بيتشاي.. من فقير إلى مدير

  • 8/20/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

شيماء المرزوقي ليس من الصعب أن يتحقق طموح أي شاب مهما كان فقيراً أو معدماً، خصوصاً في بلدان تولي اليوم اهتمامها لفئة الشباب، وتخلق قيادات مدربة فيها.كان من الصعب قبل ثلاثين عاماً أو يزيد، أن يتخيل فتى فقير عاش في حي صغير ذي إمكانات مادية وتكنولوجية محدودة، أن يكون صاحب وظيفة مرموقة، أو أن يكون قيادياً في مؤسسة مهمة.ومع صعوبة الأمر واستحالته، إلا أن التاريخ يثبت لنا تحققه لدى بعض الأشخاص ممن آمنوا بأنفسهم وقدراتهم، وآمن بهم ذووهم فسخروا كل ما يمتلكون لتحقيق أحلامهم. وما الهندي ساندر بيتشاي إلا واحد من هؤلاء، ممن ابتسم لهم قدرهم وتحققت أمانيهم، فقد عاش بيتشاي في شقة بحي فقير جداً، لم يتوفر بها تلفاز أو أي جهاز آخر غير الهاتف الأرضي، وكان لا يمتلك غرفة خاصة وينام في غرفة المعيشة مع أخيه في فراش على الأرض.كان شغوفاً بالتكنولوجيا وأجهزة الحاسوب، فقرأ كل ما وقعت عليه يده من كتب متخصصة في هذا المجال، وأكمل دراسته بتفوق في مدارس الهند، ثم دخل المعهد الهندي للتكنولوجيا ليكمل دراسته العليا، قبل أن يحصل على بعثة للدراسة في جامعة ستانفورد في أمريكا. واجهته مشكلة شراء التذكرة، فوفّر له والداه كل مدخراتهما وهي ما كانت تعادل راتب أبيه لعام كامل، واستطاع السفر ليحصل على الماجستير في هندسة المواد وفيزياء أشباه الموصلات.بعد تخرجه عمل بيتشاي في شركة «أبلايد ماتريلز»، وبعدها نال الماجستير في إدارة الأعمال من كلية وارثون للأعمال في جامعة بنسلفانيا، وانتقل للعمل في الإدارة والاستشارات في شركة «ماكينزي»، ليصل إلى «جوجل» عام 2004. وتولى مسؤولية تشغيل نظام «أندرويد»، ثم إطلاق «جوجل كروم». وتتالت المناصب والنجاحات حتى وصل إلى منصب نائب الرئيس في «جوجل كروم»، والرئيس التنفيذي ل«جوجل» كما تسلّم مؤخراً رئاسة الشركة الأم «ألفابيت».وبهذا أصبح هذا الطفل الفقير واحداً من أشهر رجال الأعمال في مجال التكنولوجيا، حتى اعتبرته وكالة «بلومبيرج» في سنة 2014 «أهم رجل في عالم الاتصالات المتنقلة». Shaima.author@hotmail.com www.shaimaalmarzooqi.com

مشاركة :