كثيراً ما جاء التأكيد من قبل رجال التربية والتعليم والباحثين المختصين والمصلحين الوطنيين على أهمية دور الأسرة التشاركي في التربية والتعليم، ولكن للحق فإن الغالبية العظمى من الأسر السعودية كان دورها فيما مضى من سنوات إما سلبياً أو محايداً أو أنها كانت اتكالية تلقي تبعات هذا الدور بشكل كامل على المدرسة مع يقينها بالتشاركية بين المؤسستين، وفي أحسن الأحوال كان حضور ولي الأمر أو الأم تشريفياً ضمن البرستيج العائلي حين يدعى الأب لمجلس الآباء أو تدعى الأم لمجلس الأمهات ولحفلات المدرسة نهاية العام. والجيد منا من يكلِّف نفسه فيمر على دفتر المتابعة يوماً في الأسبوع ليمضي توقيعه الكريم مثبتاً حضوره الشكلي في هذه المهمة الصعبة. ولا يعني هذا انعدام أسر جادة تتابع وتحاسب وتتصل وتتواصل (ولو خلت لخربت)، ولكن هذه الأسر -في اعتقادي الشخصي- قليلة، وفي مدارس وبيئات تعليمية خاصة، والحديث -في هذا المقال- عن الوجه العام والغالب، ولذا لا حكم فيه للأقلية، وجاء اليوم الذي صارت فيه الأسرة السعودية على المحك وفي المعترك جراء جائحة فيروس كورونا الخطرة، وليس أبلغ ولا أوضح من تلك الرسالة التي ضمنها معالي وزير التعليم كلمته التي ألقاها مساء السبت الماضي، مؤكداً على أنه (لا يمكن أن تنجح رحلتنا في التعليم عن بعد دون تعاون الأسرة)، وإذا كان لي الحق في إبداء -رأي شخصي لم يقم على دراسة وتقص علمي رصين - فإن غالبية الأسر كانت بعيدة عن الفاعلية الإيجابية في تجربة التعليم عن بعد الفصل الثاني من العام الدراسي المنصرم، بل حتى الميدان التربوي كان هو كذلك مغيباً بشكل كامل، ولذا كان التأكيد من قبل صاحب المعالي هذا المساء على مشاركة كل الأطراف ذات الصلة بالعملية التعليمية في وجهها الجديد -التعليم عن بعد- بشكل جدي وفاعل، وهذا في اعتقادي يومئ إلى احتمالية استمرار الدراسة عن بعد لوقت أطول مما هو معلن وربما لعام دراسي كامل، وهذا يحتاج في نظري إلى أمور عدة أترك الحديث عنها في مقال الجمعة -بإذن الله- وإلى لقاء والسلام.
مشاركة :