طلب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل من مرفأ بيروت اليوم (السبت) إجراء «تحقيق شفاف وموثوق» في الانفجار الضخم الذي أوقع 177 قتيلاً وآلاف الجرحى ودمّر أحياء واسعة من العاصمة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.وقال هيل الذي يزور لبنان منذ يومين للصحافيين بعد تفقده أضرار المرفأ: «نحن بحاجة للتأكد من أن هناك تحقيقاً شاملاً وشفافاً وموثوقاً، وأعلم أن هذا ما يطالب به الجميع». وأوضح أن فريق المحققين من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي «سيصلون في نهاية هذا الأسبوع وسيقومون بدورهم بدعوة من اللبنانيين»، لافتاً إلى أنهم سيساعدون في تحديد «ما الذي أدى إلى هذا الانفجار».ويشارك محققون أجانب بينهم فرنسيون في التحقيقات التي تجريها السلطات اللبنانية، بعد رفضها إجراء تحقيق دولي.وطالب خبراء أمميّون في مجال حقوق الإنسان يوم الخميس بإجراء تحقيق مستقلّ وسريع في الانفجار، معربين عن قلقهم من ثقافة «الإفلات من العقاب» السائدة في لبنان.وتسلّم القاضي فادي صوان، قاضي التحقيق العسكري الأول بالإنابة، مهامه أمس (الجمعة) كمحقق عدلي في القضية. ويُتوقع أن يعطي تعيينه على رأس المجلس العدلي دفعاً للتحقيقات، التي لم يتم الكشف عن أي من نتائجها بعد.وتنظر التحقيقات بشكل رئيسي في سبب تخزين كميات هائلة من نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت منذ ست سنوات من دون إجراءات حماية، وسبب وقوع الانفجار الذي شرّد نحو 300 ألف شخص من منازلهم وتسبب في إصابة أكثر من 6500 شخص.وكان الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله قال في كلمة مساء أمس (الجمعة): «نحن لا نثق بالتحقيق الدولي» منتقداً مشاركة فريق من مكتب التحقيق الفيدرالي.وشدد هيل على أنه «لا يمكننا أن نعود إطلاقا إلى عهد يمر فيه أي شيء في ميناء لبنان أو حدوده». وقال للصحافيين بعد جولته: «كل دولة وكل دولة ذات سيادة تسيطر على موانئها وحدودها بشكل كامل». وأضاف: «أتصور أن كل اللبنانيين يرغبون في العودة إلى تلك الحقبة وليس لديهم أي شيء يسير في جو لم نشهده في السنوات الأخيرة».وتتهم جهات داخلية وخارجية «حزب الله» المدعوم من طهران بأنه يتمتع بنفوذ كبير داخل المرافق الحدودية وبينها المرفأ والمطار، إلى جانب تحكمه بمعابر غير شرعية مع سوريا المجاورة، يدخل عبرها الأسلحة. إلا أن الحزب ينفي كل الاتهامات.
مشاركة :