دمشق – قتل جنديان سوريان الاثنين جراء ضربة جوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة استهدفت حاجزا لقوات النظام السوري قرب مدينة القامشلي في شمال شرق البلاد، في حادثة نادرة من نوعها. وتسود حالة توتر بين القوات الأميركية والجيش السوري في الشرق، حيث تكررت محاولات الأخير عرقلة الدوريات الأميركية، وبدا واضحا أن استهداف طائرات التحالف لحاجز تابع للقوات السورية الغرض منه إيصال رسالة تحذيرية من مغبة تكرار ذلك. وأوضح مصدر عسكري سوري، وفق الإعلام الرسمي، أن مروحيتين تابعتين للتحالف الدولي استهدفتا حاجزاً بالرشاشات الثقيلة، إلا أن التحالف نفى الأمر مشيراً إلى أن دورية تابعة له ردّت على مصادر نيران تعرضت لها قرب الحاجز “دفاعاً عن النفس”. وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن “طائرة التحالف استهدفت حاجزاً عسكرياً اعترض طريق رتل عسكري”، لقوات التحالف جنوب مطار القامشلي، مشيراً إلى حصول تبادل لإطلاق النار قبل تدخل الطائرة. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها عن مصدر عسكري أنّ “دورية أميركية حاولت الدخول إلى منطقة انتشار أحد تشكيلاتنا المقاتلة في ريف مدينة القامشلي.. فأوقفهم عناصر الحاجز ومنعوهم من المرور”. وأضاف المصدر “أطلق عناصر الدورية الأميركية عدة رشقات نارية، وبعد نحو 30 دقيقة هاجمت حوامتان أميركيتان عناصر الحاجز بالرشاشات الثقيلة ما أدى إلى استشهاد جندي وجرح اثنين آخرين”. ونفى التحالف شنّ ضربات من الجو، وقال في بيان إن قواته بالاشتراك مع قوات سوريا الديمقراطية وخلال قيامها بدورية “أمنية روتينية” وبعد حصولها “على ممر آمن من القوات الموالية للنظام.. تعرضت لنيران أسلحة صغيرة من أفراد موجودين قرب نقطة التفتيش”. وأكد أن “دورية التحالف ردّت على النيران دفاعاً عن النفس”، مشدداً على أنه لم “يشن أي غارة جوية”. وتتكررت منذ مطلع العام حوادث مماثلة في شمال شرق سوريا، خصوصاً بعد انتشار قوات النظام في مناطق نفوذ الإدارة الذاتية الكردية، مع اعتراض حواجز للقوات الحكومية أو مسلحين موالين لها دوريات للتحالف الدولي. وتتدخل أحياناً القوات الروسية المنتشرة أيضاً في المنطقة لتهدئة التوتر. وفي 12 فبراير، قتل مدني موال للنظام في تبادل إطلاق نار مع دورية للتحالف الدولي أثناء مرورها “من طريق الخطأ” عند نقطة لقوات موالية لدمشق، وفق المرصد. وقال التحالف الدولي وقتها إنه رد على نيران مجهولين “للدفاع عن النفس”. ويسيطر الأكراد منذ العام 2012 على الجزء الأكبر من محافظة الحسكة في شمال شرق البلاد، فيما بقيت قرى معدودة في ريفي مدينتي القامشلي والحسكة تحت سيطرة مقاتلين موالين للنظام. وفي 2019، انتشرت قوات النظام في مناطق قريبة من الحدود مع تركيا تطبيقاً لاتفاق توصل إليه الأكراد مع دمشق لصدّ هجوم واسع شنته أنقرة ضد مناطق سيطرتهم. كما انتشرت في المنطقة الحدودية قوات روسية بموجب اتفاق مع تركيا التي سيطرت على منطقة بطول 120 كيلومترا. وتتواجد القوات الأميركية في المنطقة في إطار التحالف الدولي بقيادة واشنطن والذي دعم المقاتلين الأكراد مدى السنوات الماضية في معاركهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وواجهت القوات الأميركية قبل أسابيع مسيرات احتجاجية شرق سوريا تطالب برحيلها على خلفية اتهامات لها بالانحياز للأكراد على حساب العشائر العربية التي تقطن المنطقة.
مشاركة :