شريف الشوباشي: علينا البحث عن أفق جديد للعقل العربي

  • 7/23/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر الكاتب شريف الشوباشي صاحب آراء مثيرة للجدل باستمرار منذ أن أصدر كتابه لتحيا اللغة العربية... يسقط سيبويه إلى أن دعا إلى ما أطلق عليه جمعة خلع الحجاب لمواجهة التطرف في المجتمع حسبما ادعى. عمل الشوباشي لسنوات مديراً لمكتب صحيفة الأهرام في باريس، وقد أصدر مؤخراً روايته الهانم والوزير. الخليج أجرت هذا الحوار معه، فإلى التفاصيل. * في روايتك الهانم والوزير نرى رصداً لتجليات السنوات الأخيرة في الواقع المصري، هل كنت تقصد ذلك؟ - حاولت أن أمزج بين الخيال والواقع، وكان هدفي الرئيسي أن أقوم بعملية توصيف لمفهوم السلطة والعلاقة بينها وبين الشعب في عقول وأذهان من حكموا مصر في عهد مبارك، وخاصة في سنواته الأخيرة. * تقدم الرواية قراءة نفسية لشخصية البطل وعدد من الشخصيات الأخرى، هل تعتقد أن ذلك أضاف إلى الرواية؟ - بطل الرواية يمثل الانتهازية في أجلى صورها، وإن كان له العذر في الهزة النفسية التي تعرض لها في شبابه، ولدى وصوله إلى مقعد السلطة، في الوزارة، حيث أحاط به من سولوا له الفساد، واستمراء الاستمتاع بالسلطة واستغلال المكانة الوظيفية، لكن هناك شخصيات أخرى، على رأسها صديقه في الجامعة، الذي يمثل الإنسان الرافض للانزلاق إلى مهاوي السلطة والفساد، كما أن هناك شخصية رئيس الوزراء الذي فتح لمجدي مراد أبواب السلطة. الرواية محاولة لكشف ورصد التحولات التي حدثت في المجتمع المصري في سنوات ما قبل ثورة يناير/كانون الثاني، وهي من أخطر المراحل التي مرت بالتاريخ المصري الحديث، ولا تزال تلك الفترة بحاجة إلى قراءة واعية سياسياً وفكرياً، وتحليله بعمق، وهذا يستلزم عملاً شاقاً من الباحثين والمثقفين، لأن هذه التحولات أثرت بالتأكيد في الشخصية المصرية. * هل تتعمد الصدام في رواياتك؟ - لا أحب أن أكون أحد أبطال الدراما الإغريقية، ومن أشهرها شخصية أنتيجون التي عرضت حياتها للخطر، لأنها كانت تقوم بدفن أخيها، على الرغم من أن عمها الملك كان يمنع أن تدفن الجثة، وكانت تقول إن هذا قدرها. فأنا أعتقد أنني أدخلت نفسي في بعض المشاكل، وعلى رأسها قضية سيبويه وقضية الحجاب. هناك فيلسوف قال: من يكتب يرضي البعض ويغضب الكثيرين، فأي كاتب إذا كتب لإرضاء القارئ والسير في الاتجاه العام للفكر السائد فإنه يسقط من زمرة الكتاب الذين قد يذكرهم التاريخ. قد يحقق هذا الكاتب نجاحاً مؤقتاً، لأنه يرضي الغالبية، لكن انتهازيته الفكرية تجعله خارج الزمرة المؤثرة، فالكاتب الحقيقي عليه أن يعي جيداً في أي مكان يقف وأن يكون معبراً عن نبض الشارع. * نجد ذلك الصوت الرافض أيضاً في كتبك تحطيم الأصنام وثورة المرأة وهل فرنسا عنصرية؟، هل مفهوم الكتابة عندك هو ما يثير الجدل؟ - ما أقدمه هو أشبه بصرخة غضب للبحث عن أفق جديد للعقل العربي، الذي كان أكثر الحلقات المضيئة في التاريخ، بما قدمه من تراث عريق، أنا أرى أن الكتابة الجادة هي التي تسعى لإثارة الجدل، وتكره التقليد، ولا تحب السير في الطرق المرسومة مسبقاً. أنا أحب السير في الطرق الوعرة، وهذا ما حاولته في كتابي لماذا تخلفنا وتقدم الآخرون؟ حيث حاولت فيه قراءة التراث العربي مرة أخرى، ولم اكتف بالتشخيص، وإنما حاولت وضع بعض خطط العلاج.

مشاركة :