من المعلوم أن الشارع فى أى مدينة بالعالم هو المرآة الحقيقية لهذا البلد، وللأسف الشديد بات الشارع المصرى مرآة سيئة، لا تليق وتاريخ البلد، بعد أن فقد الشارع هيبته وبريقه، وأصبح كل من هب ودب يفعل ما يشاء، دون رقابة أو ردع، وتحولت معظم شوارع وميادين المحروسة إلى مسخ لا يجد العلاج. نماذج كثيرة تؤكد أن فوضى الشارع باتت ثقافة، والتجاوزات والبلطجة صارت أسلوب حياة، ومايحدث فى شوارع ومناطق حى السلام أول، بمحافظة القاهرة، خير مثال، فمنذ أن تطأ قدماك ذلك الحى تشعر كأنك غادرت إلى مكان حافل بكل أشكال الفوضى، واللامبالاة ، والعشوائية، وكأنك فى مولد وصاحبه غايب. شارع جمال عبدالناصر، أحد أكبر شوارع الحى، وتقسيم عمر بن الخطاب والتجاريين، وشارعى الخمسين والأربعين، ومناطق سوق القنال وقباء وسبيكو والإسكندرية وعدد كبير من الشوارع الأخرى التابعة للحى، أصبحوا مثالًا صارخًا لكل أشكال الفوضى والإهمال والفساد، وجعلت حياة الأهالى والسكان جحيمًا لا يطاق. شوارع ومربعات سكنية مكتظة تحولت بفعل فاسد إلى مناطق مكتظة بمصانع الملابس، ومحلات وورش مقلقة للراحة، تعمل بدون تراخيص وتفتقد لأدنى شروط الأمن والسلامة، وباتت بدرومات العمارات إما مخازن لقطع غيار السيارات المستعملة، أو للأقمشة القابلة للاشتعال. وحتى الشقق السكنية تحولت إلى مصانع على كل شكل ولون، لتصبح العمارات السكنية قنابل موقوتة قد تنفجر فى أى وقت، وتتسبب فى كارثة إنسانية، وللأسف كل هذا يحدث تحت سمع وبصر وحماية وتقاعس موظفى الحى.. ونداء إلى رئيس الحى الجديد، غير مقبول على الإطلاق وجود مصانع داخل الوحدات السكنية، ويجب أن تتحرك فورًا لإنقاذ المنطقة من فاجعة منتظرة. المقاهى، والمطاعم، والمحال التجارية، والباعة الجائلين، أستولوا على الشارع والرصيف، فى غفلة من القانون لصالحهم، سواء بوضع اليد، أو بقانون البلطجة، والتى اضطر الناس معها إلى السير فى نهر الطريق، مشاركة مع السيارات فى فوضى كريهة، وأتحدى أن يكون هناك إلتزامًا من جانب المحال التجارية بمواعيد الاغلاق فى العاشرة مساء، فأغلبها يعمل حتى الساعات الأولى من الصباح، فى تحدٍ سافر لقرارات الدولة، ورئيس الحى الجديد. "التوك توك" تحول إلى إمبراطورية، يعيث فى الأرض فسادًا بلا ضابط أو رابط، وبدأ يسرى كالحشرات الزاحفة فى عشوائية مقيتة، على مرأى ومسمع من رجال مرور السلام، وأغلبها لا يتقيد بأى تعليمات للأمان أو السلامة أو قواعد المرور، إلى جانب تلال القمامة التى تحاصر الأهالى من كل جانب. الكارثة أن الفوضى التى أتحدث عنها موجودة فى أكبر أحياء القاهرة الكبرى الذى يضم عدة مشروعات عملاقة، منها 6 محطات مترو أنفاق المرحلة الرابعة، ومشروع أهالينا السكنى، ومركز شباب أهالينا، بالإضافة إلى محور الفريق العرابى أحد أكبر محاور القاهرة الكبرى بطول 12.5 كم، وموقف العاشر الجديد، وعدد أخر من المشروعات الكبرى ذات الأهمية. مشروعات متميزة بكل تأكيد تستحق الإشادة والثناء، لكن فى نفس الوقت يجب أن يقابلها احترامًا للمواطن، عن طريق الاهتمام بحل الأزمات والمشاكل المعيشية التى تواجهه، والقضاء على كل مظاهر الفساد والفوضى التى يعانى منها وتنغص عليه حياته. منذ أيام قليلة، تولى الاستاذ محمد عبد الهادى مهام منصبه كرئيسًا لحى السلام أول، وأعلم تمامًا أنه تسلم تركة مثقلة بالهموم والمشاكل والأزمات، شوارع ومربعات ومناطق سكنية ذاقت الأمرين، تشكو الإهمال وتعانى من كافة مظاهر الفوضى والإهمال والانفلات التى تفاقمت فى عهد رئيس الحى السابق. وللأمانة منذ توليه المسئولية وهو متواجد فى الشارع بين المواطنين، يبذل قصارى جهده لإزالة كافة التجاوزات والعوائق التى يعانى منها الأهالى والسكان منذ فترة طويلة.. والسؤال الآن هل هو الحماس الذى يصاحب أى مسئول عند توليه منصبًا جديدًا؟ أتمنى أن يستمر على هذا المنوال، وأن يكون شعاره خلال الفترة المقبلة، العمل من الشارع فقط حتى يستطيع أن يعيد الإنضباط داخل نطاق الحى، وأن يفرض حالة من الالتزام على الجميع، بشرط أن يضرب بيد من حديد فى وجه الفساد والمفسدين والمتقاعسين عن تنفيذ القانون ضد المخالفين، وإذا نجح فى هذا سوف نضرب له تعظيم سلام. وللحديث بقية عن مطالبة أهالى الحى بنقل حرفيين السلام إلى مدينة الحرفيين الجديدة بالروبيكى ..
مشاركة :