دعا مسؤول أمريكي إلى إجراء تحقيق شفاف وموثوق به في الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، قائلا إن لبنان لا يمكن أن يعود أبدا لعصر كان "يحدث فيه أي شيء" في مرافئه وعند حدوده. بيد أنه لم يتحدث صراحة عن تحقيق دولي. طالب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية ديفيد هيل من مرفأ بيروت السبت (15 آب/ أغسطس 2020) بإجراء "تحقيق شفاف وموثوق" في الانفجار الضخم الذي أوقع 177 قتيلاً وآلاف الجرحى ودمّر أحياء واسعة من العاصمة. وقال هيل الذي يزور لبنان منذ يومين للصحافيين بعد تفقده أضرار المرفأ "نحن بحاجة للتأكد من أن هناك تحقيقاً شاملاً وشفافاً وموثوقاً، وأعلم أن هذا ما يطالب به الجميع". بيد أن هيل لم يتحدث عن التحقيق الدولي، الذي طالبت به بعض القوى السياسية اللبنانية المعارضة. وأوضح هيل أن فريق المحققين من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) سيصلون في نهاية هذا الأسبوع "وسيقومون بدورهم بدعوة من اللبنانيين"، لافتاً الى أنهم سيساعدون في تحديد "ما الذي أدى إلى هذا الانفجار". مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل من مرفأ بيروت السبت (15 آب/ أغسطس 2020) ويشارك محققون أجانب بينهم فرنسيون في التحقيقات التي تجريها السلطات اللبنانية، بعد رفضها إجراء تحقيق دولي. وطالب خبراء أمميّون في مجال حقوق الإنسان الخميس بإجراء تحقيق مستقلّ وسريع في الانفجار، معربين عن قلقهم من ثقافة "الإفلات من العقاب" السائدة في لبنان. وتسلّم القاضي فادي صوان، قاضي التحقيق العسكري الأول بالإنابة، مهامه الجمعة كمحقق عدلي في القضية. ويُتوقع أن يعطي تعيينه على رأس المجلس العدلي دفعاً للتحقيقات، التي لم يتم الكشف عن أي من نتائجها بعد. وتنظر التحقيقات بشكل رئيسي في سبب تخزين كميات هائلة من نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت منذ ست سنوات من دون إجراءات حماية، وسبب وقوع الانفجار الذي شرّد نحو 300 ألف شخص من منازلهم وتسبّب بإصابة أكثر من 6500 شخص. وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قال في كلمة له يوم أمس "نحن لا نثق بالتحقيق الدولي" منتقداً مشاركة فريق من مكتب التحقيق الفيدرالي. واعتبر أن من "أول وظائف التحقيق الدولي ستكون إبعاد إي مسؤولية لإسرائيل عن هذا التفجير لو كان لها مسؤولية". وشدد هيل على أنه "لا يمكننا أن نعود إطلاقا إلى عهد يمر فيه أي شيء في ميناء لبنان أو حدوده". وقال للصحافيين بعد جولته "كل دولة وكل دولة ذات سيادة تسيطر على موانئها وحدودها بشكل كامل". وتتهم جهات داخلية وخارجية حزب الله المدعوم من طهران بأنه يتمتع بنفوذ كبير داخل المرافق الحدودية وبينها المرفأ والمطار، إلى جانب تحكمه بمعابر غير شرعية مع سوريا المجاورة، يدخل عبرها الأسلحة. إلا أن الحزب ينفي الاتهامات كافة. وكان نصرالله نفى الأسبوع الماضي أن يكون لحزبه أي أسلحة أو مخازن في المرفأ. ص.ش/أ.ح (أ ف ب، رويترز)
مشاركة :