علماء ورجال دين لـ«الاتحاد»: الإمارات منارة السلام والتعايش والأخوة الإنسانية

  • 8/15/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ثمّن علماء ورجال دين، ينتمون للأديان السماوية الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية، في مصر، معاهدة السلام بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، ووصفوا المعاهدة بـ«الناجحة»، حيث تمكن جميع المسلمين على مستوى العالم من زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، مع التأكيد على أن تظل الأماكن المُقدسة الأخرى في «القدس» مفتوحة أمام المُصلين من جميع الأديان. وأكدوا لـ«الاتحاد» أن هذه المعاهدة التي تؤدي للحفاظ على الأماكن المقدسة والسماح بزيارتها، تُعمّق المحبة والسلام بين الشعوب، وتقلّل من الصراع والنزاعات في العالم، وتعتبر دليلاً عملياً على الأخوة الإنسانية التي دعت إليها جميع الأديان. واعتبروا أن الاتصال الهاتفي الثلاثي بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي تم خلاله الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل الأراضي الفلسطينية، يعزز السلام في منطقة الشرق الأوسط، وفرصة كبيرة للقضاء على التطرف والتشدد، وبالتالي فهو مكسب كبير يُضاف إلى رصيد الإمارات في الاهتمام بالإنسانية ونشر التسامح والسلام في العالم. اتفاق ناجح وأكدت ماجدة هارون، رئيسة الطائفة اليهودية في مصر، أهمية أن تظل الأماكن المقدسة في القدس مفتوحة أمام المصلين من جميع الأديان، وهو ما أكدت عليه معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، مؤكدةً لـ«الاتحاد» أهمية التعايش بين الأديان، وأن العيش في حرية وسلام وعدالة مهم جداً بالنسبة للإنسانية، مشددةً على أن هذا الاتفاق نتيجة طبيعية للأخوة الإنسانية، مضيفةً «الذي خلقنا واحد وأوجد الأخوة بيننا، وأن ربنا خلقنا مُختلفين لكي نتعايش مع بعضنا، ولسنا على شاكلة أو دين واحد، ولو أراد الله ذلك لاستطاع بقدرته». وثمنت رئيسة الطائفة اليهودية في مصر، التعايش المشترك بين جميع الأديان والتسامح الذي تشهده الإمارات باعتبارها منارة سلام للبشر على اختلاف عقائدهم من المسلمين والمسيحيين واليهود والهندوس، مؤكدةً أن الإمارات تُعتبر نموذجاً يُحتذى به في العيش المشترك والحرية في المُعتقد، وتسعى دائماً لنشر السلام والتعايش بين جميع الأديان، واختتمت كلامها قائلة: «الجميع يعيش على أرض الإمارات في سعادة، ولديها أيضاً وزارة للسعادة». ومن جانبه، ثمّن فضيلة الشيخ فريد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، ما أسفرت عنه معاهدة السلام التي تم التوصل إليها بين الإمارات وإسرائيل، والتي تتيح السماح للمسلمين على مستوى العالم زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، مؤكداً أن هذا الاتفاق ناجح لأن الأماكن المقدسة ليست حقاً لفلسطين وحدها، وإنما هي للأمة جمعاء. وأشار إلى أن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ويجب أن لا يُمنع أي مسلم على مستوى العالم من زيارته والصلاة فيه، مضيفاً: «عندما تعقد الإمارات هذه المعاهدة بينها وبين إسرائيل للسماح للمسلمين جميعاً بزيارة هذه الأماكن المقدسة، ففي ذلك تقوية للفلسطينيين المسلمين الموجودين على هذه الأرض، وحتى لا يشعروا بأنهم أقلية بل كثرة، وأن إخوانهم يفدون إليهم من شتى بقاع الأرض». وأكد الأطرش لـ«الاتحاد»، أن هذه المعاهدة الناجحة لها فائدة كبيرة للمسلمين من الفلسطينيين المُقيمين في إسرائيل، والذين يشعرون بالعزلة في بعض الأحيان، ولها فائدة أيضاً بالنسبة للمسلمين المُقيمين خارج فلسطين، والذي تُتيح لهم المعاهدة زيارة المسجد الأقصى وبقية الأماكن المقدسة التي لا يُصد عنها مسلم. وأشار العالم الأزهري إلى أن هذه المعاهدة أكدت أهمية حرية التعبد وزيارة أماكن العبادة في مدينة القدس، وتعتبر فرصةً كبيرةً للقضاء على التطرف والتشدد، مستشهداً بقول الله عز وجل: «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي». وأكد أنه ليس هناك قيود على أي إنسان في عبادته، وأن الحرية الدينية الناتجة عن هذه المعاهدة تمكن المسلمين من زيارة هذه الأماكن المقدسة، وأداء المناسك أو الطقوس الدينية في أمن وأمان، مؤكداً أن هذا مكسب كبير يُضاف إلى رصيد الإمارات في نشر السلام والتسامح. الأخوة الإنسانية وثمّن القس رفعت فكري، الأمين العام المشارك لمجلس كنائس الشرق الأوسط، رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية، معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، مؤكداً لـ«الاتحاد» أهمية السلام الذي يؤدي إلى التعايش بين شعوب العالم في محبة وسلام فيما بينها، مشدداً على أن الحفاظ على الأماكن المقدسة طريق لحفظ السلام، وأن زيارة هذه الأماكن مهمة جداً لشعوب العالم، كل على حسب ديانته. وأوضح أن وجود معاهدة تؤدي إلى الحفاظ على الأماكن المقدسة والسماح بزيارتها، يُعمّق المحبة والسلام، ويُقلل من الصراع والنزاعات في العالم. ولفت فكري إلى أن المعاهدة أكدت حرية العبادة في القدس، من خلال التأكيد على ضرورة أن تظل الأماكن المقدسة الأخرى مفتوحة أمام المصلين من جميع الأديان، مشيراً إلى أن حرية العبادة حق أصيل في كل المواثيق الدولية، وتتيح هذه الحرية لأي إنسان يُدين بدين مُعين أن يُصلي ويتعبد، وعدم التضييق على أي جماعة دينية في ممارسة شعائرها الدينية والتعبد بحرية. وشدد على أهمية احترام الدول لهذه المواثيق وهذه الحريات. ودعا فكري من خلال مجلس كنائس الشرق الأوسط إلى زيارة الأماكن المقدسة في القدس من خلال معاهدة الإمارات، مؤكداً أن مجلس كنائس الشرق الأوسط يدعم العيش في سلام ومحبة بين الشعوب وبعضها بعضاً. وأضاف: «شيء جميل أن ندعو إلى هذا السلام الذي تدعو وتسعى إليه دائماً دولة الإمارات»، لافتاً إلى أن هذه المعاهدة دليل عملي على الأخوة الإنسانية التي دعت إليها الأديان كافة، والتي حثت على التلاحم الإنساني بين جميع البشر. وأشار إلى وثيقة الأخوة الإنسانية المُهمة التي وقعها شيخ الأزهر الشريف وبابا الكنيسة الكاثوليكية في أبوظبي، مؤكداً أن هذه الوثيقة كان لها دورٌ مُهم جداً في اقتراب الناس جميعاً من بعضها بعضاً على اختلاف عقائدهم وأجناسهم. ونوّه فكري إلى أهمية الصلاة في كنائس القدس ذات طابع التاريخي والذكريات العظيمة والمُقدسة لدى شعوب العالم، والتي ورد ذكرها في العهد القديم مثل «كنيسة القيامة» التي يحج إليها المسيحيون من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى الأماكن المقدسة الأخرى التي زارها السيد المسيح وصنع فيها معجزاته من إقامة الموتى وإبراء العمي.

مشاركة :