واشنطن: الدعم المالي للبنان مشروط بالإصلاحات

  • 8/16/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دعت الولايات المتحدة إلى إجراء تحقيق شفاف وموثوق به في الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، وأودى بحياة 177 شخصاً وآلاف الجرحى، ودمّر أحياء واسعة من العاصمة، مؤكدةً أن لبنان سيتلقى الدعم المالي عندما ينفذ قادته إصلاحات واستجابة لمطالب شعبهم متعلقة بحسن الإدارة وإنهاء الفساد، فيما أطلقت الأمم المتحدة مناشدة لجمع 565 مليون دولار لمساعدة لبنان، واعتبر البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أن صبر الشعب اللبناني نفد مع النخبة الحاكمة. ودعا للتحقيق مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية ديفيد هيل، من مرفأ بيروت أمس، وقال هيل الذي يزور لبنان منذ يومين للصحافيين بعد تفقده أضرار المرفأ: «نحن بحاجة للتأكد من أن هناك تحقيقاً شاملاً وشفافاً وموثوقاً، وأعلم أن هذا ما يطالب به الجميع». وأوضح أن فريق المحققين من مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي سيصلون في نهاية هذا الأسبوع وسيقومون بدورهم بدعوة من اللبنانيين، لافتاً إلى أنهم سيساعدون في تحديد ما الذي أدى إلى هذا الانفجار. ويشارك محققون أجانب بينهم فرنسيون في التحقيقات التي تجريها السلطات اللبنانية، بعد رفضها إجراء تحقيق دولي. وطالب خبراء أمميّون في مجال حقوق الإنسان الخميس بإجراء تحقيق مستقلّ وسريع في الانفجار، معربين عن قلقهم من ثقافة «الإفلات من العقاب» السائدة في لبنان. وتنظر التحقيقات بشكل رئيسي في سبب تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت منذ 6 سنوات، من دون إجراءات حماية، وسبب وقوع الانفجار الذي شرّد نحو 300 ألف شخص من منازلهم، وتسبّب بإصابة أكثر من 6500 شخص. وشدد هيل على أنه «لا يمكننا أن نعود إطلاقا إلى عهد يمر فيه أي شيء في ميناء لبنان أو حدوده». وقال للصحافيين بعد جولته: «كل دولة ذات سيادة تسيطر على موانئها وحدودها بشكل كامل». وأضاف: «أتصور أن كل اللبنانيين يرغبون في العودة إلى تلك الحقبة، وليس لديهم أي شيء يسير في جو لم نشهده في السنوات الأخيرة». وفي ختام زيارته إلى لبنان، قال هيل: إن لبنان سيتلقى الدعم المالي عندما ينفذ قادته إصلاحات، وحثهم على الاستجابة لمطالب شعبهم المتعلقة بحسن الإدارة وإنهاء الفساد. وأضاف هيل: «عندما نرى التزام المسؤولين اللبنانيين بالتغيير الحقيقي بالقول والفعل فستستجيب أميركا وشركاؤها الدوليون لتلك الإصلاحات المنهجية بدعم مالي مستمر». كما قال هيل: إن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع الكونجرس للتعهد بثلاثين مليون دولار من التمويل الإضافي للسماح بتدفق الحبوب عبر مرفأ بيروت على أساس مؤقت وعاجل. وتتهم جهات داخلية وخارجية ميليشيات «حزب الله» الإرهابي بأنه يتمتع بنفوذ كبير داخل المرافق الحدودية وبينها المرفأ والمطار، إلى جانب تحكمه بمعابر غير شرعية مع سوريا المجاورة، يدخل عبرها الأسلحة. في غضون ذلك، أطلقت الأمم المتحدة مناشدة لجمع 565 مليون دولار لمساعدة لبنان. وقالت نجاة رشدي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان أمس: إن الأولويات تشمل ضمان استقرار إمدادات الحبوب بعدما دمر الانفجار صومعة الحبوب الوحيدة التي يملكها لبنان في المرفأ. وقالت نجاة رشدي: «نرغب في إعادة بناء ثلاثة مستشفيات دُمرت بالكامل». إلى ذلك، قال البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أعلى مرجعية مسيحية في لبنان: إن صبر الشعب اللبناني نفد مع النخبة الحاكمة، مؤكداً أن الكنيسة تحتفظ بحق النقض على أي اقتراحات تُحل المزيد من الخراب على لبنان. ترودو: كنديان في عداد قتلى انفجار بيروت أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، أنّ اثنين من مواطنيه قتلا في الانفجار المدمّر الذي وقع في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس الجاري وأوقع 171 قتيلاً على الأقل وأكثر من 6500 جريح. وقال ترودو في بيان: «أنضمّ إلى الكنديّين في جميع أنحاء البلاد للحزن على فقدان مواطنَين كنديّين في الانفجار المأساوي في بيروت». وأضاف أنّ «أولويتنا الأولى هي ضمان حصول الكنديين وعائلاتهم الذين تضرّروا من الانفجار على المساعدة القنصلية اللازمة للتعامل مع هذا الوقت العصيب». وأوضح أنّه «بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمواطنين اللبنانيين في كندا، بشكل مؤقّت، تمديد إقامتهم في كندا إذا لم يتمكنّوا من العودة إلى ديارهم بسبب الانفجار».

مشاركة :