"الهولوغرام" تقنية تعيد الجماهير العربية إلى زمن الفن الجميل | | صحيفة العرب

  • 8/13/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دبي - بعد أسابيع قليلة سوف تشهد عدة عواصم عربية عودة لنجوم الطرب والفن الراحلين للظهور على المسرح وتقديم فنونهم وإسعاد الأجيال الجديدة. هذا الظهور، سيكون عبر تقنية “الهولوغرام”، التي نجحت حتى الآن في إعادة أم كلثوم ومايكل جاكسون وإلفيس بريسلي وويتني هيوستن على خشبة المسرح، وسط انبهار وإعجاب الآلاف من المشاهدين. والهولوغرام أو التصوير التجسيمي تقنية تصويرية تسجل الضوء المنبعث من جسم ما، ثم تعرضه بطريقة تظهر الأبعاد الثلاثة للجسم. وأثار استخدام تقنية الهولوغرام في تجسيد نجوم غناء وموسيقى متوفين ووضعهم كصور ثلاثية الأبعاد على المسارح والمنصات أمام الجمهور، جدلا أخلاقيا وقانونيا على الرغم من أن التقنية لم تقدم حتى الآن إلا إمكانيات متواضعة في التشكيل والوضوح والتمثيل. ولعل أشهر استخدام لتكنولوجيا الهولوغرام بالوطن العربي تمثل في إقامة حفلات لكوكب الشرق أم كلثوم، ظهرت خلالها على المسرح لتمتّع الجمهور بأبرز أغانيها، وسط حضور جماهيري كبير. وآخر هذه الحفلات أقيمت هذا الشهر على مسرح “أوبرا دبي” في بداية لسلسلة حفلات سوف تقام قريبا في الأردن ومصر والبحرين وتونس والمغرب. وعلى مسرح أوبرا دبي حضر المئات من مختلف الجنسيات، المصري والسوري والسعودي والإماراتي والأردني والمغربي، وبدأت فرقة موسيقية وتخت شرقي عزف موسيقى أغنيات أم كلثوم، وسرعان ما هبطت أشعة الليزر من سقف المسرح، ليجد الجمهور كوكب الشرق أمامه بأزياء سنوات الستينات، ممسكة بمنديلها الشهير، وبجسد ثلاثي الأبعاد لا يختلف كثيرا عن الواقع، وكأنها عادت للحياة لتستمر في إمتاع الحضور بطربها الأصيل. وتفاعل الجمهور بقوة مع الفرقة الموسيقية التي تعزف مقدمات أغنيات أم كلثوم بقيادة مايسترو على المسرح، ثم تنطلق كوكب الشرق في الغناء، وتتعالى صيحات الإعجاب والتصفيق مع المقاطع الشهير لأغنيات “لسه فاكر” و”أنت عمري” و”سيرة الحب” و”الأطلال”. وكان لافتا أن من بين الحضور الذي حضر الحفل في أوبرا دبي، جمهور من جنسيات غير عربية يعشق كوكب الشرق وموسيقى وكلمات أغنياتها. أشهر استخدام لتكنولوجيا الهولوغرام عربيا إقامة حفلات لأم كلثوم على المسرح لتمتّع الجمهور بأبرز أغانيها ويقول الهندي المقيم في دبي فنجاديش كومار، إنه حضر الحفل بصحبة زوجته للاستمتاع بفن المطربة المصرية الشهيرة التي يسمع أغنياتها منذ سنوات عدة ويفهم بعض معانيها. وفنجاديش شاب اقترب عمره من 30 عاما وكانت علامات السعادة واضحة على وجهه، وقال، “قدمت للإمارات مع أسرتي في عمر صغير، وتعرفت على أم كلثوم من خلال القنوات التلفزيونية العربية، وجذبتني أغنياتها، وبحثت عن معاني القصائد التي تغنيها وقرأتها بالإنجليزية، وهي معان جميلة أعجبتني كثيرا”. ويضيف، تعرفت من زملائي في العمل على شخصية كوكب الشرق، وبدأت استمع لأغنياتها عبر موقع مقاطع الفيديو (يوتيوب)، وصرت دائم الاستماع إليها في سيارتي ومنزلي وبين أصدقائي. ويكمل، “سعدت جدا عندما علمت بأن مسرح أوبرا دبي سوف ينظم حفلات لها عبر تقنية ‘الهولوغرام’، ورغم أني لا أعرف معلومات كثيرة عن هذه التقنية إلا أني قررت الحضور للاستماع إليها”. ويتابع فنجاديش “فوجئت خلال الحفل بظهور أم كلثوم على المسرح بحجم طبيعي تقريبا، وأذهلني أنها تؤدي حركاتها الشهيرة التي طالما رأيتها عبر مقاطع الفيديو على مواقع الإنترنت”. ويضيف “تفاعلت مع الجمهور وتعالى تصفيقنا تقديرا لأداء المطربة المصرية الراحلة، وكأنها تسمعنا وتشاهدنا، وتناسيْنا أن ظهورها هو ظهور وهمي، مجرد أشعة ليزر”. أما الإماراتي سعيد درويش، فيقول “تربينا منذ صغرنا على طرب أم كلثوم، ويوميا تقريبا نستمع إلى أغنياتها عبر الإذاعات أو الإنترنت أو تطبيقات الأغاني على الهواتف الذكية، لذلك بمجرد أن علمنا بتنظيم حفلات لها في أوبرا دبي، سارعت أنا ومجموعة كبيرة من الأصدقاء والأقارب لحضورها، وكان مذهلا أننا رأينا كوكب الشرق أمامنا على المسرح، وهي تطربنا بأغانيها الشهيرة”. ويتابع “الحفل كان ممتعا، وشعرنا أن أم كلثوم قد حضرت بجسدها وروحها إلى دبي لتقدّم حفلا جديدا، وكأنها ما زالت على قيد الحياة، لذلك كان تصفيقنا مستمرا طوال الحفل، تقديرا للمنظمين الذين اجتهدوا في تجسيد شخصية كوكب الشرق بالهولوغرام، ولم يشعروا أنه ظهور غير حقيقي لمطربة رحلت قبل 45 عاما”. ويقول حسن حينا، الرئيس التنفيذي للشركة المنظمة للحفل، إن حفلات أم كلثوم في دبي هي الأولى ضمن سلسلة حفلات سوف تشمل العديد من العواصم العربية ومنها الأردن ومصر والبحرين وتونس والمغرب. وأضاف، أن سلسلة الحفلات كان من المقرر تنظيمها خلال الربع الأول من العام الجاري، لكن تم تأجيلها لظروف الإجراءات الوقاية من جائحة فايروس كورونا المستجد، ليتم البدء في تقديمها خلال شهر أغسطس الجاري في دبي، وسط تدابير احترازية لضمان سلامة الجمهور. وذكر حينا، أن أم كلثوم طلت على الجمهور برفقة التخت الشرقي مع فرقة موسيقية كاملة، وتم تجهيز مسرح أوبرا دبي، بأحدث التقنيات السمعية والبصرية، لنوفّر للحضور جوا مطابقا لأجواء حفلات كوكب الشرق التي جرت في القرن الماضي، ونعود بهم إلى زمن الفن الجميل. ويؤكد حينا أن الفريق المنظم للحفل مكون من 18 شخصا من الفنّيين والمتخصصين في تقنية الهولوغرام والمؤثرات الصوتية والحركية، وقد بذلوا جهدا كبيرا لصناعة مجسم ثلاثي الأبعاد لأم كلثوم على المسرح، واستغرق التحضير للحفل ساعات طويلة عمل خلالها فريق آخر مكون من 30 فنّيا لإعداد التجهيزات الصوتية والضوئية والديكورات في موقع الحفل، وتسخير أحدث المعدات والأجهزة في مجال بث الهولوغرام.

مشاركة :