إزالة العوائق من طريق مفاوضات السلام بين حكومة غني وطالبان

  • 8/15/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت الحكومة الأفغانية في الاستجابة لأبرز شروط طالبان من أجل استئناف مباحثات السلام بإبداء حسن نيتها ردا على إعلان الهدنة المفاجئة بمناسبة عيد الفطر من خلال إطلاق سراح سجناء طالبان على مراحل بدءا بالإفراج عن دفعة أولى تتكون من مئة سجين. ارتفعت فرص مفاوضات السلام في أفغانستان مع إفراج الحكومة الاثنين عن الدفعة الأولى من سجناء طالبان كبادرة حسن نية ردا على هدنة مفاجئة لثلاثة أيام أعلنها المتمردون بمناسبة عيد الفطر. وتبدو الهدنة صامدة لليوم الثاني بعد ترحيب الحكومة بها وإعلانها خطة لإطلاق سراح ألفي سجين من طالبان. وهذه هي الهدنة الثانية من نوعها في غضون نحو 19 عاما من الحرب في أفغانستان. وقال الرئيس أشرف غني إن الحكومة مستعدة أيضا لإجراء محادثات سلام مع طالبان، تعتبر أساسية لإنهاء حرب دامت قرابة عقدين في الدولة الآسيوية المسلمة والفقيرة. وقال جاويد فيصل، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، إن “حكومة أفغانستان أفرجت الاثنين عن مئة سجين من طالبان من سجن باغرام”. وأوضح أن الخطة تهدف إلى “دعم عملية السلام” وستستمر حتى إطلاق سراح ألفي سجين. وأفاد بأن “وقف إطلاق النار صامد ولم ترد أنباء عن أي انتهاك حتى الآن”، مضيفا أن السلطات تنوي إطلاق سراح مئة سجين يوميا. وتابع “نأمل أن يؤدي هذا الأمر في نهاية المطاف إلى سلام دائم يتوق إليه شعب أفغانستان ويستحقه”. ولطالما تمسكت طالبان بمطلب إطلاق سجنائها كشرط لاستئناف مباحثات السلام مع الحكومة الأفغانية. وكان الناطق باسم طالبان سهيل شاهين قد قال في وقت سابق، عقب توقيع الرئيس الأفغاني أشرف غني وخصمه عبدالله عبدالله على اتفاق جديد لتقاسم السلطة، “على الأطراف الأفغانية التركيز على حل حقيقي وصادق للمسألة.. يجب أن يتم استكمال عملية إطلاق سراح السجناء وأن تبدأ المفاوضات بين الأفغان”. وفي مدينة قندوز في شمال البلاد، التي هاجمتها طالبان قبل أيام فقط، ساد الهدوء مع احتفال السكان بالعيد. وقال عتيق الله صاحب متجر من قندوز “منذ يومين فقط ساد الذعر المدينة”. وأضاف “اليوم تخرج وتشعر وكأنه لم يعد هناك قتال. الناس يحتفلون بالعيد”. ووقف إطلاق النار الحالي هو الأول الذي تبادر إليه طالبان، وكانت البلاد شهدت في العام 2018 خلال عيد الفطر هدنة بادر إليها غني. وقالت الشرطة إنّ إقليم أوروزكان المضطرب في جنوب البلاد كان أيضا هادئا. وقال قائد شرطة المقاطعة حاجي لال آغا “القتال كان متواصلا كل يوم لكنّ منذ إعلان وقف إطلاق النار لم تطلق طلقة واحدة”. وأضاف “إنه أمر جيد بشكل خاص لسكان ترين كوت الذين يسمعون صوت إطلاق نار كل يوم”، في إشارة إلى عاصمة الإقليم. وقالت الشرطة إنه لم ترد تقارير عن وقوع معارك في قندهار التي كانت معقلا لطالبان، فيما ساد السلم مقاطعة خوست الجنوبية الشرقية أيضا. وقال طارق عريان، المتحدث باسم وزارة الداخلية، “نحن نراقب عن كثب وقف إطلاق النار والأوضاع، ولم يسجل أي تحرّك كبير للعدو منذ إعلان وقف إطلاق النار”. لكنه أكد فتح تحقيق بشأن هجوم بالهاون وقع الأحد في ولاية لغمان أدى إلى مقتل خمسة مدنيين. وتصاعد العنف منذ أن وقعت طالبان اتفاقا مع واشنطن في فبراير ينص على انسحاب كافة القوات الأميركية من البلاد بحلول مطلع العام المقبل. كما يمهد الاتفاق الطريق لمحادثات سلام أفغانية – أفغانية، وينص على أن تفرج الحكومة أولا عما يصل إلى 5000 سجين من طالبان، بينما سيفرج المسلحون عن حوالي 1000 من عناصر قوات الأمن القومي. وقبل إعلان الحكومة الأحد إطلاق سراح ما يصل إلى 2000 سجين من طالبان “كبادرة حسن نية”، أفرجت كابول بالفعل عن 1000 سجين من طالبان بينما ترك المسلحون ما يقرب من 300 من عناصر قوات الأمن الأفغانية. وتصر طالبان على أن حكومة كابول يجب أن تفرج عن 5000 من أعضائها على النحو المتفق عليه في اتفاق السلام مع الولايات المتحدة. وكتب شاهين، على تويتر، “يجب استكمال هذه العملية من أجل إزالة العوائق على طريق بدء المفاوضات داخل أفغانستان”. ورحّب مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي، بوقف إطلاق النار لكنه ذكّر طالبان بأنهم “تعهّدوا عدم السماح للمساجين المطلق سراحهم بالعودة إلى القتال”. لكن الوضع الأمني في أفغانستان لا يزال بعيدا جدا عن الاستقرار التام مع تكرر أعمال العنف من وقت لآخر. وقال مسؤولون، الاثنين، إن عشرة أشخاص قتلوا في تبادل إطلاق نار بين قائدين محليين مسلحين بإقليم تخار بشمال أفغانستان. وقال متحدث باسم حاكم الإقليم إن تبادل إطلاق النار وقع في منطقة كالافجان بالإقليم، وأسفر أيضا عن إصابة خمسة أشخاص. وأكد مير أحمد قاسم، أحد أعضاء مجلس الإقليم، وقوع الحادث، وأفاد بأن تسعة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأصيب تسعة آخرون. وقد خمد إطلاق النار بعد تدخل قوات المنطقة. ولم يعرف بعد الدافع وراء تبادل إطلاق النار في هذه المنطقة ولكن يشار إلى أن قائدي الميليشيات اللذين تبادلا إطلاق النار في حالة تنافس منذ وقت طويل.

مشاركة :