سوق عكاظ تتبدى واحة من الفكر والثقافة والفنون بعد 13 قرنًا من الغياب

  • 7/22/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

تبدت سوق عكاظ، في عهدها الجديد، واحة وارفة الظلال من الفكر والثقافة والأدب والفنون، متنائية في الزمن عن عهدها الأول بنحو 1300 عام، بيد أنها نشأت في مهدها القديم إلى الشرق من مدينة الطائف، حيث سجل العرب تاريخًا من المكارم والأصالة، في صورة صرح حضاري وثقافي واجتماعي جديد.وانطلقت سوق عكاظ في عهدها الجديد من رؤية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، الهادف إلى تنمية الإنسان والمكان معًا، بناءً حضاريًا وفكريًا يقف على أسس ثابتة وراسخة في جذورها العربية والإسلامية، ومتوثبة في طموحاتها المتجددة المواكبة للتطور الإنساني المعاصر.وحظيت رؤية الأمير خالد الفيصل، وخصوصًا فيما يتعلق منها بإحياء سوق عكاظ بالدعم المعنوي والمادي والرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، وتنال اليوم دعما ورعاية مستمرة من مقام خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-. وكان أن بدأ تحويل مشروع إحياء سوق عكاظ من حلم ورؤية إلى واقع ملموس، بقيادة صاحب الرؤية الأمير خالد الفيصل، يسانده أعضاء اللجنة العليا والجهات الداعمة.وأوضح تقرير صادر من اللجنة الإعلامية لسوق عكاظ، أنه منذ تولي الأمير خالد الفيصل إمارة منطقة مكة المكرمة في العام 1428 بدأت إمارة المنطقة إعداد خطة تنمية إستراتيجية شاملة للمنطقة، فكرتها الأساسية تنمية الإنسان والمكان على حد سواء، وجاء سوق عكاظ كواحدة من المبادرات العملية المطبقة على أرض الواقع لتنمية الإنسان معرفيًا وثقافيًا وعلميًا وفنيًا وتراثيًا، إلى جانب مبادرات أخرى لرعايته صحيًا واجتماعيًا واقتصاديًا. وتتطلع رؤية الأمير خالد الفيصل لسوق عكاظ إلى أن يكون السوق جزءًا أساسيًا من أجزاء كثيرة تنتشر على امتداد البلاد العربية والإسلامية، تسهم جميعها في تحقيق نهضة حضارية حقيقية تنتج الإنسان (القوي الأمين)، القوي بعلمه وثقافته، وتمكنه العلمي في كل ما يعمل، المدرب بشكل جيد، الماهر فنيًا، المتعافي صحيا واللائق بدنيًا، والقادر على أداء مهماته بإتقان، وكذلك الأمين بإتقانه وتقواه وصدقة وأمانته وتفانيه وتعاونه وإيجابيته وتفهمه وتحمله المسؤولية، وبفكره الوسطي ومبادراته ومشاركاته الاجتماعية وطموحه وتفتحه الذهني. كما تسعى رؤية الأمير خالد الفيصل إلى جعل سوق عكاظ صورة مشرقة للنهضة الحضارية التي تعيشها المملكة في المجالات الاجتماعية والعلمية والاقتصادية، وهي نهضة تخطو خطوات ثابتة لنقل مجتمعنا السعودي إنسانًا ومكانًا إلى (العالم الأول)، بالتمسك بالثوابت الدينية من جهة، والانفتاح على العلوم والمعارف الجديدة.وأوضح التقرير أن سوق عكاظ بدأ في العام 1428 بجائزة واحدة وهي «شاعر سوق عكاظ»، وهو اليوم يعتبر حاضنًا للمبدعين في شتى المجالات الثقافية، بدءًا من الشعر والتصوير والفن التشكيلي والخط العربي والحرف اليدوية والفلكلور الشعبي، بما مجموعه ثماني جوائز، تعتبر اليوم من أهم الجوائز التي يسعى المبدعون للمشاركة والمنافسة فيها، تبلغ قيمتها السنوية 1.5 مليون ريال. وأشار التقرير إلى أن سوق عكاظ قدم حتى اليوم أكثر من 65 مبدعًا في الشعر والتصوير والفن التشكيلي والخط العربي والتميز العلمي من داخل المملكة وخارجها، تم اختيارهم ضمن أكثر من 2340 متقدمًا للمنافسة على الجوائز.كما قدم أكثر من 280 مبدعًا (70 فائز سنويًا) في مسابقة الحرف اليدوية التي تبنتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في العام 1432، من خلال البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع). وبلغ مجموع قيمة الجوائز المادية التي حصل عليها الفائزون خلال السنوات الثماني الماضية أكثر من ثمانية ملايين ريال.واستعرض التقرير بلغة الأرقام أنشطة وفعاليات البرنامج الثقافي، والتي شملت مشاركة أكثر من 60 شاعرًا بتقديم أمسيات شعرية للزائرين والحضور، وتقديم أكثر من 45 كاتبًا تجاربهم في الكتابة والتأليف أمام الزائرين والمثقفين، فضلًا عن مشاركة أكثر من 30 ناقدًا في محاضرات عن الشعر واللغة والنقد الأدبي، وكذلك مشاركة أكثر من 70 متخصصًا في محاضرات وندوات تناولت شتى المجالات، مثل: الإعلام، الابتكار العلمي، البيئة، الوطنية، ومواجهة الإرهاب والطائفية... الخ وموضوعات عدة تهمنا الشارع والرأي العام.كما تقام سنويًا معارض للفائزين بجوائز سوق عكاظ للتصوير الضوئي، والخط العربي، ولوحة وقصيدة، ومنذ العام 1432، أدرج برنامج جديد تحت مسمى (عكاظ المستقبل)، تحقيقًا للهدف الإستراتيجي الثالث لسوق عكاظ، ويتضمّن النشاط الثقافي للسوق أيضًا برنامج «جادة سوق عكاظ» الذي تشرف عليه وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ويتضمن مجموعة من الأنشطة المتنوعة تحاكي الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي كانت تقام في السوق قديمًا، مثل: مسيرة الشعراء، مسيرة الفرسان والخيول والإبل، ويشارك في تقديمها مجموعة من المتخصصين المحترفين.كما تشتمل العروض أيضًا على أعمال مسرحية درامية تاريخية متنوعة «مسرح الشارع»،وأوضح التقرير أنه نظرًا لأن سوق عكاظ ليس شعرًا وثقافة فقط بل تجارة واقتصاد، فقد بادر إلى إيجاد الفرص لتحقيق عوائد اقتصادية مجزية للمجتمع الزوار. وأبرز التقرير في هذا الشأن اهتمام سوق عكاظ بالحرفيين والصناعات اليدوية، وتخصيص «جائزة سوق عكاظ للابتكار والإبداع في الحرف اليدوية»، ومن ضمن استراتيجية سوق عكاظ، والتي تتماشى أيضًا مع إستراتيجية التنمية في المنطقة، بدأت منذ العام 1433 في تنظيم ندوة حوارية تجمع الوزراء والمسؤولين بهدف تشجيع الشباب على ثقافة الحوار وإيصال صوتهم إلى المسؤول، والتعرف على طموحاتهم. وأشار التقرير إلى واحدة من المنشآت الحضارية الحديثة، وهي «خيمة سوق عكاظ»، التي تبرعت شركة بن لادن بإنشائها بتكلفة بلغت نحو 40 مليون ريال، وتحتضن هذه الخيمة حفل الافتتاح، والمسرحيات والأمسيات والندوات والمحاضرات،أما في ما يتعلق بتطوير الأنشطة والبرامج الخاصة بسوق عكاظ، فذكر التقرير أنه تم تشكيل فريق عمل لتطوير تلك البرامج والأنشطة خلال الأعوام الخمسة المقبلة وتبدأ منذ العام المقبل، بالمشاركة مع الجميع. وبيّن التقرير أن اللجنة الإشرافية ناقشت إطلاق «أكاديمية عكاظ للشعر العربي»، والتي تم الإعلان عنها قبل عامين، وتم النقاش في شأنها مع وزارة الثقافة والإعلام لتتولى مسؤولية الإشراف على تأسيس الأكاديمية وإدارتها، بمشاركة الجهات ذات العلاقة. وأوضح أن فكرة الأكاديمية هي أن تكون مختصة بالشعر العربي الفصيح، وتنهض بدراساته وأبحاثه بدءًا من جمع وتدوين وتحقيق الموروث منه في المخطوطات المحفوظة محليًا ودوليًا، ونشر مؤلفات شعرية من دواوين وأبحاث بوسائل النشر المختلفة، إضافة إلى تنظيم الأنشطة والبرامج الشعرية كالندوات والمسابقات والمحاضرات والملتقيات الأدبية.ويهدف المشروع إلى أن يصبح سوق عكاظ «المرجعية العربية الأقوى في الشعر، وانتهى تقرير اللجنة الإعلامية إلى التأكيد على حرص القائمين على سوق عكاظ على الاستمرار في تطويره عامًا بعد آخر، بعد الانتهاء من تأسيس قاعدة من النجاح والتميز على النطاق المحلي أولًا، مع استدراك أن ذلك لن يتحقق من دون مشاركة حقيقية وفاعلة من المثقف السعودي ومتابعة دقيقة من الإعلام المحلي المزيد من الصور :

مشاركة :