة لمادة الغناء العربي ومديرة الفرقة العربيّة، كما تعد شبير باحثة ومطربة وناشرة للتراث الموسيقي العربي.
مشاركة :