المهدية (تونس) - افتتحت في الحادي عشر من أغسطس الجاري فعاليات الدورة الثانية من ملتقى “سمبوزيوم”؛ عيد البحر للفن التشكيلي بالمهدية (وسط تونس)، والذي يتواصل حتى الخامس عشر منه. وأتى سمبوزيوم هذه السنة وسط أجواء احتفالية بمرور مئة عام على تأسيس نادي التعاون بالمهدية الذي ساهم منذ إنشائه في التصدي للاستعمار الفرنسي، كما عمل بعد الاستقلال على إرساء الفنون والآداب في التنمية. ويضم سمبوزيوم عيد البحر للفن التشكيلي في دورته الثانية، مشاركات واسعة لعدد من الفنانين من الجنسين، على غرار أحلام بوصندل وربيعة رينشي وخالد عبيدة وهشام الصغير وآمنة القهواجي، علاوة على ضيوف الدورة كنزار مقديش وسناء الجمالي العماري وإيمان الحامد ووفاء بوغزالة ودرة دعلول وخديجة سراج وصدقي زيان. وفي اليوم الموالي للافتتاح انطلقت ورشات أعمال الخزف والرسم والفسيفساء، تلاه الموعد التكريمي الأول للفنان منجي معتوق، أصيل المهدية، وهو الفنان الذي كانت له مشاركات متعددة في تونس وخارجها، فضلا على إدارته لنحو عشرية كاملة لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين. كما تم افتتاح المعرض الفني للفوتوغرافيا وذلك بفضاءات نادي التعاون وبمشاركة عدد من الفنانين الفوتوغرافيين. وتتواصل التكريمات على امتداد أيام السمبوزيوم الخمسة، حيث من المزمع تكريم كل من عبدالعزيز كريد ومحمود شلبي لتجربتهما الفنية الهامة، والناقد التشكيلي حسين التليلي لكتاباته وإسهاماته النقدية، وأيضا الفنان خليفة عبودة وعبدالسلام الكسراوي. وفي البرنامج عدد من الفقرات والأنشطة على غرار الورشات والعروض الفنية والجداريات في الهواء الطلق في جميع أنحاء المدينة العتيقة. كما أنه من المزمع إنجاز لوحة فسيفسائية بالمعلم الأثري السقيفة الكحلة، وكذلك الرسم تحت الماء مع نادي الغطس “رقاد”، وحصص لرسم البورتريه مع الفنان وليد الهلالي. وفي الورشات المخصّصة للأطفال واليافعين يقدّم وليد وسيعي ورشة مختصة في صناعة الأقنعة، في حين تقدّم الفنانة رجاء زربوط ورشة في فن الحفر. واحتفاء بعيد المرأة التونسية، افتتح الخميس، معرض “مبدعات الفن التشكيلي” الذي يحتضنه المتحف الجهوي بالمهدية، ويتواصل إلى الـ20 من أغسطس الجاري. وهو الذي شاركت فيه كل من منية الشوك ونجلاء الزوالي ونادية الطرابلسي وأسماء الشرقي وراوية صفر وسوسن سنان وسندس روين وحكمة شعبان (فنانة ليبية مقيمة بالمهدية) ورشيدة منصور وصابرة فرج. ويهدف ملتقى سمبوزيوم عيد البحر للفن التشكيلي بالمهدية في دورته الثانية، إلى تعزيز الحوار وتنمية أشكال التعبير الثقافي والفني من خلال الجمع بين الفنانين وتجاربهم وفق شعار “الأزرق.. لا حدود له”، لتبرز المهدية كفسحة تشكيلية تلهو فيها المدينة بالجماليات، بل لتتحوّل إلى علبة تلوين كبيرة.
مشاركة :