يلجأ البعض إلى التسوق والشراء دون الحاجة لذلك، بحثا منهم عن الشعور بالسعادة، والبعض قد يفعلها لتعويض نقص بالنفس، واستعراض لما يملك من المقتنيات الثمينة، وساعد على ذلك وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، حيث يقول استشاري الطب النفسي في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية د. وليد السحيباني إن الأصل في أي عملية شراء هي الموازنة بين الحاجة والرغبة، مشيرا إلى أنه كلما كانت الكفة مائلة إلى الحاجة كلما كان قرار الشراء منطقيا، وأما إذا رجحت كفة الرغبة، فعندها يكون قرار الشراء بحاجة للمراجعة.ولفت إلى أن الهدف عادة من التسوق هو وجود حاجة لغرض ما، وهذا هو الدافع السليم للشراء، ولكن هناك دافعا آخر وهو الرغبة في الحصول على أمر ما دون الحاجة إليه، وأشار إلى أن الغالبية تميل للدافع الثاني، وهو ما يسبب مشاكل مالية وأسرية، وذكر أن هناك دافع البحث عن السعادة، موضحا أن البعض يشعر بالسعادة عند اقتناء شيء ما.وأكمل د. السحيباني حديثه قائلا: إن الشراء من أجل الدافع الثاني عادة يكون مؤشرا لوجود مشكلة نفسية، في حال انساق الإنسان لهذه الرغبة بشكل دائم، خصوصا عندما يشعر بالملل ويبحث عن علاجه بالتسوق، وليس لديه قدرة على مقاومة هذه الرغبة، ويستدين من أجل ذلك، فأكد أنه حينها يستدعي الأمر تدخلا نفسيا من مختص.وبالحديث عن علاقة التسوق دون حاجة بالثقة بالنفس، لفت د. السحيباني إلى أن العلاقة بين الأمرين ليست عكسية، بمعنى أن الشخص كثير التسوق ليس بالضرورة قليل الثقة، والعكس صحيح، ولكنه أوضح أن البعض يقوم بالشراء لشعورة بالنقص، ويرغب في تعويض ذلك من خلال اقتناء الحاجيات الثمينة واستعراضها أمام الناس.وقال إن وسائل التواصل الاجتماعي حفزت الرغبة الدائمة بالشراء دون الحاجة من خلال نشرها للإعلانات طوال الوقت، وجعلت لدى البعض هوس الشراء.
مشاركة :