ديوكوفيتش يتفنّن في لفت الأنظار ..وينال الإعجاب

  • 7/23/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

راقص الصربي نوفاك ديوكوفيتش، الأميركية سيرينا وليامس، في الحفلة الساهرة التقليدية، التي أعقبت نهائي بطولة ويمبلدون لكرة المضرب، كما فعل مدربه النجم السابق الألماني بوريس بيكر، والأميركية مارتينا نافراتيلوفا، عامي 1985 و1986، فبدا في حُلة خير مروّج للعبة التي يتابع تألقه فيها مكدساً الألقاب والانتصارات، ومحتلاً صدارة تصنيفها العالمي. ويبدو أن ديوكوفيتش الفائز بتسعة ألقاب في دورات الغراند سلام، يتفنن في لفت الأنظار وكسب الإعجاب، مقدماً نموذجاً متجدداً للبطل المحترم، الذي يعتني بالتفاصيل التي تضمن تميزه. فها هو يتفوه بالصينية في شنغهاي، ويتحدث بالفرنسية في رولان غاروس، ويصرح بالإنجليزية في ويمبلدون، ويعلن في الأمسية الساهرة عقب ويمبلدون أنه مشتاق إلى ملعب ارثر آش الملعب الرئيس في فلاشينغ ميدو، حيث ستقام بطولة الولايات المتحدة المفتوحة، ويتطلع لتتويج جديد، وتكرار إنجاز السلام الصغير الذي حققه عام 2011، أي الفوز بدورات أستراليا وويمبلدون والولايات المتحدة في عام واحد، على غرار الأسترالي رود ليفر والسويدي بيورن بورغ. ماهر في نسيج العنكبوت يتفق محللون على أن ديوكوفيتش ماهر في ما يسمى نسيج العنكبوت، وبالتالي لا تعطل الانفعالات التقنيات، فتبقى إحداثياته دقيقة مع خطوات مركزة، ما يسهم في تلقائية متقنة في التسديد والصد الأمامي والخلفي على أنواعهما، وكأنه يملك إجابة لكل سؤال، وجاهز دائماً لذلك. ويعترف متابعون، على الرغم من خبرتهم، بأنهم لم يتوقعوا قبل 10 سنوات أن يفرض ديوكوفيتش هيمنته عالمياً، إذ كانت ضرباته باليد اليمنى ضعيفة، ويهبط أداؤه وسط الحرارة المرتفعة. لكنه بذل مجهوداً خاصاً، وكان من أول اللاعبين الذين استعانوا بنجوم سابقين لتحسين إرسالهم (تود مارتن)، والتعامل مع الكرات العالية (مارك وودفورد)، واجتهد للارتقاء فترجمت جهوده بتحقيق نتائج إيجابية تدريجياً. هكذا، تجرّأ في الأشهر الأخيرة واستخدم الإرسال العالي الساقط مع كبح مسافته، أو الساحق من دون ارتجاف، وأحسن التحكم بالتسديد والصد. ويبدو ديوكوفيتش الأكثر تكاملاً على الساحة، وبشهادة دوزان فيمتش، شريكه في التدريب لمدة سنتين، الذي يفصح أن النجم الصربي لا يتناول غير مأكولات طبيعية، ومسكون بفكرة تقديم الأفضل لتوازنه النفسي والجسدي. ويصفه بـالرياضي الأقصى، مضيفاً أنه في عام 2011 لم يستطع (توليف) إمكاناته وطاقاته ربما، وها هو يبرهن أهمية ما يختزنه، لاسيما أنه أصبح أكثر حرية في طريقة أدائه، لأنه تآلف أكثر مع وضعه لاعباً وشخصاً عادياً. صحيح أن النجم الصربي، الفائز حتى تاريخه بـ54 لقباً، لم يكسر بعد هالة السويسري روجيه فيدرر أو الإسباني رافايل نادال، لكنه في نظر الكثير الأبرز على الساحة ويمتلك ملكة التطور الدائم، ما يضاعف من حظوظه ويوفر له أفضلية على الآخرين. ويعترف نولي أن أي انتصار يحتم عليك أن تتخطى منافسات كاملة، وأن تظهر في الصورة المثالية لتضمن النجاح، وبالتالي فإن اثماناً كبيرة تدفع في مقابل ذلك، وقد ارتضاها ليبقى أطول فترة ممكنه محلقاً فوق سحاب القمة بتوازن دقيق، على غرار راكب الموج. حقق ديوكوفيتش 48 انتصاراً في 51 مباراة منذ مستهل الموسم، إذ خسر فقط أمام الكرواتي إيفو كارلوفيتش في الدوحة (يناير)، وفيدرر في دبي (فبراير)، والسويسري الآخر ستانيسلاف فافرينكا في نهائي رولان غاروس (مايو)، محققاً معدلاً مقداره 1ر94%. وهو يجمع مزايا استثنائية تعزز أوراقه التنافسية، منها نوعية الإرسال حيث فاز بـ65% من كرات الإرسال الثاني في البطولة البريطانية، وحصد 95% من النقاط في الكرات الحاسمة، كما انقذ 80% منها، وحقق ما نسبته 95% عموماً من النقاط من إرسالاته (6 من 7 كرات في النهائي من إرسالات ساحقة). لعل ديوكوفيتش يعيش أفضل أيامه المضربية، ويجني ثمار الإعداد الذي يشرف عليه بيكر ومدرب اللياقة مريان فايدا. ويلفت السويدي ماتس فيلاندر، الفائز بسبع دورات غران شيليم بين العامين 1982 و1988، إلى أن ديوكوفيتش يسجل تطوراً مذهلاً، ويبدو ماهراً في إدارته لمجهوده وتخطيطه الميداني، ومصمماً دائماً على بذل الكثير وهذا مزعج لمنافسيه، إذ لا يترك خصمه يرتكب أخطاء فقط، بل ينقض عليه مبادراً لإرباكه. وتصرفات ديوكوفيتش داخل الملعب وخارجه تؤثر في المقربين منه فكيف بمنافسيه. ويعرف عنه تطيره ودقته، فهو يحسب طعامه ومكوناته بالغرامات، حتى إنه يوم كان يحتفل بعيد ميلاده الـ28، حمل معه ملحه الخاص ليضيفه على ما يقدم له. نولي محترف 100% ولا تهاون البتة، يستغل كل ما يمكن أن يطوره، يتبع عادات مكرسة منذ كان في السادسة من عمره، منها إتقانه ترتيب أغراضه في الحقيبة كي لا ينسى شيئاً، وهو مهووس بذلك. كذلك الأمر بالنسبة لطريقة الإحماء الدقيق وحركات التليين. فباتت مرونة عضلاته ترشحه لدور بهلوان، كل ذلك معطوف على مرونة ذهنية وتركيز فائق. ويصف خبراء ديوكوفيتش باللاعب المتكامل، لا يترك شيئاً للمصادفة، ويوظف طقوساً في سبيل ألا يقهر. فحين خطف صدارة التصنيف العالمي للمرة الأولى في (يوليو) 2011، أي بعد أكثر من سبع سنوات من هيمنة الثنائي فيدرر - نادال، تأكد أن ما حققه ليس مفاجئاً، بل خطوة راسخة على طريق تجاوز هذه العتبة المعنوية.

مشاركة :