حذرت مصادر ليبية رفيعة المستوى من مخاطر سعي تركيا وبتمويل قطري لإحكام سيطرتها على قاعدتي مصراتة والوطية بغرب ليبيا، من خلال زيادة أعداد المرتزقة وتزويدهم بالمزيد من الأسلحة في القاعدتين، مشيرة إلى أن الهدف الرئيسي لتركيا الآن هو العمل على ضمان وجود عملائها في أي مشهد سياسي يمكن التوصل إليه في ليبيا. جاءت هذه التحذيرات على خلفية الزيارة التي قام بها، أمس، لطرابلس وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، يرافقه وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، حيث التقيا مع عدد من مسؤولي حكومة «الوفاق» وعلى رأسهم فايز السراج. وقالت مصادر عسكرية: إن زيارة أكار والعطية تأتي ضمن التجهيزات لعملية حشد المرتزقة والإرهابيين وميليشيات «الوفاق» لمهاجمة سرت الجفرة، مشيرة إلى أن الزيارة سبقها دفع تركيا لتعزيزات عسكرية، تمثلت في وصول عدد من طائرات الشحن التي تحمل المرتزقة، فضلاً عن منظومة دفاع جوي تركية في مصراتة وطرابلس. وانتهز وزير الدفاع التركي فرصة الزيارة ليؤكد مجدداً استمرار بلاده في تقديم الدعم لحكومة الوفاق «وفقاً لتعليمات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان». وقال خبراء: إن تصريحات وممارسات تركيا في ليبيا تعد تحدياً صريحاً لكافة القرارات الدولية التي تطالب بإيقاف تزويد حكومة «الوفاق» بالأسلحة والمرتزقة، لمنع استمرار تأجيج الوضع بين الطرفين المتنازعين في ليبيا. يذكر أن أنقرة تواصل ضخ المرتزقة لتأجيج الصراع الليبي، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان مؤخراً بأن الاستخبارات التركية نقلت 120 مقاتلاً على الأقل من فصائل «سليمان شاه وفيلق الشام والسلطان مراد» من منطقة عفرين إلى تركيا ومنها إلى ليبيا. ومن جانبه، قال عضو مجلس النواب الليبي محمد عامر العباني: إن زيارة وزيري دفاع تركيا وقطر إلى طرابلس هي استعداد للعدوان على سرت والجفرة، اللتين اعتبرهما الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خطا أحمر. وأوضح في تصريح صحفي أن الزيارة تهدف لتعظيم حجم الوجود الاستعماري التركي على الأرض ودعم عملائه في طرابلس، وتمكينهم واستغلال أكبر قدر من ثروات ليبيا، مشدداً على أن هذه الزيارة مرفوضة من جانب الشعب الليبي. وتزامن وصول أكار والعطية لطرابلس مع زيارة قام بها وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، للعاصمة الليبية. وكشفت مصادر مطلعة عن أن ماس بحث مسألة استمرار تدفق السلاح مع رئيس حكومة «الوفاق» فايز السراج، بالإضافة إلى بحث إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محيط مدينة سرت. وحذر ماس من هدوء خادع تشهده ليبيا في الوقت الحالي، لاسيما أن الطرفين مستمران في تسليح البلاد على نطاق واسع، مشدداً على أن بلاده تتمسك بمسار برلين لحل الأزمة في ليبيا. ودعا ماس إلى ضرورة استئناف ضخ النفط مجدداً، للاستفادة منه في إعادة إعمار ليبيا، وفق اتفاق سياسي بين الأطراف المتنازعة في البلاد، مطالباً جميع الأطراف الليبية بتقديم تنازلات للتوصل إلى اتفاق سياسي، وفق مخرجات برلين. الجيش الليبي: مستعدون لدحر أي هجمات إرهابية أكدت مصادر عسكرية ليبية، أن هناك اجتماعات موسعة لقيادات الجيش الليبي استعداداً لأي عمليات إرهابية من قبل عناصر المرتزقة وداعش والميليشيات المسلحة على منطقة سرت الجفرة. يأتي ذلك فيما أعلنت غرفة عمليات الإعلام الحربي بالجيش الوطني الليبي، أن وحداته «استهدفت ودمرت مجموعة تابعة لتنظيم «داعش»، بعد دخولها لإحدى المناطق بمنطقة غدوة على بعد 60 كيلومتراً جنوب مدينة سبها، حيث استطاعت القوات القضاء عليهم وتدمير 3 آليات والاستيلاء على آليتين أثناء محاولتهما الهرب». وكان الجيش الليبي دهم قبل أيام موقعاً وجدت فيه عناصر لداعش، حيث قتل عدداً من عناصر التنظيم.
مشاركة :