قرأت هذا الأسبوع كتابا بعنوان" سحر ماديبا" أجمل الحكايات الشعبية الأفريقية. هذه الحكايات اختيار وتقديم المناضل الأفريقي الكبير نيلسون مانديلا. حمل الكتاب، ما هو أكثر من الحكايات وأبعد منها بكثير. عندها ثمنت اختيار المركز القومى للترجمة لهذا الاختيار ولمترجمته هالة خيري الشريف. ورغم ثمنه الباهظ مقارنة بباقى الكتب لمقدمة للأطفال من المركز القومي للترجمة إلا أننى قمت بشرائه فاسم مانديلا وسعر الكتاب يستحقان المغامرة كما أن سحر أفريقيا يجتذبنى من وقت لآخر منذ فترة. تتصدر الكتاب صورة نيلسون منديلا محاطا بمئات من الأطفال المبتسمين مثله ومكتوب تحتها جزء من عائد هذا الكتاب يذهب لصالح صندوق مانديلا للأطفال. فلم أندم على شرائه بهذا السعر المرتفع. أما الحكايات فجمعها بنفسه ممثلة للحكايات الشعبية الأفريقية من جنوب أفريقيا وتنزانيا وزيمبابوى وجنوب أفريقيا وناميبيا وكينيا ونيجييا وملاوى كيبتاون وبنسوانا وأوغندا وحتى قبائل الزولو في غرب أفريقيا. تبزغ القصص من المخيلة الشعبية الأفريقية فنرى أفريقيا بوجوهها المتعددة وهج الشمس والغيم الممتد فوق الجبال في الأفق البعيد ومياه الأنهار والمخلوقات من الحيوانات والإنسان الذين قد يتحولون إلى آكلى لحوم البشر. والخدع والحيل المسلية والذكية التى تصنعها الحيوانات لتنجو مثل الأرنب البرى وابن آوى اللئيم والضبع والذئب وتمثيل دور الضحية في القصص والثعبان المخيف الذى يرمز للقوة الشافية إذا اتحد مع الماء وتفكير البشر في التعاويذ السحرية كى تخلصهم من الهلاك أو تجلب لهم الهلاك. وطريقة حياتهم كالصيادين والرعاة وجامعى المحاصيل والأمهات في الحكايات والأطفال والسوق والبيع والشراء للمحاصيل الأفريقية من موز وأناناس وغيرها. أما عن اسم الكتاب ماديبا فهو اسم العشيرة التى ينتمى إليها مانديلا. المناضل الذى ينحدر أصله من العائلة الملكية لشعب التمبو وهم مجموعة من الشعوب التى تعيش في جنوب أفريقية وعادة ما يلقب الشخص هناك باسم فرد في العشيرة كنوع من التقدير وماديبا كان اسم حاكم شعب تمبو في القرن الثامن عشر. أما عن صندوق نيلسون مناديلا للأطفال فقد أنشأه في عام 1995، وفى عام 1999، بعد تنحيه عن منصبه كأول رئيس من أصل أسود لجنوب أفريقيا، أنشأ مؤسسة نيلسون مانديلا. وفي عام 2004، بدأت اليونيسف ومؤسسة نيلسون مانديلا حملة “مدارس من أجل أفريقيا”، لتشجيع التعليم وخاصة الأطفال الذين يعيشون في فقر مدقع من البنين والفتيات مع التركيز على تعليم الفتيات. مثل هذه الأفكار من شخصية عالمية مناضلة هى نبراس لبناء الأمم وقد لخص ما يومن به في مجال الطفولة وعلاقته ببناء الأمم في مقولته "إن أى بلد وأى مجتمع لا يهتم بأطفاله لا يمثل أمة على الإطلاق". فمن أراد لأطفاله متعة الحكى الأفريقي فعليه بهذا الكتاب ومن أرد لأطفاله حكاية عن مناضل شريف فعليه بهذا الكتاب أيضا. ماديبا أجمل الحكايات الشعبية الأفريقة للأطفال.