أوضح تقرير كتبه دافيد روثكوف ونشرته مجلة «فورين بوليسي» أمس أن من أخطر ما تضمنه الاتفاق النووي الإيراني أنه أنهى حقبة عداء بين إيران والغرب دام 35 عامًا، وهو ما يشكل الملمح الأساس للشرق الأوسط الجديد. وأضاف التقرير أن أنصار الاتفاق وداعموه من المسؤولين الأمريكيين- الذين يحاولون قدر الإمكان الحد من الانتقادات الموجهة له - يراهنون على أن الاتفاق سيعمل على تغيير إيران، في الوقت الذي تدل فيه كافة المؤشرات على أن هذه الصفقة ليست فقط مناورة دفاعية مكشوفة، لكنها تنطوي على العديد من المخاطر والتهديدات. واستطرد أن الملف النووي الإيراني لا يمثل التهديد الأكبر، وإنما أنشطة إيران المريبة في الشرق الأوسط، بما في ذلك رعايتها للإرهاب وسعيها الدائم لفرض نفوذها وإرادتها على دول المنطقة إلى جانب دعمها الكبير للنظام السوري الدموي. أما الخطر الأكبر فيكمن في عدم وجود ضمانة على أن يؤدي الاتفاق إلى تغيير سلوك إيران الذي يعول عليه الرئيس أوباما حسب المقابلة التي أجراها معه توماس فريدمان مؤخرًا في النيويورك تايمز. وأضاف التقرير أنه رغم أن إدارة أوباما تراهن أيضًا على أن رفع العقوبات عن إيران الذي سيوفر لها 150 مليار دولار سيستغل في المجالات الداخلية، إلا أن هناك ما يدعو إلى الشك في أن هذه الأموال ستستغلها طهران في توسيع أنشطتها الإرهابية وتدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة. ودحض الكاتب ما تردده الإدارة الأمريكية بين الحين والآخر بأنه لا يوجد ثمة تعاون بين واشنطن وطهران، في حين أن الحقائق تدحض هذا الادعاء، فإيران وأمريكا -على حد قوله- يحاربان معًا داعش باعتبارها عدوًا مشتركًا لهما، حيث يتم التواصل والتنسيق بين الجانبين الإيراني والأمريكي عبر الحكومة العراقية. وأعرب روثكوف عن سخريته من هذا التعاون بالقول إنه من المفارقة أن تبني واشنطن جسورًا للتعاون مع قاسم سليماني المتهم بقتل مليشياته للعديد من الجنود الأمريكيين.
مشاركة :