في مواجهة مؤشرات مقلقة إلى تزايد انتشار فيروس كورونا المستجد الذي بات يتفشى أكثر في صفوف الشباب، بحسب منظمة الصحة العالمية، ستعمد فرنسا إلى فرض وضع الكمامات في أماكن العمل، فيما شددت كوريا الجنوبية إجراءات الإغلاق في ضواحي سيول. في باريس أعلنت وزيرة العمل الفرنسية اليزابيث بورن الثلاثاء، أن وضع الكمامة سيصبح «منهجياً» بحلول نهاية أغسطس في «جميع المساحات المغلقة والمشتركة» للشركات في فرنسا. وقالت الوزيرة «من الضروري، كما أوصى المجلس الأعلى للصحة العامة، جعل وضع الكمامة منهجياً في جميع أماكن العمل المغلقة والمشتركة»، مثل «غرف الاجتماعات والممرات وغرف تبديل الملابس والمساحات المفتوحة». وبعد تراجعه مطلع الصيف، عاود عدد الأشخاص الذين يدخلون إلى المستشفيات بسبب «كوفيد - 19» الارتفاع في فرنسا. واستقبلت المستشفيات 234 مريضاً جديداً في الساعات الـ 24 الماضية مقابل 173 الجمعة. وتوفي 30.429 شخصاً في البلاد منذ بدء انتشار الوباء. اتخذت كوريا الجنوبية التي كانت نجحت حتى الآن في ضبط انتشار الوباء بفضل استراتيجية الفحوص، وتتبع المخالطين للأشخاص المصابين إجراءات جديدة. وأعلن رئيس الوزراء شونغ ساي - كيون أن 12 فئة شركات تعتبر عالية المخاطر، خصوصاً المطاعم والمقاهي، ستغلق أبوابها اعتباراً من الأربعاء في سيول واينشيون وفي مقاطعة غيونجي المجاورة. ويتعين على المؤسسات العامة مثل المتاحف في هذه المنطقة الواسعة التي تضم حوالي نصف السكان، إغلاق أبوابها. وستحظر التجمعات التي تضم أكثر من 50 شخصاً في الأماكن المغلقة وتلك التي تضم أكثر من مئة شخص في الأماكن المفتوحة. وبحسب منظمة الصحة العالمية في منطقة آسيا - المحيط الهادئ، فإن المرض بات ينتشر حالياً في صفوف الشباب الذين لا يعلمون في بعض الأحيان أنهم مصابون. وقال مدير منطقة غرب المحيط الهادئ لدى منظمة الصحة العالمية تاكيشي كاساي، إن «الوباء يتغير. الناس في العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من العمر هم على نحو متزايد السبب الأساسي وراء التهديد.... لا يعلم كثيرون أنهم مصابون؛ لأن لديهم أعراضاً خفيفة فقط، إن وجدت». وتحدثت إيطاليا أيضاً عن دور هؤلاء الشباب في نشر المرض خصوصاً الذين يعودون من الإجازات. ونشرت وسائل الإعلام الإيطالية العديد من إفادات شباب أصيبوا خلال قضائهم عطلة الصيف. وقال لوكا وهو في العشرينيات لصحيفة «لا ستامبا»: «لقد أصبت بـ(كوفيد - 19)، في كوستا ازميرالدا» في سردينيا، حيث تجتذب الفنادق والفيلات عدداً كبيراً من الشباب. وبحسب تحقيق أجرته الأجهزة الصحية، فإن الفيروس نقل إلى سردينيا من قبل مجموعة سياح وصلوا من جزر الباليار في إسبانيا ومن ميكونوس في اليونان، غالبيتهم لا تظهر عليهم عوارض المرض، وقد يكونون تسببوا بإصابة الأشخاص المقربين منهم من دون علمهم. في الشرق الأوسط، أعلنت السلطات اللبنانية إعادة فرض إغلاق عام بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد. وكان وزير الصحة اللبناني في الحكومة المستقيلة حمد حسن حذر سابقاً من أنه «وصلنا إلى شفير الهاوية». أودى فيروس كورونا المستجد بحياة 774.832 شخصاً في العالم منذ أن أعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين ظهور المرض في نهاية ديسمبر بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية حتى الساعة 11,00 ت غ الثلاثاء. وأحصيت أكثر من 21,936,820 إصابة رسمياً في 196 بلداً ومنطقة منذ بدء انتشار الوباء بينها 13,623,700 حالة تعتبر حالياً أنها تماثلت إلى الشفاء. وهكذا أعلنت أستراليا أنها ستحصل على لقاح «واعد» ضد فيروس كورونا المستجد كما أعلن رئيس الوزراء سكوت موريسون، مؤكداً أن بلاده ستصنعه وتوزعه مجاناً على السكان. وقال موريسون، إن أستراليا توصلت إلى اتفاق مع مجموعة الأدوية السويدية البريطانية «أسترازينكا» بشأن اللقاح الذي تطوره مع جامعة أكسفورد (المملكة المتحدة). وأوضح «لقاح أكسفورد هو من اللقاحات الأكثر تقدماً في العالم، وتمكنا بموجب هذا الاتفاق من تأمين توافر مبكر لكل أسترالي». في اليونان، أعلن وزير الصحة أنه يأمل في الحصول على الدفعة الأولى من اللقاح ضد كوفيد - 19 بحلول ديسمبر، بموجب اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والصناعة الدوائية. وقال وزير الصحة فاسيليس كيكيلياس لقناة سكاي التلفزيونية «إذا سارت الأمور على ما يرام، فستحصل اليونان على نصيبها المتوقع في سبع شحنات (...) سنبدأ في ديسمبر مع سبعمئة ألف جرعة». وأضاف أن عمليات التسليم ستستمر من ديسمبر إلى يونيو. وأعلنت المفوضية الأوروبية الجمعة الماضية أنها توصلت إلى اتفاق مع مجموعة الأدوية السويدية البريطانية «أسترازينكا»، التي ذكرها الوزير الثلاثاء، «للحصول على لقاح محتمل ضد كوفيد - 19، وكذلك التبرع به للدول المنخفضة والمتوسطة الدخل أو إعادة توجيهه نحو الدول الأوروبية الأخرى». كما حضت منظمة الصحة العالمية كافة دول العالم الثلاثاء على الانضمام سريعا لبرنامجها العالمي للقاح المشترك لفيروس كورونا المستجد وكشفت عن الجهات التي ستحصل قبل غيرها على الجرعات المستقبلية. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إنه من دون تحصين المجتمعات الأكثر عرضة للخطر في أنحاء العالم في الوقت نفسه، سيكون من المستحيل إعادة بناء الاقتصاد العالمي.
مشاركة :