في غياب الأجواء التقليدية السياسية والحشود المفعمة بالحماس والجداول الزمنية المزدحمة، افتتح الحزب الديمقراطي مؤتمره الافتراضي غير المسبوق بهجوم لاذع على الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، والدعوة لانتخاب مرشحه لانتخابات الثالث من نوفمبر جو بايدن لإنهاء حالة الفوضى. وافتتحت السيدة الأميركية الأولى السابقة ميشيل أوباما والسيناتور اليساري البارز بيرني ساندرز المؤتمر الافتراضي بهجوم شديد على الرئيس ترامب. وبعد صف طويل من المتحدثين، بينهم ساندرز و4 جمهوريين ومسؤولين سياسيين ومشاهير ومواطنين تجمعوا عبر الإنترنت لدعم بايدن، شنّت ميشيل أوباما هجوماً لاذعا على ترامب، في خطاب حماسي اختتمت به الليلة الأولى من المؤتمر. وقالت أوباما، في انتقاد غير مسبوق من جانب سيدة أولى أميركية سابقة لرئيس في الحكم: «في كل مرة نلتفت إلى البيت الأبيض بحثاً عن بعض القيادة أو المواساة أو أي مظهر من مظاهر الثبات، فلا نحصل إلا على الفوضى والانقسام والافتقار التام والمطلق للتعاطف». واعتبرت أن ترامب «أخذ الوقت الكافي ليثبت أن بإمكانه أداء المهمة، لكنه لم يكن على قدر المسؤولية في دولة ترزح تحت وطأة تفشي جائحة كورونا، واضطرابات اقتصادية، ومظالم عنصرية، وكلما تطلعنا للبيت الأبيض بحثاً عن نوع من القيادة أو السلوى أو أي مظهر من مظاهر الثبات، لا نجد سوى فوضى وانقسام وافتقار كامل ومطلق للتعاطف»، مضيفة: «اسمحوا لي أن أكون صادقة وواضحة قدر الإمكان دونالد ترامب الرئيس الخطأ لبلدنا». ووضعت أوباما حول عنقها عقداً يحمل أحرف كلمة «صوّتوا» بالإنكليزية. ودعت في خطاب مؤثر الأميركيين إلى الإدلاء بأصواتهم في الثالث من نوفمبر حتى لو كان ذلك يعني الانتظار «طوال الليل» إذا لزم الأمر. وذكّرت المحامية السابقة أنها «تكره السياسة»، لافتة إلى أنها تتوقع ألا يسمع الجميع رسالتها، فقالت: «نعيش في بلد منقسم للغاية، وأنا امرأة سوداء أتحدث في مؤتمر الحزب الديمقراطي». ودعت إلى انتخاب نائب زوجها في الفترة من 2009 إلى 2017. وقالت، في خطابها الذي استغرق نحو 20 دقيقة وسخر منه ترامب، لأنه لا يتضمن «شيئاً مثيراً للغاية!»: «أدرك أن جو ليس كاملاً. وسيكون أول من يقول لكم ذلك، لكنه يعرف ما يجب فعله لإنقاذ الاقتصاد والانتصار على الوباء، وإنارة الطريق أمام بلدنا، وسيقول الحقيقة، وسيثق بالعلم». وفي حين أثار المتحدثون، ومنهم ميشيل أوباما، عدة مسائل منها الجدل حول خدمة البريد، رد ترامب بغضب بعدما انتقدته ميشيل أوباما لدى افتتاح مؤتمر الحزب الديمقراطي، واصفاً حكومة باراك أوباما بأنها «فاسدة». وكتب الرئيس الجمهوري في تغريدات صباحية ساخرة: «كانت حكومة أوباما و(جو) بايدن (نائب الرئيس السابق) الأكثر فسادا في التاريخ. بمجرد اكتشافنا انهم تجسسوا على فريق حملتي الانتخابية هو أكبر فضيحة سياسية في تاريخ بلادنا. شكرا لكلماتك اللطيفة ميشيل!». وأضاف «رجاء، ليشرح أحدهم لميشيل اوباما أن دونالد ترامب لما كان في منصبه اليوم في البيت الأبيض لولا أداء زوجها باراك اوباما». ومفاخرا بأدائه وبتأسيس حكومته «لأفضل اقتصاد في التاريخ»، أكد ترامب أنه «أنقذ ملايين الأرواح» وأنه يعيد بناء «اقتصاد أكثر قوة من قبل»، مضيفاً: «زاد عدد الوظائف وبلغ مؤشر ناسداك مستويات قياسية والباقي آت! تريثوا وراقبوا». وانتقد أيضا كيفية معالجة حكومة اوباما وبايدن لتفشي وباء اتش1 ان1 في ،2009 واصفا ردهما بـ «الضعيف والمثير للشفقة». وقال «انظروا إلى استطلاعات الرأي انها سيئة فعلا. الفارق الكبير هو ان الاعلام الرخيص الفاسد منحهما شيكا على بياض!». ومن مدينة أوشكوش في ويسكونسن، قال الملياردير الجمهوري إن «أحداً لن يكون بأمان في أميركا يقودها جو النعسان»، متعهداً بخلق 10 ملايين وظيفة في عشرة أشهر، من خلال إجراءات من بينها الإعفاءات الضريبية للشركات العائدة من الصين، ونزع العقود الاتحادية لمن تعتمد على التوريد منها.
مشاركة :