اردوغان يستخف بعقول الإخوان - صحيفة الوطن نيوز

  • 8/16/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عقدت دولة الإمارات العربية المتحدة إتفاقية سلام مع دولة إسرائيل وهذا القرار الإماراتي قرار سيادي يخص الإمارات وحدها وقد ظهرت تصاريح لمسؤولين إماراتيين تبرر سبب هذه الإتفاقية التاريخية حيث تعتبر الإمارات العربية المتحدة هي الدولة العربية الثالثة التي توقع إتفاقية سلام مع إسرائيل بعد مصر التي عقدت إتفاقيتها مع إسرائيل عام 1978 و سمي ذلك الإتفاق( اتفاقية كامب ديفيد) و الحقتها بتوثيق عقد الإتفاق في واشنطن عام 1979 ، ثم تبعتها الأردن حينما ابرمت إتفاقية سلام مع إسرائيل في عام 1994 وسمي ذلك الإتفاق (وادي عربة ) والان استطاعت الإمارات وإسرائيل من إبرام هذا العقد الذي سمي بـإتفاقية (إبراهيم ) هذه نبذة مبسّطة عن خلاصة الموضوع وسرد لقائمة الدول التي وقّعت إتفاقيات سلام مع إسرائيل ولكن ليس هذا موضوعي الرئيسي من هذا المقال الموضوع الذي اردت ان اناقشكم فيه واعرضه عليكم هو الإسفاف بعقول الإخوان الذي يمارسه اردوغان دائمًا وابدًا والمضحك ان اغلبية عقولهم تفهم ذلك الإسفاف والدجل الذي يمارسه اردوغان عليهم ولكنهم لا يستطيعون الانكار او التدقيق والتحقيق فيما يقوله لأن عقولهم مغيّبة من كثرة ما يقوم به إعلام الإخوان لتلميع خليفتهم المزعوم حتى وصل بهم الحال إلى مرحلة تقديس ما يقوله اردوغان وانه لا ينطق إلا بالحقيقة وكأنه نبيٌ مرسل يقول الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بعدما سُئل عن توقيع الإمارات وإسرائيل إتفاقية سلام: من الممكن اننا سنقوم بسحب سفيرنا من الإمارات ونقطع علاقاتنا الدبلوماسية معهم بعد هذا الفعل الشنيع! تعالوا الان لنكشف الاوراق ونعود للتاريخ التركي في قضية فلسطين وللتاريخ الاردوغاني في ذات القضية نبدأ بالتاريخي التركي العلاقات التركية الإسرائيلية انطلقت من عام 1949 اي قبل 71 عام حينما إعترفت تركيا بدولة إسرائيل كثاني دولة في العالم تعترف بوجود الدولة الإسرائيلية بعد الولايات المتحدة الامريكية وتعتبر تركيا شريك مهم لإسرائيل من حيث الجوانب العسكرية حيث أن إسرائيل اكبر مورّد للأسلحة لأنقرة. الشراكة الإقتصادية تعتبر تركيا ثالث دولة في العالم تملك شراكة إقتصادية مع إسرائيل فهناك معاهدات قديمة وحديثة وشراكة بين إقتصاد البلدين يتعلق بالبنوك والمنتجات وتبادل المنافع الإقتصادية بين البلدين. العلاقات السياحية تعتبر تركيا ممر شبه رسمي لجميع السوّاح في العالم الذين يريدون الذهاب لإسرائيل فإن تركيا اهم محطة للوصول لتل أبيب ، فهناك شركات خاصة تقوم برحلات سياحية بين البلدين اما الان نسرد لكم إنجازات رجب طيب اردوغان مع إسرائيل في البداية أود ان اطرح لكم تساؤلات من المفترض ان تكون في ذهن كل من لديه عقل حينما قال اردوغان من الممكن اننا سنسحب سفيرنا من الإمارات بسبب هذه الإتفاقية لماذا لم يقول ايضًا اننا سنسحب سفيرنا من إسرائيل؟! نعم تركيا لديها سفارة وقنصلية في إسرائيل وإسرائيل ايضًا لديها سفارة في تركيا لا تتعجبون من وجود سفارات بين البلدين! العجب سأسرده لكم الان ماذا فعل اردوغان بإسرائيل؟ لم اجد جواب لهذا السؤال ولكني وجدت مئات الإجابات لهذا السؤال ماذا فعل اردوغان (لإسرائيل)؟ اولاً في عام 2005 حينما كانت تشهد العلاقات التركية الإسرائيلية بعض التوترات وإختلاف وجهات النظر مثل ما يحدث هذا بين اي دولتين قام رجب طيب اردوغان وزوجته بزيارة وصفت بالزيارة التاريخية حينها من الحكومة الإسرائلية ، حيث زار اردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي وظهرا في مقطع فيديو مصور تستطيعون مشاهدته باليوتيوب إن اردتم، حينها إلتقى برئيس الوزراء الإسرائيلي ارئيل شارون وقال له بكل فخر اهلاً بك في عاصمة الشعب اليهودي الأبدية القدس ورد عليه اردوغان بإبتسامة خانعة و راضية بكلام شارون بل انه قام بزيارة لقبر مؤسس دولة اسرائيل هرتزل وبكل ثقة وضع على قبره اكاليل الورد قد يقول احدكم اني أبالغ في هذا الكلام ولكن مثل ما ذكرت لكم اعلاه تستطيعون العودة للمقطع يقول احد الصحفيين الاسرائيليين: في عام 2016 حينما نشبت حرائق ضخمة في إسرائيل فإن تركيا ورئيسها قدمت دعم كبير لإخماد الحرائق حيث انها مدت جسر جوي محمل بجميع ادوات الإطفاء بأمر من رجب طيب اردوغان وقدم بنيامين نتنياهو برقيّة شكر لاردوغان لهذا العمل الإنساني الذي قامت به تركيا من اجل إنقاذ الشعب الإسرائيلي يطول سرد العلاقة الاردوغانية مع إسرائيل ولكن المجال لا يسمح لكل تلك المواقف ولكن اضع بعض الإستفسارات لجماعة الاخوان الذين يسيرون خلف هذا الدجال كما يسير القطيع خلف راعيه دون تفكير وإرادة كيف لشخص يقوم بكل هذه الافعال مع إسرائيل ينكر على الإمارات ما قامت به؟ لماذا لا تثيرون هذه الأسئلة في قنواتكم الإعلامية وحساباتكم الشخصية بمواقع التواصل؟ هل توصلتم الان لقناعة ان اردوغان يستخدمكم كأدوات للوصول لأجندته التي يصبو للوصول لها؟ استحلفكم بالله ان تفكروا قليلاً لماذا يقوم اردوغان بتدمير ليبيا وسوريا والعراق ويعادي مصر والإمارات والسعودية؟ اليس من الغريب ان يقتل المسلمين في العراق وفي سوريا وليبيا وينهب ثرواتهم ويحتل اراضيهم و يقتل اطفالهم بدم بارد؟ يظهر في المنابر الإعلامية ليهاجم إسرائيل ويتهجم على من يضع يده بيدهم وهو اكبر حليف لإسرائيل في الواقع طالما انه يهاجم إسرائيل في كلامه لماذا لا يحرك اساطيله العسكريه وطائراته نحو تل أبيب؟ لماذا يوجه مدافعه وطيرانه فقط على المسلمين في إقليم كردستان والعراق وسوريا وليبيا؟ الشعارات الرنانة والخطابات الثورجية لا تسمن ولا تغني من جوع اصبح الناس الان واعون لكل تلك الوقائع بإستثناء جماعة الاخوان المغيبين فكريًا اردوغان يرفل وينعم بعلاقات وطيدة بينه وبين إسرائيل والكل يرى ذلك ولكنه يخرج لنا دائمًا بتلك التصاريح المعادية لإسرائيل حتى يكسب ثقة الشعوب العربية والمسلمة فهو يتاجر بالقضية الفلسطينية وبعقول الاخوان المغيبة للأسف ، آن الاوان للخروج من جلباب اردوغان يجب ان تعرفوا وتعوا ان كل من يستغل القضية الفلسطينية إعلاميًا ولا يقدم شيء للفلسطينيين هو خائن لفلسطين وشعبها كما تفعل ايران وتركيا تمامًا؛ يتاجرون بقضية فلسطين إعلاميًا ويحتلون العراق وسوريا واليمن ولبنان وليبيا و نحن نعلم أن جميع تلك المواقف الإيرانية و التركية ليست إلا مساومات سياسية لشراء عاطفة المسلمين انا بوجهة نظري القضية الفلسطينية تحتاج للعقل والدخول في مفاوضات جدية وجلوس على الطاولة حتى يحقق الشعب الفلسطيني اقصى المكاسب التي يستطيع جنيها من الحوار اما الخطابات الرنانة لن تعيد لنا فلسطين ولن تفيد القضية بالعكس ستزيدها خسائر فوق خسائرها نحتاج لموقف عربي موحّد يفتح مفاوضات مع إسرائيل وحوار جدي واقعي و منطقي ترصد فيه جميع الخيارات وجميع القرارات وإختيار الأنسب للفلسطينيين دون مكابرة وضحك على الذقون اما من يعادون إسرائيل في الإعلام ويصادقونها بالواقع مثل اردوغان فهؤلاء يرفلون برغد من العيش ويرصدون المكاسب الذاتية لهم ويحرمون اصحاب القضية من كسب حقوق فقدوها. بقلم فيصل السفياني

مشاركة :