علماء الأزهر ورجال الكنيسة المصرية لـ«الاتحاد»: «المدينة الإنسانية» درس إماراتي في التسامح والتعايش

  • 3/6/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أشاد علماء الأزهر الشريف ورجال الدين بالكنيسة المصرية، بمبادرة دولة الإمارات، بإجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية بؤرة تفشي وباء كورونا المستجد «كوفيد - 19»، ونقلهم إلى «المدينة الإنسانية» في أبوظبي، حتى يتماثلوا للشفاء ويعودوا إلى أوطانهم سالمين. وأكدوا أن اهتمام الإمارات بصحة الإنسان يؤكد على دورها المحوري في احتواء الإنسانية من كل الاتجاهات والمذاهب والمشارب. كما أكدوا أن مبادرة دولة الإمارات تأتي في إطار النهج الإنساني الذي تنتهجه في الوقوف مع الأشقاء والأصدقاء، ومد يد العون والمساعدة لهم في الظروف الصعبة، وتقديم الرعاية الصحية الشاملة لهم، ودرس عملي من الإمارات لكل المختلفين على الأرض، سواء في الدين أو العرق أو الجنس، لافتين إلى أن هذه المبادرة العظيمة تأتي في إطار الأخوة الإنسانية والتسامح الذي تتسم به الإمارات. ثمن فضيلة الشيخ صالح عباس وكيل الأزهر الشريف، مبادرة دولة الإمارات بإجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية بعد تفشي وباء كورونا المستجد «كوفيد - 19»، ونقلهم إلى «المدينة الإنسانية» في أبوظبي، مؤكداً لـ«الاتحاد» أن هذه المبادرة إجراء مهم وطيب وسامٍ جداً من دولة الإمارات، وأن هذه المبادرة سوف تُساعد على التقليل من خطورة انتشار هذا الوباء بعد تشافي المصابين منه في «مدينة الإنسانية» بأبوظبي، ومن ثم عودتهم مرة أخرى إلى بلادهم سالمين. وأكد وكيل الأزهر أن هذه المبادرة الكريمة من الإمارات، تأتي انطلاقاً من روح الأخوة الإنسانية التي تتصف بها الدولة، مشيراً إلى أن الاهتمام بصحة الإنسان الذي كرمه الله، عز وجل، واجب إنساني لحماية البشرية من هذه الأمراض، مقدماً التحية والتقدير لدولة الإمارات في هذا الإجراء الإنساني، متمنياً أن يحقق الهدف المنشود منه، وقال: «هكذا عهدنا دولة الإمارات العزيزة الشقيقة، وما تقوم به في خدمة المواطن الإماراتي في المقام الأول، والعربي في المقام الثاني، والإنسانية ككل»، مؤكداً أن الإمارات تتسم بالتسامح والعيش المشترك والتعاون مع كافة الأطياف والأعراق والأديان، وتتعاون معهم كأنهم مواطنون في الدولة. حقوق الإنسان وبدوره، أشاد القس رفعت فكري رئيس مجلس الحوار بالكنيسة الإنجيلية في مصر، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإنشاء «مدينة الإنسانية»، مؤكداً لـ«الاتحاد» أن هذه المبادرة تؤكد اهتمام دولة الإمارات منذ قديم الأزل بالإنسان، أياً كان لونه أو دينه أو جنسه، والاهتمام بصحة وفكر وثقافة الإنسان، مثمناً هذه المبادرة التي تظهر معادن الناس والدول في الشدائد. وأكد «فكري» أن دولة الإمارات تؤمن وتدين بالإنسانية، ومعروفة عالمياً بتسامحها مع كافة الأديان والمعتقدات واحتضانها لكل الناس ومن جميع الخلفيات من خلال تطبيق بنود وثيقة الأخوة الإنسانية، وخاصة التسامح وقبول الآخر والعيش المشترك، وهذا يؤكد احترامها لمبادئ حقوق الإنسان، واحترامها للقرارات الدولية والأمم المتحدة، واحترامها للاتفاقيات الدولية التي تتعلق بمناهضة التمييز والعنصرية، واحترام حقوق المرأة والطفل والإنسان بصفة عامة. مؤكداً أن اهتمام الإمارات بصحة الإنسان يؤكد على دورها المحوري في احتواء الإنسانية من كل الاتجاهات والمذاهب والمشارب. فعل الخير ومن جانبها، ثمنت الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب المصري، الموقف الإنساني العظيم الذي قامت به دولة الإمارات بإنشاء «مدينة الإنسانية» في أبوظبي، مقدمة التحية لكل هذا السمو الأخلاقي الذي قامت به الإمارات في نظرة الإنسان لأخيه الإنسان في نكباته وأحزانه أو في أمراضه. وأكدت لـ«الاتحاد» أن هذه نظرة سامية تصدر من قيادات الإمارات، متوجهة بالدعاء لله تعالى لهم على فعل الخير، وعلى كل ما قدموه للإنسانية من خير وبركة وعون. ولفتت «نصير» إلى أنه عندما يكون الإنسان في حالة ضعف أو مرض عضال، فكم تكون أهمية اليد الحانية المعطاء التي تقترب منه وتُقدم له يد العون والمساعدة، ولها الأجر العظيم من الخالق سبحانه وتعالى، ولها أيضاً كل التقدير والتكبير لما يؤدونه لأخيهم الإنسان في حالة ضعفه ومرضه، مؤكدة أن ما قامت به دولة الإمارات في «مدينة الإنسانية» درس عملي من دولة الإمارات لكل المختلفين على الأرض في الدين أو العرق أو الجنس، مؤكدة أن الله تعالى خلقنا مختلفين لكي نُكمّل بعضنا بعضاً، ومن لديه فضلٌ يُعطيه لمن لا يملك شيئاً، ومن لديه قوة يعطيها لمن لديه ضعف، ومن لديه المال يعطيه لمن حُرم منه. وأكدت أن المبادرة التي أطلقتها الإمارات صورة راقية وسامية للتكامل البشري فيما اختلقنا به الله وخلقنا مختلفين، مشيرة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة»، لافتة إلى أن هذا الحديث ينطبق على جميع أفراد الإنسانية، على اختلاف دياناتهم وعقائدهم، وليس المسلمين فقط. «واجب التطوعية»: استجابة سريعة قال الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة جمعية واجب التطوعية، إن دولة الإمارات نموذج عالمي في الإنسانية، معبّراً عن عظيم امتنانه للقيادة الرشيدة لنقل رعايا الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية إلى «المدينة الإنسانية» في العاصمة أبوظبي ليتلقوا أفضل أنواع الرعاية الصحية لهم، وتأمين عودتهم إلى بلدانهم. وأضاف، أن الاستجابة السريعة الإماراتية لإجلاء العالقين من المقاطعة الصينية، بالتنسيق مع حكوماتهم، تؤكد الثقة المطلقة بإنسانية الإمارات التي طالما آمنت بوحدة المصير الإنساني، والوقوف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء في مواجهة الأزمات، لافتاً إلى ما يبذله الوطن من جهود صحية ومؤسسية، وفق أرقى المعايير العالمية في التصدي لفيروس «كورونا» لضمان صحة المواطنين والمقيمين والزوار. وأثنى على الجهود المباركة لأبناء هذا الوطن المعطاء الذين هبّوا للتطوع وتقديم العون والمساعدة للأشقاء والأصدقاء، مما يرسّخ التفرّد الإنساني لدولة الإمارات على الساحة الدولية، ويعكس الصورة الحقيقية لثوابت المجتمع الوطني، التي تنسجم مع النهج الذي كرّسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه»، ومشى على خطاه حكّامنا الأوفياء الذين يقدمون أنبل الصور الإنسانية وأعظمها. سيف الظاهري: التزام وطني وأخلاقي أبوظبي (وام) قال الدكتور سيف الظاهري مدير إدارة السلامة والوقاية في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، إن دولة الإمارات وطن وعنوان الإنسانية، وهو ما يتجلى في البعد الأخلاقي والتضامن مع الدول الشقيقة والصديقة، وهي ركائز أساسية أرسى دعائهما المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» وسار على نهجه أبناء الإمارات. وأوضح أن العمل التطوعي في الإمارات واجب وطني والتزام أخلاقي تجاه الإنسان أينما كان كونه يحمل مضامين وقيماً أخلاقية عظيمة، وتتكاتف فيه جهود المتطوعين وتعاونهم مع فئات المجتمع كافة لإعلاء قيم الإنسانية. وأشار إلى أن تضافر الجهود بين جميع مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة أسهم في إنجاز المهمة الإنسانية وإنجاحها على أكمل وجه، معرباً عن فخره بشباب وشابات الإمارات الذين يقدمون الدعم والمساعدة. اهتمام إعلامي لافت ثمنت وسائل إعلام عربية المبادرة الإنسانية لدولة الإمارات، واصفة إياها بأنها وطن الإنسانية.وأبرزت صحيفة «اليوم السابع المصرية» تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على موقع «تويتر»، والتي أبدى خلالها اهتمامه بقضية إجلاء العالقين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية إلى الإمارات. وأشارت الصحيفة إلى تأكيدات سموه أن جميع الرعايا الذين تم إجلاؤهم سيحظون برعاية صحية شاملة للتأكد من سلامتهم قبل عودتهم إلى بلدانهم. وفي موريتانيا، قال موقع «صحراء ميديا» الإخباري، إن دولة الإمارات أجلت مئات الرعايا العرب من ضمنهم عدد من الطلبة الموريتانيين كانوا عالقين في «ووهان». وأوضح الموقع أن الإمارات قررت وضع الرعايا الذين تم إجلاؤهم في المدينة الإنسانية بأبوظبي والتي تم تزويدها بأحدث التجهيزات الطبية وأرقى المرافق الخدمية، حيث تتم مراقبة وضعهم الصحي للتأكد من سلامتهم قبل أن يعودوا إلى بلدانهم. وبالانتقال إلى اليمن نقلت صحيفة «الأيام» اليمنية عن محمد عسكر وزير حقوق الإنسان اليمني شكره وتقديره الكبير لدولة الإمارات على موقفها الإنساني. وأشارت الصحيفة إلى وصول عشرات الطلبة اليمنيين إلى أبوظبي على متن طائرة تابعة لشركة الاتحاد للطيران قادمين من الصين، حيث تم نقلهم إلى المدينة الإنسانية التي خصصتها الإمارات لهم ولجميع القادمين معهم من الجنسيات الأخرى. متطوعون إماراتيون في مهمة الإجلاء جسد إرسال الإمارات طائرة مجهزة طبياً لإجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية بؤرة تفشي وباء كورونا المستجد «كوفيد19» نهجها الإنساني الراسخ في مساعدة الشعوب ومد يد العون لهم في الظروف الصعبة. وتوجهت طائرة «الإمارات وطن الإنسانية» إلى الصين وعلى متنها طاقم طبي إماراتي متخصص في مواجهة العدوى الفيروسية وفريق من المتطوعين الإماراتيين لتقديم المساعدة للأشقاء والأصدقاء في محنتهم ليقدم أبناء وبنات الإمارات بذلك تجربة ملهمة جديدة في العمل الإنساني ومساعدة الشعوب في أصعب الظروف الإنسانية ملبين نداء الواجب الإنساني الذي استنهضته عزائمهم وضمائرهم التي جبلت على حب الخير والتضحية والإيثار في سبيل مساندة الأشقاء والمستغيثين في المواقف الطارئة. ورافق الفريق الطبي الإماراتي رعايا الدول الشقيقة والصديقة العائدين على رحلة الإمارات وطن الإنسانية ووفر الرعاية الصحية اللازمة لهم خلال الرحلة. وقال المتطوع أحمد اليماحي: إن المبادرة تعد رسالة أمل جديدة تسطر في سجل الإمارات الإنساني حيث تنبري الدولة كعادتها في سبيل رفع راية الإنسانية عالياً وترسل رسالة محبة وسلام وفزعة لنجدة الأشقاء وصون كرامتهم الإنسانية في ظل الأوضاع الراهنة. وأضاف اليماحي أنه ذهب إلى الصين ضمن الفريق لتقديم العون والمساعدة لأشقاء ضاقت بهم السبل كي يتلقوا العلاج في الإمارات وطن الإنسانية، مشيراً إلى أن قادة الإمارات دائماً هم منابر أمل وشعلة إنسانية حيث تحضر قيم التضامن والإنسانية والسلام في كل الأقطار لتقديم الدعم والمساعدة. وقال المتطوع الطبي سعيد صالح إن طائرة «الإمارات وطن الإنسانية» تم تجهيزها طبياً بشكل كامل لتقديم الرعاية العلاجية والحفاظ على سلامة الأشقاء العائدين من الصين إلى وطنهم الثاني الإمارات لاستكمال الرعاية الصحية تحت الحجر الصحي. وعبر المتطوع هاني المرزوقي عن فخره بمواقف الإمارات المشرفة في ميادين الإنسانية على مستوى العالم، مؤكداً أن أبناء الإمارات ينهلون من إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» الذي أرسى قيم الإنسانية والسلام والتضامن مع الشقيق والصديق في وقت الضيق. وقال المتطوع أحمد السناني إن مشاركته تعد عملاً إنسانياً جليلاً في خدمة الأشقاء، مشيراً إلى أنه تربى على قيم ومبادئ الإمارات القائمة على الإنسانية والتسامح والسلام والتضامن ونجدة المستغيثين في أوقات الأزمات.

مشاركة :