تمسك القيادة بالتمديد يعمق الانقسامات داخل اتحاد الشغل التونسي

  • 8/19/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مع اقتراب المؤتمر الـ24 للاتحاد العام التونسي للشغل، وهو أكبر منظمة نقابية في البلاد، تعمقت الانقسامات داخله حيث يرفض شق كبير التمديد للقيادة الحالية التي يرأسها نورالدين الطبوبي وذلك باعتبار أن العملية تمس من القانون الأساسي للمنظمة الشغيلة. والثلاثاء، نفذ عدد من النقابيين المنتمين إلى عدة قطاعات وقفة احتجاجية في تونس مطالبين بعدم تمرير مشروع تنقيح الفصل الـ20 من القانون الأساسي للاتحاد العام التونسي للشغل الذي سيخول لأعضاء المكتب التنفيذي الحالي تجاوز دورتين كأعضاء للمكتب التنفيذي. واحتج العشرات من النقابيين الثلاثاء في بطحاء محمد علي بالعاصمة تونس (مقر الاتحاد) ضد ما اعتبروه الانقلاب على الفصل الـ20 من القانون الأساسي للاتحاد عبر عقد مؤتمر “استثنائي غير انتخابي”. واتهم عضو التنسيقية الوطنية للقاء القوى النقابية الديمقراطية نبيل الحمروني في تصريح لإذاعة محلية، القيادة الحالية بمحاولة التمديد والتوريث. ورفع المحتجون العديد من الشعارات المطالبة بالتداول على المسؤولية كحق وليس هدية و’’لا للمساس بالفصل العشرين‘‘، كما رفع النقابيون شعارات ولافتات تندد بالعنف الممنهج المسلط على النقابيين مؤكدين أن الانقلاب على الشرعية أضحى أمرا مكشوفا. وقال عبدالرزاق بن سعيد، وهو نقابي وأحد منظمي تجمع لقاء القوى النقابية الديمقراطية، “إن عددا من النقابيين من العديد من القطاعات استشعروا خطر المساس بالقانون الأساسي لاتحاد الشغل” الأمر الذي اعتبره ممارسة ليست ديمقراطية. وأضاف بن سعيد في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء التونسية “تم خلال المؤتمر السابق لاتحاد الشغل النجاح في التصدي لتمرير تنقيح القانون الأساسي الذي يخول لأعضاء المكتب التنفيذي الترشح لعضوية المكتب التنفيذي لمدة نيابية تتجاوز الدورتين الأمر الذي لا يسمح به القانون الأساسي الحالي للمركزية النقابية”. ويواجه اتحاد الشغل أصلا انتقادات لاذعة حول ما يسميه البعض تدخلا في الحياة السياسية ما يعني الابتعاد عن الدفاع عن حقوق العمال. وأكد الهادي العابدي، عضو الجامعة العامة لمتفقدي المدارس الابتدائية، أن “تحوير الفصل الـ20 في الأصل تحوير للفصل الـ10 الذي وقع تمريره في مؤتمر جزيرة جربة العام 2002”، مبرزا أن “الصراع القائم من أجل تكريس الديمقراطية في العمل النقابي”. وأضاف العضو النقابي في تصريح لـ”العرب” أنه “منذ العهد السابق تمت المراهنة على ديمقراطية النشاط النقابي بعد صراع كبير من قبل النقابيين الذين نجحوا في تتويج مجهوداتهم ونضالاتهم”. وأشار العابدي إلى ضرورة التداول السلمي على تحمل المسؤولية في الاتحاد، قائلا “لا يمكن أن نمنع أشخاصا أكفاء اليوم وقادرين على تقديم الإضافة من ممارسة حقهم النقابي والترشح لعضوية المكتب التنفيذي.. ولا يمكن إقصاء هؤلاء”. وثمن في معرض حديثه لـ”العرب”، دور المحتجين، مشيدا بدور لسعد اليعقوبي الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي، قائلا “أصبح يخوض صراعا علنيا مع قيادات المكتب التنفيذي وهذا دليل قوي على تكريس الديمقراطية وحرية العمل النقابي”.

مشاركة :